أكبر 10 شعوب سناً في العالم
تزايد متوسط الأعمار في العديد من البلدان على مستوى العالم، مما أدى إلى زيادة عدد كبار السن في المجتمعات المختلفة. هذا التحول الاجتماعي يُعزى إلى العديد من العوامل الصحية، مثل التحسينات في الرعاية الصحية، وزيادة الوعي الغذائي، والتطورات في العلاج الطبي. مع تقدم هذه المجتمعات نحو المستقبل، أصبحت تحديات السكان كبار السن من القضايا الهامة التي يجب معالجتها من قبل الحكومات والمنظمات الدولية. في هذا المقال، سنستعرض أكبر 10 شعوب سناً في العالم وفقاً لبيانات الأمم المتحدة والتقارير المتنوعة حول التركيبة السكانية.
1. اليابان
تُعد اليابان واحدة من أكثر الدول تقدماً من الناحية العمرية في العالم. يقدر متوسط العمر المتوقع في اليابان بحوالي 84 سنة، مما يجعلها في طليعة الدول التي يتجاوز فيها عدد كبار السن بشكل ملحوظ. يواجه هذا البلد تحديات كبيرة في التعامل مع كبار السن، حيث يشكل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عاماً أو أكثر حوالي 28% من إجمالي السكان. يعود السبب في ذلك إلى التحسينات الكبيرة في الرعاية الصحية، وعادات الحياة الصحية، بالإضافة إلى انخفاض معدلات الولادة.
وتعتبر اليابان مثالاً على كيفية التعامل مع القضايا التي تنشأ نتيجة لهذه الزيادة في عدد كبار السن، من خلال تطوير سياسات اجتماعية وصحية مبتكرة، مثل توفير الرعاية الصحية المنزلية وبرامج التدريب المستمر للممرضين والممارسين الطبيين.
2. إيطاليا
تعتبر إيطاليا من الدول التي تشهد زيادة كبيرة في أعداد السكان المسنين. يمثل الأشخاص فوق سن الـ 65 في إيطاليا حوالي 23% من إجمالي السكان، وهذا المعدل في ازدياد مستمر. يعود هذا التوجه إلى التحسن الكبير في النظام الصحي الإيطالي، الذي يقدم خدمات طبية متطورة ودعماً مستمراً للمواطنين.
مشكلة السكان المسنين في إيطاليا تتعلق بقلة عدد المواليد الجدد، مما يؤدي إلى زيادة نسبة كبار السن. كما أن هذه التغيرات تؤثر على الاقتصاد الإيطالي، حيث يتعين على الحكومة تخصيص مزيد من الموارد للتعامل مع احتياجات هذه الفئة السكانية، مثل الرعاية الصحية المستدامة وتوفير خدمات اجتماعية ملائمة.
3. ألمانيا
تعد ألمانيا واحدة من أكبر دول الاتحاد الأوروبي من حيث عدد كبار السن. تمثل نسبة كبار السن (65 سنة فما فوق) في ألمانيا حوالي 22% من إجمالي السكان، ويستمر هذا الرقم في النمو بسبب تراجع معدلات الولادة وتحسن جودة الرعاية الصحية. يُعرف النظام الصحي في ألمانيا بالكفاءة العالية، التي تشمل خدمات صحية لجميع المواطنين.
ومع ذلك، يواجه الاقتصاد الألماني تحديات كبيرة نتيجة للزيادة في عدد المسنين، خاصةً في مجالات العمل والتقاعد. هناك جهود كبيرة في تعزيز السياسات التي تدعم دمج كبار السن في سوق العمل لفترة أطول، وتحسين خدمات الرعاية الطويلة الأمد.
4. فرنسا
فرنسا تُعتبر واحدة من أكبر البلدان الأوروبية التي تشهد نمواً ملحوظاً في عدد كبار السن. حيث يشكل الأشخاص فوق سن الـ 65 حوالي 21% من إجمالي سكان فرنسا. النظام الصحي الفرنسي من أفضل الأنظمة في العالم، مما يسهم بشكل كبير في زيادة متوسط العمر المتوقع. ومع ذلك، تعاني فرنسا من انخفاض معدلات المواليد، مما يساهم في زيادة نسبة المسنين في المجتمع.
تقوم الحكومة الفرنسية بتطوير برامج متعددة لرعاية كبار السن، بما في ذلك الرعاية المنزلية، وتقديم الدعم المالي للأسر التي تعتني بكبار السن.
