أقوى جيش في أوقيانوسيا: تحليل شامل لقوة الجيش الأسترالي 2025
تعد أوقيانوسيا من أصغر القارات من حيث المساحة وعدد السكان، لكنها تضم مجموعة من الدول والجزر المنتشرة في المحيط الهادئ، والتي تتمتع بتنوع جغرافي وثقافي واقتصادي. من بين هذه الدول، تبرز أستراليا كأقوى قوة عسكرية في المنطقة، وذلك بفضل قدراتها العسكرية المتطورة، ميزانيتها الدفاعية الكبيرة، ودورها الاستراتيجي في المنطقة والعالم.
مقدمة عن أوقيانوسيا والتركيبة العسكرية فيها
تضم أوقيانوسيا عدة دول وجزر رئيسية مثل أستراليا، نيوزيلندا، بابوا غينيا الجديدة، وفيجي، وساموا، وغيرها من الجزر الصغيرة. هذه الدول تختلف بشكل كبير في حجمها الاقتصادي والعسكري، حيث تفتقر معظمها إلى قوات مسلحة كبيرة، وتعتمد في كثير من الأحيان على الحماية والدعم من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا.
على هذا الأساس، تبرز أستراليا كالقوة العسكرية الوحيدة التي تمتلك جيشًا متكاملًا وقادرًا على تأمين مصالحها في أوقيانوسيا وما وراءها. لذا فإن دراسة أقوى جيش في أوقيانوسيا لا بد أن تركز على الجيش الأسترالي.
الجيش الأسترالي: القوة العسكرية الأبرز في أوقيانوسيا
تاريخ الجيش الأسترالي
تأسس الجيش الأسترالي بشكل رسمي عام 1901 بعد تأسيس الاتحاد الأسترالي، وسرعان ما تطور ليصبح قوة عسكرية محترفة شاركت في حروب عالمية وإقليمية، منها الحرب العالمية الأولى والثانية، وحروب فيتنام، العراق، وأفغانستان. يمتاز الجيش الأسترالي بتاريخ حافل من المشاركة في العمليات المشتركة مع قوات حلفاء مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
الهيكل التنظيمي والقوات المسلحة الأسترالية
تتكون القوات المسلحة الأسترالية من ثلاث فروع رئيسية:
-
الجيش الأسترالي (Australian Army): القوة البرية التي تضم وحدات مشاة، دبابات، مدفعية، ومهام دعم لوجستي وهندسي.
-
القوات البحرية الملكية الأسترالية (Royal Australian Navy): تتمتع بأسطول حديث يشمل حاملات طائرات، فرقاطات، غواصات، وسفن دعم.
-
القوات الجوية الملكية الأسترالية (Royal Australian Air Force): مزودة بطائرات مقاتلة حديثة مثل F-35، وطائرات نقل، وطائرات استطلاع.
يبلغ عدد أفراد القوات المسلحة الأسترالية حوالي 60,000 فرد نشط، بالإضافة إلى قوات الاحتياط.
الميزانية الدفاعية
تعتبر أستراليا من أكبر الدول في المنطقة من حيث الإنفاق العسكري، حيث تخصص ميزانية دفاعية تتجاوز 45 مليار دولار سنويًا، ما يتيح لها الاستثمار في أحدث المعدات العسكرية، تطوير القدرات التقنية، والبحوث الدفاعية.
القدرات العسكرية التقنية
تمتلك أستراليا معدات عسكرية متطورة تشمل:
-
طائرات F-35 Lightning II: من الجيل الخامس، تمثل العمود الفقري للقوات الجوية الأسترالية.
-
الغواصات الهجومية الحديثة: تعمل أستراليا على تطوير غواصات جديدة تحت برنامج “سي رايز” لتعزيز قدرتها البحرية.
-
الدبابات والقوات البرية: تشمل دبابات ليوبارد 2 الألمانية، ومركبات قتالية مدرعة حديثة.
-
الأسلحة الذكية والتقنيات الرقمية: تعتمد القوات على أنظمة تحكم وإدارة معارك رقمية عالية التطور لتعزيز الاستجابة والفعالية.
الدور الاستراتيجي في المنطقة
تلعب أستراليا دورًا حيويًا في أمن منطقة أوقيانوسيا والمحيط الهادئ، حيث تشارك في تحالفات أمنية متعددة مثل:
-
حلف الدفاع الثلاثي (AUKUS) مع الولايات المتحدة وبريطانيا، الذي يركز على تعزيز القدرات العسكرية في المنطقة، بما في ذلك توفير غواصات نووية وتطوير تقنيات متقدمة.
