أكثر 10 دول صديقة للبيئة في العالم
تُعد الاستدامة البيئية من القضايا المحورية في السياسات المعاصرة، في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مناخية متسارعة، وانبعاثات غازات الدفيئة، وتدهور التنوع البيولوجي، واستنزاف الموارد الطبيعية. وتتصدر بعض الدول المشهد العالمي في التزامها بالحفاظ على البيئة من خلال سياسات صارمة، وبنية تحتية خضراء، وتشجيع الطاقة المتجددة، والإدارة الفعالة للنفايات، بالإضافة إلى حماية الغابات والموارد المائية.
ويستند تصنيف الدول الأكثر صداقة للبيئة عادة إلى “مؤشر الأداء البيئي” (EPI) الذي يصدر عن جامعتي ييل وكولومبيا، ويأخذ بعين الاعتبار مجموعة من المؤشرات البيئية التي تتراوح بين جودة الهواء والماء، وسياسات المناخ، وإدارة الأراضي، والتنمية المستدامة.
فيما يلي استعراض مفصل لأكثر 10 دول صديقة للبيئة في العالم، مع تسليط الضوء على السياسات والممارسات التي جعلتها في طليعة هذا التصنيف.
1. الدنمارك: الرائدة في الاستدامة البيئية
تتصدر الدنمارك الترتيب العالمي للدول الصديقة للبيئة بفضل التزامها القوي بسياسات المناخ والطاقة النظيفة. تعتمد البلاد بشكل كبير على مصادر الطاقة المتجددة، وعلى رأسها طاقة الرياح، حيث تُنتج أكثر من 40% من كهربائها من طاقة الرياح وحدها.
الاستراتيجيات الرئيسية:
-
خطة وطنية لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 70% بحلول عام 2030.
-
دعم واسع للنقل العام والدراجات الهوائية في المدن الكبرى مثل كوبنهاغن.
-
استثمارات ضخمة في مشاريع البنية التحتية الخضراء.
مؤشرات الأداء:
-
جودة الهواء والمياه ضمن أفضل المعدلات عالميًا.
-
قوانين صارمة لحماية البيئة البحرية والبرية.
2. لوكسمبورغ: الدولة الصغيرة ذات الأثر الكبير
رغم صغر مساحتها، تُعد لوكسمبورغ من الدول الرائدة في المجال البيئي، وذلك من خلال تبني سياسات تشجع الاقتصاد الدائري وتقلل من البصمة الكربونية.
السمات البيئية:
-
نقل عام مجاني منذ عام 2020 لتقليل الاعتماد على السيارات.
-
دعم الطاقات المتجددة وتنويع مصادر الطاقة.
-
تحسين نوعية الهواء والمياه وتقليص الملوثات الصناعية.
3. سويسرا: التوازن بين التقدم والحفاظ على البيئة
تعرف سويسرا ببيئتها النظيفة ومياهها العذبة وغاباتها المحمية. وقد تمكنت من تحقيق توازن بين التطور الصناعي والمحافظة على الموارد الطبيعية.
أهم الإنجازات:
-
برامج ناجحة لإعادة التدوير وإدارة النفايات.
-
بنية تحتية متطورة للنقل تقلل من الاعتماد على السيارات الخاصة.
-
تشريعات صارمة للحد من انبعاثات المصانع والأنشطة الصناعية.
4. السويد: نموذج في التحول نحو الاقتصاد الأخضر
تعتبر السويد واحدة من أبرز الدول في مجال الطاقة النظيفة، حيث تعتمد بشكل كبير على الطاقة الكهرومائية والنووية، مع توجه متزايد نحو طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
نقاط القوة:
-
هدف وطني لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2045.
-
ضرائب كربونية لتحفيز الصناعات على تقليل الانبعاثات.
-
استثمارات كبيرة في مشاريع الإسكان الأخضر والمدن الذكية.
5. النرويج: ثروة نفطية تُستخدم لصالح البيئة
على الرغم من كونها منتجًا رئيسيًا للنفط، تستثمر النرويج عائدات النفط في تطوير الطاقة المتجددة وتحقيق الاستدامة البيئية.
أبرز السياسات:
-
دعم السيارات الكهربائية التي تشكل أكثر من 70% من المبيعات الجديدة.
-
استثمارات ضخمة في الحفاظ على الغابات والمحيطات.
-
حماية المناطق الطبيعية والتنوع البيولوجي.
