أكبر 10 جبال جليدية في التاريخ
تعتبر الجبال الجليدية من بين الظواهر الطبيعية الرائعة التي تشكل جزءًا أساسيًا من المناظر الطبيعية في المناطق القطبية والجبلية. تعد هذه الجبال من الأجسام الضخمة التي تتكون من تراكم الجليد على مر السنين، وهي تنتقل ببطء تحت تأثير الجاذبية لتشكل أشكالًا من التضاريس الفريدة. تعد أكبر الجبال الجليدية في العالم من عجائب الطبيعة التي تجذب العلماء والباحثين لدراستها وفهم كيفية تشكلها وتحركها. في هذا المقال، سنتناول أكبر 10 جبال جليدية في التاريخ، مع تسليط الضوء على خصائص كل منها وأهميتها البيئية والجيولوجية.
1. جبل جليدي “A-68”
يُعتبر جبل الجليد A-68 من أكبر وأشهر الجبال الجليدية في العالم، حيث تم اكتشافه في عام 2017 في القارة القطبية الجنوبية. يقدر حجم هذا الجبل الجليدي بنحو 5,800 كيلومتر مربع، ويعتبر من أكبر الألواح الجليدية التي تم فصلها عن قارة أنتاركتيكا في التاريخ الحديث. تم انفصاله عن الجرف الجليدي لامبرت بسبب تفاعلات مع المياه الدافئة التي ساهمت في انهيار جزء كبير من الجرف.
تتسبب هذه الجبال الجليدية الضخمة في تغييرات بيئية كبيرة في النظام الإيكولوجي للقطب الجنوبي، وتعمل على تغيير مستوى البحر، حيث يذوب الجليد تدريجيًا ويؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في المحيطات. ورغم أن A-68 لا يزال يتحرك ببطء في اتجاه شمالي غربي، فإنه لم يذوب بالكامل بعد، مما يترك تأثيرات طويلة الأمد على البيئة.
2. جبل جليدي “B-15”
أحد أكبر الجبال الجليدية التي انفصلت عن جرف روس في أنتاركتيكا في عام 2000 هو الجبل الجليدي B-15، الذي كان يمتد على مسافة تصل إلى 11,000 كيلومتر مربع. يتكون هذا الجبل الجليدي من العديد من القطع الصغيرة التي انفصلت عن بعضها البعض مع مرور الوقت، وأدى ذلك إلى حدوث تحولات كبيرة في النظام البيئي في المنطقة.
ظل B-15 يتنقل عبر المحيط الجنوبي لفترة طويلة، لكنه بدأ في الانهيار إلى قطع أصغر منذ منتصف العقد الأول من الألفية الثانية. وعلى الرغم من تدميره بمرور الوقت، فإن الجبل الجليدي B-15 ظل يُعد من أكبر الجبال الجليدية التي تم اكتشافها في تاريخ كوكب الأرض.
3. جبل جليدي “C-19”
تم اكتشاف جبل جليدي آخر يسمى C-19 في عام 2002 في الجرف الجليدي لامبرت في القارة القطبية الجنوبية. يعد C-19 من بين أكبر الأجسام الجليدية التي تم قياسها بعد الجبل الجليدي A-68. يبلغ حجمه حوالي 3,000 كيلومتر مربع، وقد تم فصله عن الجرف الجليدي بسبب عمليات ذوبان الجليد وارتفاع درجة حرارة المحيطات.
كان C-19 واحدًا من الجبال الجليدية الأكثر استقرارًا عند مقارنته بالألواح الجليدية الأخرى، حيث استمر في تحركه بشكل بطيء في اتجاه المحيط الجنوبي، ليؤدي إلى تدميره تدريجيًا بمرور الوقت.
4. جبل جليدي “A-38”
يعتبر A-38 أحد الجبال الجليدية الضخمة التي انفصلت عن القارة القطبية الجنوبية في عام 2018. يمتد الجبل الجليدي A-38 على مساحة 1,500 كيلومتر مربع، ويشمل مجموعة من الجبال الجليدية الأصغر التي كانت تتنقل بسرعة عبر مياه البحر. يتميز هذا الجبل الجليدي بأهمية خاصة بالنسبة للعلماء، حيث يتم مراقبته بشكل مستمر لمعرفة تأثيراته المحتملة على البيئة المحلية وارتفاع مستويات المحيطات.
من بين أبرز التحديات التي تواجه العلماء هو تحديد مدى سرعة ذوبان هذا الجبل الجليدي، خاصة أن ذوبانه السريع قد يؤدي إلى تأثيرات بيئية كبيرة، بما في ذلك تغيرات في مستوى سطح البحر.