5. البرتغال
البرتغال هي إحدى الدول الأوروبية التي تعاني من انخفاض كبير في معدلات المواليد، مما يؤدي إلى زيادة عدد السكان المسنين. يمثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا حوالي 21% من إجمالي السكان. يشير هذا الاتجاه إلى تحول ديموغرافي كبير في المجتمع البرتغالي، والذي بدأ في أوائل القرن الـ 21.
تسعى الحكومة البرتغالية إلى توفير الدعم والخدمات للمسنين عبر مجموعة من البرامج الاجتماعية مثل المعاشات التقاعدية وبرامج الرعاية طويلة الأمد. ومع ذلك، يظل التأثير الاقتصادي الناتج عن هذا التحول الديموغرافي يشكل تحدياً أمام الاقتصاد الوطني.
6. إسبانيا
إسبانيا تشهد زيادة ملحوظة في عدد كبار السن. حيث يشكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا حوالي 20% من إجمالي السكان. التقديرات تشير إلى أن هذه النسبة ستستمر في الارتفاع خلال العقود القادمة، نتيجة لتحسين مستوى الرعاية الصحية وانخفاض معدلات الولادة.
تعتبر إسبانيا واحدة من الدول التي تبذل جهودًا كبيرة لتطوير برامج رعاية كبار السن، من خلال توفير الخدمات الطبية المخصصة للشيخوخة، فضلاً عن برامج الدعم النفسي والاجتماعي.
7. السويد
السويد تعتبر واحدة من الدول التي تتعامل مع مشكلة الزيادة السكانية المرتبطة بكبار السن بطرق مبتكرة. يمثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا حوالي 19% من سكان السويد. وتعد السويد من البلدان التي تسهم بشكل كبير في توفير رعاية صحية شاملة وكفاءة عالية، مما يساهم في طول العمر وجودة الحياة.
السويد أيضاً تعتمد على سياسات اجتماعية متقدمة لدعم كبار السن، بما في ذلك توفير فرص للعمل للمتقاعدين وبرامج رعاية طويلة الأمد.
8. فنلندا
فنلندا تشهد نمواً في عدد كبار السن بنسبة مماثلة لتلك الموجودة في السويد. يمثل كبار السن في فنلندا حوالي 19% من السكان. ويمثل هذا الاتجاه تحدياً كبيراً على مستوى السياسة العامة، حيث تسعى الحكومة إلى تعزيز برامج الرعاية الصحية ودعم الفئات السكانية المسنّة.
يشتهر النظام الصحي الفنلندي بكونه أحد أفضل الأنظمة في أوروبا، ويشمل برامج متعددة للرعاية الاجتماعية والصحية لكبار السن.
9. كندا
كندا تشهد أيضاً زيادة ملحوظة في عدد كبار السن، حيث تمثل نسبة الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 65 عامًا حوالي 18% من إجمالي السكان. ويُعزى ذلك إلى التحسينات في الرعاية الصحية، والزيادة في متوسط العمر المتوقع.
تسعى كندا إلى توفير خدمات الرعاية الصحية المتكاملة لكبار السن، إلى جانب برامج الدعم المالي التي تساعدهم في التعايش مع متطلبات الحياة اليومية.
10. الولايات المتحدة الأمريكية
الولايات المتحدة الأمريكية تشهد أيضاً زيادة كبيرة في عدد المسنين، حيث تمثل نسبة كبار السن (65 سنة فما فوق) حوالي 16% من إجمالي السكان. يواجه هذا البلد تحديات كبيرة في مواجهة شيخوخة السكان، بما في ذلك توفير الرعاية الصحية الشاملة وتقديم الدعم الاجتماعي. من المتوقع أن تزداد هذه النسبة بشكل ملحوظ في المستقبل، حيث يتم تحسين الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية.
تستثمر الحكومة الأمريكية بشكل كبير في تحسين خدمات الرعاية طويلة الأمد، وتهدف إلى توفير بيئة داعمة للمسنين من خلال مختلف البرامج الاجتماعية والاقتصادية.
التحديات والفرص المستقبلية
من المتوقع أن تتزايد أعداد كبار السن في جميع أنحاء العالم مع مرور الوقت، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على الحكومات والنظم الصحية. يتطلب هذا التحول في التركيبة السكانية استجابة شاملة على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية. من جهة أخرى، يمكن أن يقدم هذا التحول فرصًا لتحفيز الابتكار في قطاعات الرعاية الصحية، التكنولوجيا، والسياحة الموجهة لكبار السن.
في النهاية، تظل قضية الشيخوخة في المجتمعات البشرية واحدة من أكبر التحديات التي تواجه العالم، وهو ما يستدعي تضافر الجهود لتقديم حلول مستدامة وفعالة للمسنين في المستقبل.
