في عام 2015، أضاف المؤلف اللبناني البارع ميخائيل نعيمه إلى خزانة الأدب والخيال عملًا رائعًا يحمل عنوان “أكابر”. تعتبر هذه المجموعة من القصص المثيرة إحدى الأعمال الأدبية التي أبصرت النور لأول مرة في عام 1956، حيث نجح نعيمه في تقديم لوحة حية ومميزة عن عالم البشر وتفاعلاتهم.
تتميز أقاصيص “أكابر”، كما عهدنا من نعيمه في أعماله السابقة، بأنها لا تكتفي بتقديم الحياة بشكل سطحي، بل تتعمق بعمق في أروقة النفس البشرية. امتزجت أحداث هذه القصص بالحياة اليومية للأفراد، مما جعلها تنسج صورًا واقعية تتنوع بين الفرح والحزن، الأمل واليأس، مما يجعل القارئ يتأمل في خفايا تلك الحكايات ويتفاعل معها على نحو عاطفي.
ميخائيل نعيمه، الذي انطلق في رحلته الأدبية منذ قصته القصيرة الرائعة “العاقر” في عام 1914، يظل ملتزمًا بجعل أعماله الأدبية تنعكس بوضوح وبقوة على حياة الناس. إن تأثير مدرسته القصصية الروسية، التي اندمج فيها خلال دراسته كحَدَث في بلاد القياصرة، يتجلى بوضوح في رواياته، حيث يتمسك بالعمق والتعقيد الذي يميز الأدب الروسي.
تتكامل القصص في هذا الكتاب لتشكل مجموعة متنوعة ومتكاملة، حيث تسافر الأحداث عبر الزمن والمكان، مرسمة بأنامل كاتب يتقن فن تقديم الحكايات بشكل يجعلها تلامس وعي القارئ بعمق. يتألق الكتاب بغلاف ورقي فاخر يضيف لمسة جمالية لتلك التحفة الأدبية.
بوزن صفحات تبلغ 128 صفحة، يتيح هذا الإصدار من “أكابر” للقارئ فرصة استكشاف عوالم متعددة وتجارب متنوعة، مع نوفل / هاشيت أنطوان وراء نشره وتوفير فضاءً لهذا العمل الفني. يُشكل هذا الكتاب إضافة قيمة إلى مكتبة الأدب العربي، حيث يمنح القراء فرصة للاستمتاع بلحظات ممتعة ومفكرة مع تلك القصص المتألقة في عالم الأدب والخيال.