5. جبل جليدي “D-28”
تم اكتشاف الجبل الجليدي D-28 في المحيط الجنوبي عام 2017، وهو يمتد على مساحة 2,300 كيلومتر مربع. يعد D-28 من أكبر الجبال الجليدية التي تمت ملاحظتها في السنوات الأخيرة. يعتقد العلماء أن هذا الجبل الجليدي قد يكون نتاجًا لعمليات تكوين جليدية مستمرة في المحيط الجنوبي، حيث يتكون من كميات هائلة من الجليد المدفوع من الكتل الجليدية المجاورة.
يستمر الجبل الجليدي D-28 في التحرك بشكل بطيء نحو الشمال، ولا يزال يشكل تهديدًا طويل المدى للبيئة المحلية في المحيط الجنوبي.
6. جبل جليدي “A-22”
يعتبر A-22 من الجبال الجليدية الكبيرة التي تم اكتشافها في القارة القطبية الجنوبية في عام 2008. يمتد A-22 على مساحة كبيرة تصل إلى 2,000 كيلومتر مربع، ويعد من الأجسام الجليدية المتحركة ببطء في الاتجاه الشمالي. تعتبر هذه الجبال الجليدية واحدة من الظواهر الطبيعية المدهشة التي تساهم في دراسة التغيرات البيئية التي تحدث في البيئة القطبية.
مثل العديد من الجبال الجليدية الأخرى، فإن A-22 يشكل تهديدًا للبيئة البحرية، حيث يؤثر على التيارات البحرية ويوفر ملاذًا للعديد من الكائنات البحرية التي تعيش بالقرب من الألواح الجليدية.
7. جبل جليدي “B-9”
كان الجبل الجليدي B-9 واحدًا من أكبر الأجسام الجليدية التي انفصلت عن الجرف الجليدي في منطقة روس في القارة القطبية الجنوبية في عام 1987. كان B-9 يمتد على مساحة هائلة تتجاوز 4,000 كيلومتر مربع، مما جعله أحد الجبال الجليدية الأكبر في العالم. استمر الجبل الجليدي في التحرك لعدة سنوات، حيث تأثرت حركته بتغيرات في التيارات البحرية والرياح.
لقد شكل B-9 تحديًا كبيرًا للعلماء الذين درسوا هذا الجبل الجليدي بسبب سرعته في التحرك وتأثيره الكبير على النظام البيئي في المناطق المحيطية.
8. جبل جليدي “C-24”
يعتبر C-24 من الجبال الجليدية التي انفصلت عن الجرف الجليدي في منطقة لامبرت في القارة القطبية الجنوبية في عام 2005. يمتد هذا الجبل الجليدي على مساحة تقدر بحوالي 2,000 كيلومتر مربع، وقد تم ملاحظته وهو يتحرك ببطء نحو المناطق الشمالية من المحيط الجنوبي. هذا الجبل الجليدي يمثل جزءًا من تحول مستمر في النظام البيئي القطبي الجنوبي الذي يساهم في دراسة التغيرات الجليدية في المنطقة.
9. جبل جليدي “A-23”
الجبل الجليدي A-23 هو أحد الأجسام الجليدية الضخمة التي انفصلت عن الجرف الجليدي في القارة القطبية الجنوبية في عام 1986. يمتد على مساحة تقدر بحوالي 2,000 كيلومتر مربع، وهو يبرز بصفته من بين الألواح الجليدية المهيمنة التي تشكل تهديدًا طويل المدى للبيئة البحرية.
10. جبل جليدي “Larsen C”
أحد أشهر الجبال الجليدية في العقدين الأخيرين هو جبل Larsen C، الذي انفصل عن الجرف الجليدي في القارة القطبية الجنوبية في عام 2017. يمتد الجبل الجليدي على مساحة 5,800 كيلومتر مربع، وقد جذب هذا الجبل الجليدي انتباه العلماء والباحثين نظرًا لحجمه الكبير وتأثيره المحتمل على البيئة.
الخاتمة
تستمر الجبال الجليدية في توفير فُرص جديدة للبحث العلمي حول تأثيرات التغير المناخي على البيئة القطبية والمحيطات. وبينما تعتبر الجبال الجليدية واحدة من الظواهر الطبيعية المدهشة التي تتميز بحجمها الهائل، فإن تفكك هذه الأجسام الجليدية يطرح تحديات بيئية خطيرة تؤثر في مستويات البحار وتغيرات النظام البيئي على المدى الطويل.
