ظواهر طبيعية

أكثر دول تعرضًا للزلازل

أكثر الدول تعرضًا للزلازل في العالم

الزلازل من أكثر الظواهر الطبيعية المدمرة التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الإنسان والمجتمعات. تحدث الزلازل نتيجة لحركة الصفائح التكتونية في طبقات الأرض، وتحدث في مناطق معينة على سطح الكرة الأرضية بشكل أكثر تكرارًا وشدة. تختلف شدة الزلازل وتأثيراتها بناءً على الموقع الجغرافي والظروف الجيولوجية. في هذا المقال، سنتناول أكثر الدول تعرضًا للزلازل في العالم، مستعرضين أبرز الأسباب التي تجعل هذه الدول أكثر عرضة للزلازل، بالإضافة إلى أبرز الزلازل التي شهدتها هذه البلدان.

1. اليابان: البوابة الشرقية للزلازل

تعتبر اليابان واحدة من أكثر الدول تعرضًا للزلازل في العالم، حيث تقع على حافة العديد من الصفائح التكتونية، مما يجعلها عرضة للزلازل والهزات الأرضية بشكل مستمر. اليابان تقع على ملتقى أربع صفائح تكتونية كبيرة هي: صفيحة المحيط الهادئ، وصفيحة الفلبين، والصفيحة الأوراسية، وصفيحة الهند. هذا التداخل بين الصفائح يولد الكثير من النشاط الزلزالي، وتعد المنطقة المعروفة بـ”حلقة النار” هي الأكثر عرضة للزلازل في العالم، حيث تشمل اليابان، كاليفورنيا، وأجزاء من أمريكا الجنوبية.

الزلازل في اليابان قد تكون مدمرة، خاصة في المناطق الساحلية حيث يمكن أن تترتب على الزلازل موجات تسونامي ضخمة. من أشهر الزلازل التي شهدتها اليابان كان زلزال توهوكو الذي وقع في عام 2011، والذي كان أحد أقوى الزلازل في تاريخ اليابان، حيث بلغت قوته 9 درجات على مقياس ريختر. الزلزال خلف أكثر من 18,000 ضحية، وتسبب في كارثة تسونامي دمرت العديد من المدن الساحلية.

2. إندونيسيا: مركز النشاط الزلزالي في جنوب شرق آسيا

إندونيسيا من الدول التي تقع في منطقة حزام النار، وتتعرض لزلازل متكررة بسبب تصادم الصفائح التكتونية في المنطقة. تقع إندونيسيا في منطقة تلاقي بين صفيحة المحيط الهادئ، وصفيحة الهند-أستراليا، وصفيحة أوراسيا. في هذه المنطقة، يسبب هذا التلاقي المستمر للصفائح في حدوث زلازل عنيفة، وأحيانًا ثورات بركانية أيضًا.

من أبرز الزلازل في تاريخ إندونيسيا كان زلزال سومطرة الذي وقع في عام 2004، حيث بلغت قوته 9.1 درجات على مقياس ريختر. هذا الزلزال أسفر عن مقتل حوالي 230,000 شخص في عدة دول حول المحيط الهندي، إلى جانب موجات تسونامي مدمرة ضربت العديد من السواحل.

3. تركيا: جسر بين قاراتين

تركيا تقع في منطقة زلزالية بسبب موقعها الجغرافي الذي يتداخل بين القارات الآسيوية والأوروبية. يتسبب تصادم صفيحة الأناضول مع صفيحة الأوراسيا وصفيحة العرب في وقوع زلازل في أنحاء مختلفة من البلاد. تعد خطوط الفالق في تركيا مثل فالق الأناضول الكبير من النقاط الأكثر عرضة للزلازل.

في عام 1999، تعرضت تركيا لزلزال كوجالي الذي أسفر عن وفاة حوالي 17,000 شخص. الزلازل في تركيا غالبًا ما تكون عنيفة جدًا، إذ تسبب الانزلاقات الأرضية والانهيارات التي تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة. على الرغم من الاستعدادات المبذولة، إلا أن الزلازل لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا.

4. تشيلي: رصد مستمر للنشاط الزلزالي

تعد تشيلي واحدة من أكثر الدول تعرضًا للزلازل في العالم، وذلك بسبب وجودها على حافة صفيحة نازكا وصفيحة أمريكا الجنوبية. حيث تتسبب حركة هذه الصفائح في وقوع زلازل كبيرة. تشيلي تقع في منطقة تعرف بـ “حلقة النار” في المحيط الهادئ، وهي من أكثر الأماكن نشاطًا زلزاليًا في العالم.

أحد الزلازل المدمرة التي شهدتها تشيلي كان زلزال فالبارايسو في عام 2010، الذي بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر. هذا الزلزال خلف مئات القتلى والعديد من المصابين، كما تسبب في أضرار ضخمة للبنية التحتية. بعد الزلزال، ضربت الموجات التسونامي سواحل تشيلي، مما ضاعف من الكارثة.

5. المكسيك: الزلازل في قلب أمريكا اللاتينية

المكسيك من البلدان التي تقع على حدود الصفائح التكتونية، حيث يتسبب التصادم بين صفيحة نازكا وصفيحة أمريكا الشمالية في وقوع زلازل قوية. المكسيك ليست فقط عرضة للزلازل المدمرة ولكن أيضًا للأعاصير والكوارث الطبيعية الأخرى بسبب موقعها الجغرافي.

أشهر الزلازل في المكسيك كان زلزال مكسيكو سيتي في عام 1985، الذي بلغت قوته 8.1 درجات على مقياس ريختر. أسفر هذا الزلزال عن مقتل أكثر من 10,000 شخص وأدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة.

6. إيران: الزلازل في قلب الشرق الأوسط

تعد إيران واحدة من أكثر الدول عرضة للزلازل في منطقة الشرق الأوسط، ويرجع ذلك إلى وجودها على حافة صفيحة عربيا وصفيحة أوراسيا. كما أن الزلازل في إيران غالبًا ما تكون شديدة بسبب التركيبة الجيولوجية المعقدة في المنطقة.

في عام 2003، تعرضت مدينة بم الإيرانية لزلزال عنيف أسفر عن مقتل حوالي 26,000 شخص. الزلازل في إيران تتسبب عادة في دمار واسع النطاق بسبب كثافة السكان في المناطق المتأثرة.

7. نيبال: قلب جبال الهيمالايا

تقع نيبال في منطقة جبلية شديدة الوعورة بين الهند والصين، حيث تتعرض لتصادم الصفائح التكتونية بين الصفيحة الهندية والصفيحة الأوراسية. وهذا التداخل يسبب حدوث زلازل عنيفة في المنطقة.

أبرز الزلازل في نيبال كان زلزال كاتماندو في عام 2015، الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر. أسفر الزلزال عن مقتل أكثر من 9,000 شخص وتدمير أجزاء كبيرة من العاصمة كاتماندو.

8. الهند: الضغوط الجيولوجية في جبال الهملايا

تعاني الهند من نشاط زلزالي كبير نتيجة لتصادم الصفيحة الهندية مع الصفيحة الأوراسية. على الرغم من أن الزلازل في الهند أقل تكرارًا مقارنة ببعض الدول الأخرى، إلا أن تلك التي تحدث قد تكون مدمرة جدًا بسبب الكثافة السكانية العالية.

من أشهر الزلازل في الهند كان زلزال كاشمير في عام 2005، والذي أسفر عن مقتل حوالي 80,000 شخص وتدمير آلاف المنازل والمرافق.

9. نيوزيلندا: النشاط الزلزالي في المحيط الهادئ

نيوزيلندا تعتبر واحدة من البلدان النشطة زلزاليًا بسبب وجودها على طول الحدود بين صفيحة المحيط الهادئ وصفيحة أستراليا. هذه الصفيحة تؤدي إلى الكثير من الزلازل والهزات الأرضية في المنطقة.

أحد الزلازل الكبرى التي وقعت في نيوزيلندا كان زلزال كرايستشيرش في عام 2011، والذي بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر. أسفر الزلزال عن مقتل 185 شخصًا وأدى إلى تدمير الكثير من المباني والمرافق.

الخلاصة

الزلازل تعد من أخطر الكوارث الطبيعية التي تهدد حياة الإنسان في العديد من مناطق العالم. الدول التي تقع على حواف الصفائح التكتونية، مثل اليابان، إندونيسيا، تركيا، تشيلي، والمكسيك، وغيرها، تتعرض بشكل متكرر لتلك الكوارث الطبيعية. تأثير الزلازل يكون مدمرًا على المستوى الإنساني والمادي، مما يتطلب ضرورة اتخاذ تدابير استباقية للحد من الأضرار وتحسين الاستعدادات لمواجهة هذه الظواهر الطبيعية المدمرة.