أكبر دول مستهلكة للحوم

أكثر الشعوب استهلاكاً للحوم

يُعتبر استهلاك اللحوم من المؤشرات الغذائية المهمة التي تعكس مستوى الرفاه الغذائي والاقتصادي في المجتمعات، كما يُعد مؤشراً على الأنماط الثقافية والتقاليد الغذائية في كل دولة. وتبعاً للتغيرات الاجتماعية والدخل القومي وتطور سلاسل الإنتاج الزراعي والصناعي، شهد العالم تفاوتاً كبيراً في معدلات استهلاك اللحوم بين الدول، حيث تحتل بعض الشعوب المراتب الأولى عالمياً من حيث الاستهلاك السنوي للفرد من مختلف أنواع اللحوم، مثل لحم البقر والدجاج والخنزير والضأن.

تُظهر الإحصائيات الحديثة الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) ومراكز أبحاث التغذية العالمية، أن الدول ذات الدخل المرتفع تتصدر المشهد العالمي من حيث كمية اللحوم المستهلكة، بينما تظل الكميات أقل في الدول النامية أو ذات الدخل المنخفض، إما لأسباب اقتصادية أو ثقافية أو دينية. ويرتبط هذا المؤشر أيضاً بمعدلات النمو الحضري، وتوسع شبكات التبريد والنقل، وتحول أنماط الغذاء نحو الوجبات السريعة التي تعتمد كثيراً على اللحوم.

فيما يلي، عرض موسّع لأكبر 10 شعوب من حيث استهلاك اللحوم على مستوى العالم، مع تحليل نوعي لعوامل التفوق في الاستهلاك وتفصيل للأنواع الأكثر رواجاً في كل دولة.

1. الولايات المتحدة الأمريكية

تحتل الولايات المتحدة المركز الأول عالمياً في استهلاك اللحوم، حيث يستهلك الفرد الأمريكي في المتوسط أكثر من 120 كيلوغراماً من اللحوم سنوياً. يعود ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها القوة الشرائية العالية، والاعتماد الكبير على اللحوم في النظام الغذائي الأمريكي، وخاصة لحم البقر والدجاج. كما أن وجود صناعة ضخمة في مجال اللحوم، والانتشار الواسع للمطاعم السريعة، يعززان من هذا الاتجاه.

أكثر أنواع اللحوم استهلاكاً:

• الدجاج (الأول)

• لحم البقر (الثاني)

• لحم الخنزير (الثالث)

2. أستراليا

تأتي أستراليا في المرتبة الثانية باستهلاك سنوي للفرد يفوق 115 كيلوغراماً، ما يعكس وفرة إنتاج اللحوم محلياً وتنوعها. وتُعد أستراليا من أكبر الدول المصدرة للحوم، خصوصاً لحم البقر والضأن. الثقافة الغذائية الأسترالية تشجع على حفلات الشواء (الباربكيو) وتناول اللحوم بشكل أساسي.

أكثر الأنواع استهلاكاً:

• لحم البقر

• الضأن

• الدجاج

3. الأرجنتين

تتمتع الأرجنتين بسمعة عالمية في إنتاج واستهلاك لحوم الأبقار، وتاريخ طويل في تربية الماشية. يبلغ متوسط استهلاك الفرد ما يقارب 110 كيلوغراماً سنوياً، ويُعد لحم البقر رمزاً وطنياً في المطبخ الأرجنتيني، خاصة في حفلات الـ Asado (الشواء التقليدي).

أبرز اللحوم المستهلكة:

• لحم البقر (بنسبة تفوق 60%)

• الدجاج

• الخنزير

4. إسبانيا

تتمتع إسبانيا بثقافة غذائية غنية ومتنوعة، وتتبوأ مركزاً متقدماً في استهلاك اللحوم، خاصة لحم الخنزير المجفف المعروف بـ”الجامون”. يبلغ متوسط استهلاك الفرد نحو 105 كيلوغرامات سنوياً.

أهم اللحوم المستهلكة:

• لحم الخنزير

• الدجاج

• لحم العجل

5. البرازيل

البرازيل من أكبر المنتجين والمصدرين للحوم في العالم، ويُقدَّر استهلاك الفرد فيها بما يزيد عن 100 كيلوغرام سنوياً. تشتهر البلاد بشواء تشوراسكو التقليدي، ويتمتع السكان بإمكانية الوصول إلى أنواع عديدة من اللحوم بأسعار منخفضة نسبياً.

