جغرافيا

أقرب الدول إلى البرتغال

أقرب دولة إلى البرتغال: دراسة جغرافية وجيوسياسية

تعد البرتغال واحدة من الدول الواقعة في أقصى غرب أوروبا، وتحدها من الشمال والشرق إسبانيا، بينما تفتح واجهتها البحرية على المحيط الأطلسي من الغرب والجنوب. لكن عندما نتحدث عن “أقرب دولة” إلى البرتغال، لا يقتصر الأمر على الجغرافيا فقط، بل يشمل أيضًا العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية. في هذا المقال، سنستعرض الجغرافيا المحيطة بالبرتغال، ونحلل علاقاتها مع دولها الجارة، مع التركيز على أقرب دولة جغرافياً إلى البرتغال.

الموقع الجغرافي للبرتغال

تتمتع البرتغال بموقع جغرافي مميز يقع على أطراف شبه الجزيرة الإيبيرية، وهي تعد من الدول ذات السواحل البحرية الأطول في أوروبا الغربية. تبلغ مساحتها حوالي 92,090 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو 10 ملايين نسمة. تحد البرتغال من الشرق والشمال إسبانيا، بينما يفتح ساحلها الغربي والجنوبي على المحيط الأطلسي.

تعتبر البرتغال ذات أهمية استراتيجية باعتبارها حلقة وصل بين أوروبا وأفريقيا، حيث تطل على طرق التجارة البحرية التي كانت محورية في التاريخ الأوروبي خلال عصر الاستكشافات. ومع موقعها هذا، من الطبيعي أن تكون جارتها الأبرز هي إسبانيا.

الجارة الأقرب: إسبانيا

إسبانيا هي الدولة التي تحد البرتغال من الشمال والشرق. لا يمكن الحديث عن أقرب دولة إلى البرتغال دون النظر إلى هذه العلاقة الجغرافية التاريخية العميقة. تعد المسافة بين أكبر مدينتين في البرتغال، لشبونة وبورتو، وبين أهم المدن الإسبانية، مثل مدريد أو سيفيل، قصيرة نسبياً.

إسبانيا ليست مجرد جارة جغرافية للبرتغال، بل هي شريك اقتصادي وثقافي رئيسي. يمتد الحدود البرية بين البلدين على مسافة تقارب 1,200 كيلومتر. تاريخياً، كانت العلاقة بين البرتغال وإسبانيا معقدة، بدءًا من الحروب الاستعمارية وصولاً إلى التعاون الثقافي والسياسي الحديث. ولكن على الرغم من هذه العلاقات المتقلبة، تظل إسبانيا هي أقرب دولة جغرافياً وثقافياً للبرتغال.

البحر الأبيض المتوسط وأوروبا

رغم أن إسبانيا هي الجارة البرية الأقرب، فإن البرتغال ليست قريبة من البحر الأبيض المتوسط، الذي يعتبر أحد المحاور الرئيسية في التاريخ الأوروبي. لكن مع امتداد ساحلها على المحيط الأطلسي، تتمتع البرتغال بعلاقة قوية مع العديد من الدول المطلة على هذا البحر، مثل فرنسا والمملكة المتحدة.

فرنسا: تقع فرنسا على مسافة بعيدة نسبياً عن البرتغال. ولكن، نظراً للعلاقات التاريخية والثقافية القوية بين البلدين، يمكن اعتبارها من الدول المؤثرة في حياة البرتغاليين.

المملكة المتحدة: على الرغم من أن المملكة المتحدة ليست جارة مباشرة للبرتغال، إلا أنها تلعب دورًا اقتصاديًا وسياسيًا مهمًا في العلاقات الأوروبية. خاصة في ما يتعلق بالتجارة والسياسة البحرية.

التاريخ المشترك والروابط الثقافية

خلال تاريخ البرتغال، كانت العديد من الدول الأوروبية تتفاعل مع البرتغال بشكل وثيق. في العصور الوسطى، كانت البرتغال واحدة من أبرز القوى البحرية في أوروبا، ولعبت دورًا رئيسيًا في الاكتشافات البحرية. وقد أثرت هذه الاكتشافات بشكل عميق على العلاقات بين البرتغال والدول الأخرى على طول سواحل المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.

على الرغم من العلاقات التاريخية المضطربة مع إسبانيا، لا يمكن إغفال الروابط الثقافية بين البلدين. على مر العصور، تأثرت البرتغال بالثقافة الإسبانية والعكس. ففي اللغة، رغم وجود الفروقات بين اللغتين البرتغالية والإسبانية، إلا أن العديد من الكلمات والتعابير متشابهة. أيضًا، في الأدب والموسيقى، نجد أن هناك الكثير من التأثيرات المتبادلة.

العلاقات السياسية والاقتصادية

إسبانيا ليست فقط جارة جغرافية للبرتغال، بل هي أيضًا شريك اقتصادي رئيسي. تشترك البرتغال وإسبانيا في العديد من الاتفاقيات الاقتصادية داخل الاتحاد الأوروبي، مما يعزز من التبادل التجاري بين البلدين. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموًا ملحوظًا في مجالات السياحة والصناعة والطاقة.

تسهم حركة السفر بين البرتغال وإسبانيا في تعزيز الروابط الاجتماعية، حيث يسافر الآلاف من المواطنين البرتغاليين والإسبان عبر الحدود كل يوم لأغراض العمل أو السياحة أو الدراسة. هذا التبادل الثقافي يعكس مستوى التكامل بين البلدين.

الجغرافيا البحرية

واحدة من المزايا الجغرافية التي تمنح البرتغال موقعًا استراتيجيًا هي سواحلها البحرية التي تمتد على طول المحيط الأطلسي. هذا الامتداد البحري يجعلها على تماس مع العديد من البلدان الأخرى. لكن، على الرغم من كون البرتغال أقرب جغرافيًا إلى إسبانيا، إلا أن البحر الأطلسي يفصلها عن بعض البلدان مثل الولايات المتحدة أو البرازيل.

لكن مع وجود علاقات ثقافية وتجارية واسعة مع مستعمرات البرتغال السابقة مثل البرازيل، فإن البرتغال تظل قريبة جغرافياً من بعض البلدان في الأمريكتين، خصوصًا في مجال العلاقات التجارية والثقافية. العلاقات بين البرتغال والبرازيل كانت دائمًا على علاقة وثيقة، بسبب الإرث الاستعماري الذي جمع البلدين.

أقرب جيران البحر الأبيض المتوسط

من ناحية أخرى، إذا نظرنا إلى المنطقة الأوروبية بشكل أوسع، فإن البرتغال ليست قريبة من البحر الأبيض المتوسط مباشرة. إذ يحد البحر الأبيض المتوسط العديد من الدول مثل إيطاليا، اليونان، وتركيا، وهذه الدول تشترك في العديد من الروابط التجارية والثقافية مع البرتغال من خلال الاتحاد الأوروبي، لكنها تبقى بعيدة جغرافياً عن البرتغال.

الخلاصة

في النهاية، يمكن القول بأن إسبانيا هي أقرب دولة جغرافياً إلى البرتغال، وهذا يتجسد في العديد من الأبعاد، سواء في الحدود البرية التي تشكل الرابط المباشر بين البلدين، أو في العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية التي تتطور على مر السنين. رغم أن البرتغال ترتبط بعلاقات وثيقة مع عدة دول في البحر الأبيض المتوسط والأطلسي، فإن إسبانيا تظل الأقرب جغرافياً وعرقيًا.