أفضل لاعب كرة قدم لعام 2020
شهد عام 2020 تطورًا مثيرًا في عالم كرة القدم، سواء من حيث الأداء الفردي للاعبين أو التحديات التي واجهتها الفرق بسبب جائحة كورونا. لكن هذا العام كان أيضًا محوريًا في تحديد أفضل لاعب في العالم، حيث تصدرت أسماء لامعة مشهد الجائزة المرموقة، لكن في النهاية كان هناك فائز واحد استحق هذا التميز. سنتناول في هذا المقال تفاصيل أفضل لاعب لعام 2020، من حيث الإنجازات الفردية والجماعية، وكذلك الظروف المحيطة بالجائزة.
تأثير جائحة كورونا على كرة القدم
قبل التطرق إلى تحديد أفضل لاعب، من المهم أن نلقي نظرة على الظروف الاستثنائية التي أحاطت بكرة القدم في عام 2020. منذ بداية عام 2020، كان العالم بأسره يواجه تحديًا غير مسبوق بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19). هذا الفيروس أثر بشكل مباشر على كل مجالات الحياة، بما في ذلك الرياضة. تأجلت العديد من المباريات، وتم تعليق الدوريات المحلية والدولية لأشهر، كما تم إجراء العديد من البطولات في ظل ظروف استثنائية مثل المباريات خلف الأبواب المغلقة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، استطاع العديد من اللاعبين الاستمرار في تقديم مستويات متميزة على أرض الملعب. ولكن كان من الصعب مقارنة موسم كامل من حيث الأداء الجماعي والفردي نظرًا للتقلبات الكبيرة في جدول المباريات وتأثير غياب الجمهور. لذا، كان التقييم في عام 2020 يعتمد بشكل كبير على الأداء قبل توقف البطولات، وكذلك ما تم تحقيقه بعد العودة.
ليونيل ميسي: نجم برشلونة الذي لا يُقهر
لطالما كان ليونيل ميسي أحد أبرز الأسماء في كرة القدم العالمية. في عام 2020، كان نجم برشلونة أحد اللاعبين الذين كان لهم تأثير كبير في المسابقات المختلفة التي شارك فيها. ورغم أن موسم 2020 شهد تذبذبًا في مستوى برشلونة، إلا أن ميسي استمر في تقديم مستويات مذهلة على الصعيد الفردي.
حصل ميسي على لقب هداف الدوري الإسباني في موسم 2019-2020، بعد أن سجل 25 هدفًا في 33 مباراة. علاوة على ذلك، سجل ميسي أهدافًا رائعة وساهم في فوز برشلونة بالعديد من المباريات الهامة. لكن الموسم لم يكن مثاليًا للفريق الكتالوني، خاصة بعد الخروج المدوي من دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ في ربع النهائي بخسارة 8-2، وهو ما ألقى بظلاله على أداء الفريق بشكل عام.
ورغم ذلك، فإن مهارات ميسي الفائقة في المراوغة والتمرير والتسجيل لا تزال تعتبر من الأفضل في العالم. لكن غياب الفريق عن الألقاب الكبرى في ذلك الموسم وضعه في منافسة مع لاعبين آخرين الذين حققوا إنجازات جماعية أكبر.
كريستيانو رونالدو: العودة مع يوفنتوس
في الجانب الآخر، كان كريستيانو رونالدو يواصل تألقه مع يوفنتوس. لاعب البرتغال الشهير كان يواجه تحدياته الخاصة مع فريقه الإيطالي، حيث كان يهدف إلى قيادة يوفنتوس للفوز بالدوري الإيطالي بعد أن هيمن على البطولة في السنوات الأخيرة. وبالفعل، تمكن يوفنتوس من تحقيق لقب الدوري الإيطالي موسم 2019-2020 بفضل أهداف وتألق رونالدو، الذي سجل 31 هدفًا في الدوري الإيطالي.