أكثر اللحوم استهلاكاً:

• لحم البقر

• الدجاج

• الخنزير

6. نيوزيلندا

بلد زراعي بامتياز، يعتمد سكانه بشكل كبير على اللحوم في غذائهم اليومي. يبلغ استهلاك الفرد السنوي نحو 97 كيلوغراماً. تنتشر في نيوزيلندا مزارع الأغنام والأبقار، وتُصدر البلاد جزءاً كبيراً من إنتاجها.

أهم الأنواع:

• الضأن

• لحم البقر

• الدجاج

7. كندا

بفضل نظام اقتصادي متطور ومستوى دخل مرتفع، يصل استهلاك الفرد من اللحوم في كندا إلى حوالي 95 كيلوغراماً سنوياً. التنوع الثقافي في كندا جعل من اللحوم عنصراً مشتركاً في معظم الأطباق الوطنية والمحلية.

الأنواع الأكثر شعبية:

• الدجاج

• لحم البقر

• لحم الخنزير

8. فرنسا

رغم تراجع استهلاك اللحوم في بعض السنوات نتيجة المخاوف الصحية، إلا أن فرنسا لا تزال من بين أكبر المستهلكين عالمياً بمعدل يزيد عن 90 كيلوغراماً سنوياً للفرد. يتميز المطبخ الفرنسي باستخدام اللحوم في العديد من الأطباق التقليدية.

الأكثر استهلاكاً:

• لحم العجل

• لحم الخنزير

• الدجاج

9. ألمانيا

يُقدَّر استهلاك الفرد في ألمانيا بنحو 88 كيلوغراماً سنوياً. لحم الخنزير يحتل المرتبة الأولى بفارق كبير، وتليه الدواجن. كما أن النقانق (السجق الألماني) تُعد من رموز المطبخ الألماني وتعتمد على اللحوم بشكل أساسي.

الأكثر استهلاكاً:

• لحم الخنزير

• الدجاج

• لحم البقر

10. إيطاليا

إيطاليا، برغم شهرتها بالأطعمة المعتمدة على المعجنات والخضروات، إلا أن اللحوم تظل مكوناً أساسياً في النظام الغذائي الإيطالي. يبلغ متوسط استهلاك الفرد نحو 85 كيلوغراماً سنوياً.

أكثر اللحوم استهلاكاً:

• لحم الخنزير (خاصة النوع المجفف بروسكيوتو)

• الدجاج

• لحم العجل

جدول مقارنة استهلاك اللحوم في الدول العشر الأولى

العوامل المؤثرة في استهلاك اللحوم

تُعزى الفروقات في استهلاك اللحوم بين الشعوب إلى عوامل متعددة، من أبرزها:

• الدخل القومي: ارتفاع الدخل يرتبط مباشرة بزيادة استهلاك البروتينات الحيوانية.

• الزراعة وتربية المواشي: الدول المنتجة للحوم عادةً ما تكون شعوبها من كبار المستهلكين.

• التقاليد الغذائية: لكل ثقافة خصوصيتها في اختيار نوعية اللحوم وكمياتها.

• العوامل الدينية: تلعب الأديان دوراً كبيراً في تحديد أنواع اللحوم المسموح بها، مثل تحريم لحم الخنزير في الإسلام واليهودية.

• التوجهات الصحية: في بعض الدول الأوروبية والآسيوية، يتجه المستهلكون لتقليل استهلاك اللحوم الحمراء لأسباب صحية.

• التحضر والتمدن: يرتبط التوسع الحضري والعيش في المدن بزيادة الاعتماد على اللحوم الجاهزة والوجبات السريعة.

ملاحظات ختامية تحليلية

• تتصدر اللحوم البيضاء (الدجاج) قائمة اللحوم الأكثر استهلاكاً في معظم الدول، بسبب انخفاض كلفتها وقيمتها الغذائية المقبولة.

• يشهد العالم نمواً مطرداً في الطلب على اللحوم، مقابل دعوات بيئية وصحية للحد من هذا الاستهلاك.

• اللحوم المُصنعة تشكّل نسبة كبيرة من اللحوم المستهلكة في بعض الدول، مما يثير مخاوف متزايدة حول آثارها الصحية.

• تظل اللحوم مكوناً أساسياً في النظام الغذائي العالمي، لكنها تُواجه اليوم تحديات تتعلق بالاستدامة البيئية وحقوق الحيوانات وتغير المناخ.

المصادر:

• منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO), تقرير الأغذية العالمي 2023.

• OECD-FAO Agricultural Outlook 2023-2032.