-
حلف ANZUS مع الولايات المتحدة ونيوزيلندا، لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني.
-
التعاون مع جيرانها مثل نيوزيلندا، التي تمتلك قوات مسلحة صغيرة لكنها حديثة، مع تركيز على التدريبات المشتركة وتبادل المعلومات.
التدريب والجاهزية
تولي القوات المسلحة الأسترالية أهمية كبيرة للتدريب المستمر والجاهزية القتالية، حيث تقيم تدريبات عسكرية مشتركة منتظمة مع حلفائها، وتستخدم تقنيات المحاكاة الحديثة لتدريب قواتها على مجموعة واسعة من السيناريوهات.
الجاهزية العملياتية
يمتلك الجيش الأسترالي القدرة على تنفيذ عمليات متعددة المهام، سواء داخل أراضيه، أو في المهام الدولية، مثل حفظ السلام، مكافحة الإرهاب، والإغاثة في الكوارث الطبيعية. وقد أثبتت مشاركاته في ميادين العمليات المختلفة كفاءته العالية.
مقارنة بأقوى جيوش أوقيانوسيا الأخرى
نيوزيلندا
تعتبر نيوزيلندا ثاني أقوى جيش في أوقيانوسيا، لكن بحجم أصغر ومعدات أقل تطورًا من أستراليا. القوات المسلحة النيوزيلندية تضم الجيش، البحرية، والقوات الجوية، وتشتهر بمهام حفظ السلام الدولية والمشاركة في التدريبات مع الحلفاء.
بابوا غينيا الجديدة والدول الأخرى
معظم الدول والجزر الأخرى في أوقيانوسيا تمتلك قوات أمن وطنية أو شرطة شبه عسكرية، ولا تملك قوات عسكرية منظمة على نطاق واسع. تعتمد هذه الدول على دعم أستراليا ونيوزيلندا في حال حدوث أزمات أمنية أو تهديدات عسكرية.
جدول يوضح مقارنة موجزة بين قدرات جيوش أوقيانوسيا الرئيسية
| الدولة | عدد القوات المسلحة (نشطة) | الميزانية الدفاعية (مليار دولار) | المعدات الرئيسية | الدور العسكري |
|---|---|---|---|---|
| أستراليا | 60,000 | 45 | دبابات ليوبارد 2، F-35، غواصات هجومية | قوة إقليمية وعالمية |
| نيوزيلندا | 10,000 | 4 | طائرات مقاتلة F-16، سفن دورية | قوة إقليمية صغيرة |
| بابوا غينيا الجديدة | 3,000 (شرطة شبه عسكرية) | أقل من 1 | أسلحة خفيفة ومعدات أمنية | أمن داخلي ودعم إقليمي |
| فيجي وجزر أخرى | أقل من 1,000 | أقل من 0.5 | أسلحة خفيفة ومعدات بحرية | أمن محلي ودعم إقليمي محدود |
الاستنتاج
في ضوء ما تقدم، يتضح أن أستراليا تمثل أقوى جيش في أوقيانوسيا بلا منازع، فهي تمتلك قدرات عسكرية متطورة، ميزانية دفاعية ضخمة، وقوات مدربة جيدًا تلعب دورًا استراتيجيًا في تأمين المنطقة. كما تتمتع بعلاقات تحالف قوية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، مما يعزز مكانتها العسكرية والأمنية في المحيط الهادئ. تتفوق أستراليا بفارق كبير على باقي دول أوقيانوسيا، حيث تفتقر معظمها إلى الجيوش القوية المنظمة، وتعتمد على دعم أستراليا ونيوزيلندا لضمان الأمن والاستقرار.
هذه القوة العسكرية تعكس أيضًا مكانة أستراليا الاقتصادية والسياسية في المنطقة، حيث تعتبر من الدول الرائدة في أوقيانوسيا وتلعب دورًا محوريًا في صياغة السياسات الأمنية الإقليمية. استمرار أستراليا في تحديث قواتها وتطوير تقنياتها العسكرية سيبقيها في موقع القوة العسكرية الأولى في أوقيانوسيا لعقود قادمة.
المراجع:
-
تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) لعام 2024 حول الإنفاق العسكري العالمي.
-
موقع وزارة الدفاع الأسترالية الرسمي: www.defence.gov.au
