أكثر 10 دول زيارة في الشرق الأوسط

تُعد منطقة الشرق الأوسط واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية، وذلك لما تتمتع به من ثراء ثقافي وتاريخي وجغرافي متنوع، بالإضافة إلى امتلاكها للعديد من المواقع الأثرية والطبيعية التي تجذب ملايين السياح سنوياً. تتسم دول الشرق الأوسط بتنوع بيئاتها بين الصحارى الشاسعة، المدن الحديثة المزدهرة، والشواطئ الجميلة، مما يجعلها منطقة جاذبة لأنواع مختلفة من السياح، سواء كانوا من محبي التاريخ أو الترفيه أو التسوق أو الطبيعة. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل أكثر 10 دول زيارة في الشرق الأوسط، مع التركيز على أهم المعالم السياحية التي تجذب الزوار، بالإضافة إلى دور السياحة في الاقتصاد والتنمية الاجتماعية لكل دولة.

1. الإمارات العربية المتحدة

تحتل الإمارات مكانة بارزة في قائمة أكثر دول الشرق الأوسط زيارة، إذ تستقبل سنوياً ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم. دبي وأبوظبي هما العاصمتان السياحيتان الأكثر جذباً، حيث تجمعان بين الفخامة، التطور العمراني، والمعالم الحديثة الرائدة. برج خليفة في دبي، أطول برج في العالم، يُعد من أبرز معالم الجذب، إلى جانب جزر النخيل، دبي مول، ومنتجع برج العرب. أبوظبي تستضيف قصر الإمارات، جامع الشيخ زايد الكبير، ومدينة الثقافة والفنون “لوفر أبوظبي”.

تتمتع الإمارات ببنية تحتية سياحية متطورة تشمل الفنادق الفاخرة، المرافق الترفيهية، والمطارات العالمية التي تربطها بوجهات رئيسية في العالم، مما يسهل الوصول إليها. كما تقود السياسات الحكومية استثمارات كبيرة في القطاع السياحي لدعم الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط.

2. المملكة العربية السعودية

شهدت السعودية في السنوات الأخيرة نقلة نوعية في قطاع السياحة بعد إطلاق رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد. السياحة الدينية في مكة والمدينة تستقطب ملايين الحجاج والمعتمرين سنوياً، وهو ما يجعل السعودية في قمة دول الشرق الأوسط من حيث أعداد الزوار. إلى جانب السياحة الدينية، بدأت المملكة في تطوير السياحة الترفيهية والثقافية، مع مشاريع ضخمة مثل “نيوم” و”القدية” التي تهدف إلى خلق وجهات سياحية عالمية.

المناطق التاريخية مثل مدائن صالح، موقع تراث عالمي لليونسكو، تجذب الباحثين عن التاريخ القديم. كما أن الطبيعة المتنوعة من الشواطئ على البحر الأحمر إلى المناطق الجبلية في عسير تشكل نقاط جذب سياحي مهمة.

3. تركيا

على الرغم من أن تركيا تقع في منطقة تُعرف عادة بأنها تقع بين الشرق الأوسط وأوروبا، إلا أن جزءاً كبيراً من جذورها التاريخية والثقافية مرتبط بالشرق الأوسط، مما يجعلها من أكثر الدول زيارة للسياح المهتمين بهذا المزيج الثقافي. إسطنبول تمثل نقطة التقاء القارات، وتضم معالم تاريخية كآيا صوفيا، الجامع الأزرق، وقصر توبكابي.

تركيا تتميز بتنوع سياحي كبير بين المدن التاريخية، المنتجعات على الساحل الأبيض، والمناظر الطبيعية الخلابة في كابادوكيا، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بركوب المناطيد فوق المشاهد الطبيعية المميزة. السياحة الطبية والسياحة العلاجية في تركيا حققت أيضاً نجاحاً كبيراً، مع استقطاب أعداد متزايدة من السياح للعلاج.

4. مصر

تعتبر مصر من أقدم الحضارات وأغناها بالآثار القديمة، ما يجعلها وجهة مميزة للسياح من كافة أنحاء العالم. الأهرامات في الجيزة، معبد الكرنك، ووادي الملوك في الأقصر تُعد من أبرز المواقع التاريخية التي لا مثيل لها عالمياً. القاهرة العاصمة تجمع بين الحداثة والتاريخ، وتوفر تجربة سياحية فريدة.

إضافة إلى السياحة الثقافية والتاريخية، تتمتع مصر بشواطئ البحر الأحمر التي تشتهر بغوصها الغني والشعاب المرجانية. مدينة شرم الشيخ ودهب من أشهر المنتجعات السياحية في هذا المجال. السياحة في مصر تلعب دوراً رئيسياً في الاقتصاد، مع جهود مستمرة لتحسين البنية التحتية السياحية وتنويع الوجهات.

