تعرّف على أكثر 6 اضطرابات نفسية شيوعاً
تعتبر الصحة النفسية أحد جوانب الصحة العامة التي غالبًا ما يتم تجاهلها أو التقليل من أهميتها، على الرغم من تأثيراتها العميقة على الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات. في هذا المقال، سنتعرف على أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا والتي تؤثر على ملايين الأفراد حول العالم، ونستعرض أسبابها وأعراضها وطرق العلاج المتاحة لها.
1. الاكتئاب
الاكتئاب هو أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم، ويُعرف بأنه شعور مستمر بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق. هذا الاضطراب يمكن أن يؤثر على الشخص في جميع جوانب حياته، بما في ذلك العمل، والعلاقات الشخصية، والصحة البدنية.
الأسباب:
- العوامل الوراثية
- تغيرات كيميائية في الدماغ
- العوامل البيئية مثل التعرض للضغوط النفسية أو فقدان شخص عزيز
- اضطرابات في نمط النوم أو التغذية
الأعراض:
- الحزن المستمر أو التوتر
- فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة
- تغيرات في الشهية والوزن
- الشعور بالتعب المستمر أو الأرق
- التفكير في الموت أو الانتحار
العلاج:
يمكن علاج الاكتئاب من خلال العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، واستخدام الأدوية مثل مضادات الاكتئاب. في الحالات الشديدة، يمكن أن يتطلب الأمر العلاج الكهربائي أو العلاج في المستشفيات.
2. القلق العام
القلق العام هو حالة من القلق المستمر والمتزايد التي لا يمكن السيطرة عليها، ويصاحبها شعور بالتوتر المستمر والخوف غير المبرر من الأمور اليومية.
الأسباب:
- تاريخ عائلي من القلق أو الاضطرابات النفسية
- مشاكل في التعامل مع الضغوط الحياتية مثل العمل أو العلاقات
- تغييرات في كيمياء الدماغ أو اضطرابات في النواقل العصبية
الأعراض:
- القلق المستمر والتهديدات غير المبررة
- صعوبة في التركيز أو الراحة
- مشاكل في النوم مثل الأرق
- الشعور بالتعب والإرهاق المستمر
- الأعراض الجسدية مثل تسارع ضربات القلب أو الدوخة
العلاج:
العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي، هو الأكثر فعالية في معالجة القلق العام. يمكن أن تشمل العلاجات الأخرى الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب التي قد تُساعد في تخفيف الأعراض.
3. الاضطراب ثنائي القطب
الاضطراب ثنائي القطب، أو ما يُعرف سابقًا بالاكتئاب الهوسي، هو اضطراب نفسي يتميز بتقلبات شديدة في المزاج بين فترات من الهوس (الانشراح المفرط) وفترات من الاكتئاب.
الأسباب:
- العوامل الوراثية
- التغيرات في كيمياء الدماغ
- بعض التوترات البيئية والضغوط النفسية
الأعراض:
- فترات من الانشراح المفرط والطاقة الزائدة
- اتخاذ قرارات متهورة أو غير مدروسة خلال نوبات الهوس
- الشعور بالحزن العميق وفقدان الطاقة خلال فترات الاكتئاب
- تغيرات في النوم والشهية
العلاج:
يُستخدم العلاج الدوائي مثل مثبتات المزاج (مثل الليثيوم)، بالإضافة إلى العلاج النفسي لدعم التكيف مع التغيرات المزاجية وإدارة الأعراض.
4. اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
يحدث اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة لتجربة حدث مؤلم أو مروع، مثل التعرض لحرب أو حادث سيارة أو الاعتداء. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في العودة إلى حياتهم الطبيعية بعد الحدث.
الأسباب:
- التعرض لحدث صادم يؤدي إلى ضغوط نفسية غير قابلة للتكيف
- وجود تاريخ من الصدمات العاطفية في مرحلة الطفولة
- العوامل الوراثية أو البيئية
الأعراض:
- استرجاع الذكريات الصادمة بشكل مستمر
- تجنب المواقف أو الأماكن التي تثير الذكريات السيئة
- القلق والتوتر المستمر
- الأرق وصعوبة النوم
العلاج:
تشمل العلاجات النفسية مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالتعرض، بالإضافة إلى العلاج الدوائي الذي يتضمن مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق.
5. الاضطراب الوسواسي القهري (OCD)
الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يعاني فيه الشخص من أفكار متكررة وغير مرغوب فيها (الوساوس) التي تؤدي إلى رغبة قهرية في القيام بأفعال معينة أو طقوس مكررة (القهريات) لتخفيف تلك الأفكار.
الأسباب:
- العوامل الوراثية
- تغيرات في كيمياء الدماغ أو اختلال في نشاط بعض المناطق الدماغية
- الصدمات العاطفية أو التوترات الحياتية
الأعراض:
- أفكار متكررة ومزعجة تؤدي إلى شعور بالقلق
- تكرار أفعال معينة (مثل غسل اليدين أو التحقق المستمر من القفل)
- صعوبة في التحكم في هذه الأفعال
العلاج:
يشمل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والتعرض والوقاية من الاستجابة، بالإضافة إلى الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
6. الفصام (Schizophrenia)
الفصام هو اضطراب نفسي خطير يؤثر على التفكير والإدراك والعواطف، ويؤدي إلى فقدان الاتصال بالواقع. يعاني الأشخاص المصابون بالفصام من الهلاوس والأوهام وصعوبة في التعامل مع الأنشطة اليومية.
الأسباب:
- العوامل الوراثية
- تغيرات كيميائية في الدماغ
- تعرض الشخص للتوترات أو الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة
الأعراض:
- الهلاوس (مثل سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة)
- الأوهام (مثل اعتقاد الشخص بأنه يتعرض للمراقبة أو التهديد)
- الانعزال الاجتماعي وصعوبة في التواصل مع الآخرين
- صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات
العلاج:
العلاج الدوائي باستخدام مضادات الذهان هو الأساس في علاج الفصام، ويعتمد العلاج النفسي على تحسين التفاعل الاجتماعي والقدرة على التعامل مع الأعراض.
الخاتمة
تُعد الاضطرابات النفسية من القضايا الصحية الهامة التي تتطلب الاهتمام والعلاج المناسب. على الرغم من أن هذه الاضطرابات قد تكون مؤلمة وصعبة على الأفراد المتأثرين بها، إلا أن العديد منها يمكن التعامل معه بنجاح من خلال العلاج النفسي والدوائي. من الضروري أن يكون المجتمع أكثر وعياً بهذه الاضطرابات وأسبابها وأعراضها من أجل تقديم الدعم المناسب للأفراد الذين يعانون منها، مما يساعدهم في تحسين جودة حياتهم والتمتع بصحة نفسية أفضل.