ورغم أن يوفنتوس لم يحقق النجاح المطلوب في دوري أبطال أوروبا، حيث خرج من دور الـ16، إلا أن رونالدو كان دائمًا في قلب الأداء الهجومي للفريق. كان لديه قدرة على حسم المباريات بأهدافه المميزة التي تجمع بين القوة والدقة، مما جعل حضوره في الملاعب مؤثرًا بشكل كبير.
روبرت ليفاندوفسكي: الملك البولندي الذي استحق الجائزة
ولكن في عام 2020، كان هناك اسم آخر لامع وكان بمثابة النقطة الفاصلة في تحديد أفضل لاعب في العالم. هذا اللاعب هو روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم بايرن ميونيخ، الذي قدم موسمًا استثنائيًا جعل منه مرشحًا قويًا لنيل الجائزة. في عام 2020، استطاع ليفاندوفسكي أن يحقق ما لم يحققه العديد من أساطير كرة القدم، حيث قاد بايرن ميونيخ لتحقيق ثلاثة ألقاب كبرى: الدوري الألماني (البوندسليغا)، كأس ألمانيا، ودوري أبطال أوروبا.
في دوري أبطال أوروبا 2019-2020، كان ليفاندوفسكي في قمة عطائه. سجل 15 هدفًا في البطولة، ليكون الهداف الأول لها. وكان هدفه في المباراة النهائية ضد باريس سان جيرمان هو ما منح بايرن ميونيخ لقبه السادس في دوري أبطال أوروبا، وهو إنجاز ضخم بالنسبة له وللفريق. كما كانت أرقامه في الدوري الألماني لا تقل بريقًا، حيث سجل 34 هدفًا في 31 مباراة، مما جعله الهداف الأول للبوندسليغا.
ليس فقط في الأهداف كان ليفاندوفسكي مميزًا، بل كان أيضًا يقدم أداء جماعيًا رائعًا، حيث كان دائمًا يساهم في صناعة الأهداف لزملائه، ويظهر روح القيادة داخل الملعب. وبفضل هذه الإنجازات المذهلة على الصعيدين الفردي والجماعي، كان ليفاندوفسكي مرشحًا لا يُقارن لنيل جائزة “أفضل لاعب في العالم” لعام 2020.
التحديات التي واجهت جائزة الكرة الذهبية في 2020
في عام 2020، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والعديد من الهيئات الرياضية الكبرى إلغاء حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية لأول مرة منذ 1956، بسبب الظروف الاستثنائية التي شهدتها كرة القدم هذا العام جراء الجائحة. وكان هذا القرار بمثابة إغفال للكثير من الأسماء التي كانت تستحق التقدير، لكن في نفس الوقت، كان ينم عن احترام للظروف غير العادية التي مر بها العالم.
ومع ذلك، لم يَخفَ على أحد أن روبرت ليفاندوفسكي كان اللاعب الذي يستحق الجائزة في عام 2020، رغم غياب الاحتفال الرسمي بها. لقد كانت إنجازاته على كافة الأصعدة تضعه في مكانة فريدة في تاريخ كرة القدم، وهو ما أكده الإعلام الرياضي والصحافة الرياضية التي اتفقت على أن هذا العام كان بمثابة ذروة لرحلة ليفاندوفسكي.
الختام
في النهاية، كان عام 2020 عامًا مميزًا في كرة القدم رغم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا. لاعبون مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو استمروا في تقديم عروضهم الرائعة، ولكن لم يكن هناك شك في أن روبرت ليفاندوفسكي كان هو اللاعب الذي تفوق على الجميع في هذا العام. لم يكن فقط هدافًا، بل كان قائدًا حقيقيًا لفريقه، وساهم في تحقيق العديد من الألقاب الهامة على الصعيدين المحلي والدولي. وبينما غاب الحفل الرسمي لجوائز الكرة الذهبية، فقد احتفظ ليفاندوفسكي في قلوب محبي كرة القدم بلقب “أفضل لاعب في العالم لعام 2020″، حتى وإن لم يكن هناك تكريم رسمي لهذا الإنجاز.