5. الأردن

تشتهر الأردن بتنوع معالمها السياحية الطبيعية والتاريخية، أبرزها مدينة البتراء الأثرية التي تُعد واحدة من عجائب الدنيا السبع الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، البحر الميت، أخفض نقطة على سطح الأرض، يجذب السياح للاستمتاع بفوائده العلاجية. وادي رم بجماله الصحراوي الفريد يجذب عشاق الطبيعة والمغامرة.

الأردن يولي اهتماماً خاصاً للسياحة البيئية والثقافية، مع الحفاظ على التراث المحلي والتركيز على تنمية السياحة المستدامة. السياحة في الأردن تمثل مصدراً هاماً للدخل، مع مشاريع مستمرة لتعزيز قطاع الفنادق والخدمات السياحية.

6. لبنان

رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي مر بها لبنان، إلا أنه يحافظ على مكانته كوجهة سياحية بارزة في الشرق الأوسط بفضل تنوع معالمه بين الطبيعة الخلابة، التاريخ العريق، والحياة الليلية النابضة. بيروت العاصمة تعتبر مركزاً ثقافياً وسياحياً حيث تجمع بين المتاحف، المطاعم، والحفلات الموسيقية.

من أبرز المعالم السياحية قلعة بعلبك، مدينة جبيل القديمة، ومنتجعات التزلج على الجبال في موسم الشتاء. السياحة البحرية على شواطئ المتوسط تجذب أعداداً كبيرة من الزوار خلال فصل الصيف. لبنان يحافظ على تراثه الثقافي مع تنوع في الفعاليات والمهرجانات السنوية.

7. إسرائيل

تتميز إسرائيل بثراء ديني وتاريخي، فهي موطن لمواقع دينية مقدسة للمسلمين، المسيحيين، واليهود، مما يجعلها مركز جذب سياحي عالمي. القدس، التي تضم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، تستقبل ملايين الزوار سنوياً. تل أبيب توفر جانباً عصرياً وحيوياً مع شواطئها، المطاعم، والفنون.

السياحة في إسرائيل تجمع بين الدينية، الثقافية، والطبيعية، حيث يمكن للسياح استكشاف البحر الميت، الجليل، وصحراء النقب. الحكومة الإسرائيلية تستثمر بشكل مستمر في تطوير البنية التحتية السياحية لجذب المزيد من الزوار.

8. قطر

قطر تحولت في العقد الأخير إلى واحدة من أهم الوجهات السياحية الحديثة في الشرق الأوسط، خاصة بعد استضافتها لكأس العالم لكرة القدم 2022. الدوحة، العاصمة، تتميز بناطحات السحاب الحديثة، المراكز التجارية الفاخرة، والمتاحف مثل متحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني.

التركيز على السياحة الثقافية والرياضية جعل قطر وجهة سياحية فريدة، مع مشاريع ضخمة مثل جزيرة اللؤلؤة ومتحف المستقبل. الحكومة القطرية تسعى إلى تعزيز السياحة كجزء من رؤيتها الاقتصادية لتنويع الدخل الوطني.

9. عمان

سلطنة عمان تعرف بتنوعها الطبيعي بين الجبال، الصحارى، والسواحل على بحر العرب، مما يجعلها وجهة مميزة للسياح الباحثين عن السياحة البيئية والمغامرات. مسقط العاصمة تجمع بين التراث العماني العريق والتطور الحديث، مع أسواق تقليدية مثل سوق مطرح.

المواقع السياحية تشمل وادي شاب، جبال الحجر، وقلعة نزوى التاريخية. عمان تشجع على السياحة المستدامة وتقديم تجربة سياحية متكاملة بين الطبيعة والثقافة، مع استثمارات في البنية التحتية والفنادق.

10. الكويت

الكويت رغم صغر مساحتها، تمتلك عدداً من المعالم السياحية التي تجذب الزوار، خاصة في العاصمة الكويت حيث الأبراج الشهيرة مثل أبراج الكويت، المتاحف، والمراكز التجارية الكبرى. الشواطئ على الخليج العربي توفر فرصة للسياحة البحرية والترفيه.

الحكومة الكويتية تعمل على تطوير السياحة الداخلية والخارجية عبر مشاريع ثقافية وترفيهية تهدف إلى جذب المزيد من السياح وتنويع الاقتصاد.

جدول مقارنة لأعداد السياح السنوية وأبرز المعالم السياحية في أكثر 10 دول زيارة في الشرق الأوسط

تشكل السياحة ركيزة اقتصادية هامة في هذه الدول، حيث توفر فرص عمل وتدعم قطاعات الخدمات المختلفة، وتساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي. كما تستمر الحكومات في تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات السياحية لجذب المزيد من الزوار وتعزيز مكانتها على الخريطة السياحية العالمية.

تختلف أسباب جذب السياح بين الدول، فمنها ما يركز على السياحة الدينية والتاريخية، ومنها ما يبرز السياحة الترفيهية والفاخرة، بينما تبرز دول أخرى في السياحة البيئية والطبيعية. هذه التنوعات تعكس ثراء وعمق المنطقة، وتمنح السياح خيارات متعددة تلبي مختلف الاهتمامات والرغبات.