6. فنلندا: الريادة في الابتكار البيئي
تحتل فنلندا مرتبة متقدمة بين الدول الصديقة للبيئة بفضل التزامها بالتنمية المستدامة، واهتمامها الكبير بجودة الهواء والغابات.
المعالم البيئية:
-
أكثر من 70% من مساحة البلاد مغطاة بالغابات.
-
استخدام الطاقة الحيوية (Bioenergy) على نطاق واسع.
-
سياسات تعليمية موجهة لزيادة الوعي البيئي بين المواطنين.
7. النمسا: دولة الطاقة النظيفة
تعتمد النمسا على مصادر الطاقة المتجددة لتوليد أكثر من 80% من احتياجاتها من الكهرباء، وتُعد مثالًا في كفاءة الطاقة.
الاستراتيجيات المتبعة:
-
بنية تحتية قوية للنقل المستدام.
-
تشجيع المعمار الأخضر والمباني منخفضة الانبعاثات.
-
قوانين بيئية متقدمة خاصة بإدارة النفايات والمياه.
8. ألمانيا: عملاق صناعي بحس بيئي عالٍ
رغم كونها واحدة من أكبر الاقتصاديات الصناعية في العالم، تسعى ألمانيا لتحقيق التحول الكامل إلى الطاقة المتجددة من خلال خطة “التحول الطاقي” (Energiewende).
مبادرات بيئية رئيسية:
-
دعم كبير للطاقة الشمسية والرياح.
-
تقنين انبعاثات الكربون وتحفيز الابتكار الأخضر.
-
جهود واسعة لإعادة التدوير وتنظيم استهلاك الموارد.
9. أيرلندا: بيئة طبيعية محمية
أيرلندا تركز على حماية بيئتها الطبيعية من خلال تنظيم صارم لاستخدام الأراضي والتنوع البيولوجي، ما جعلها من الدول المتقدمة في الاستدامة البيئية.
الركائز البيئية:
-
استراتيجيات للحفاظ على الحياة البرية والمراعي الطبيعية.
-
دعم المزارع العضوية والممارسات الزراعية المستدامة.
-
استثمار في تحسين جودة الهواء ومياه الشرب.
10. المملكة المتحدة: خطوات رائدة في سياسات المناخ
شهدت المملكة المتحدة تحسنًا كبيرًا في أدائها البيئي خلال السنوات الأخيرة، بفضل اعتمادها خطة طموحة للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
الملامح البيئية:
-
تقليل الاعتماد على الفحم كمصدر للطاقة.
-
توسعة مشاريع الطاقة المتجددة البحرية.
-
تشجيع وسائل النقل منخفضة الانبعاثات.
جدول مقارنة بين الدول العشر الصديقة للبيئة
| الدولة | نسبة الطاقة المتجددة | جودة الهواء | النقل المستدام | خطة للحياد الكربوني |
|---|---|---|---|---|
| الدنمارك | >60% | ممتاز | عالي جداً | 2030 |
| لوكسمبورغ | >50% | ممتاز | ممتاز | 2050 |
| سويسرا | >60% | ممتاز | عالي | 2050 |
| السويد | >55% | ممتاز | ممتاز | 2045 |
| النرويج | >98% | ممتاز | عالي جداً | 2030 |
| فنلندا | >60% | ممتاز | جيد جداً | 2035 |
| النمسا | >80% | ممتاز | ممتاز | 2040 |
| ألمانيا | >50% | جيد جداً | عالي | 2045 |
| أيرلندا | >40% | جيد جداً | متوسط | 2050 |
| المملكة المتحدة | >45% | جيد جداً | عالي | 2050 |
الاستنتاج البيئي والتحليلي
إن تفوق هذه الدول في المجال البيئي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة لسنوات من التخطيط، والاستثمار، والتشريعات الصارمة. وتبين التجربة العالمية أن النجاح في حماية البيئة لا يتطلب بالضرورة إمكانيات اقتصادية هائلة، بل يتطلب إرادة سياسية، ووعي مجتمعي، وتكامل بين الحكومة والقطاع الخاص والمواطن.
تُظهر هذه القائمة أن السياسات البيئية الناجحة تتطلب مزيجًا من الابتكار، التشريع، والالتزام المجتمعي. فالدنمارك مثلًا برعت في الاستفادة من طاقة الرياح، بينما قادت النرويج ثورة السيارات الكهربائية، وحققت ألمانيا نقلة نوعية في التحول إلى الطاقة المتجددة رغم كونها بلدًا صناعيًا بامتياز.
المصادر:
