أفضل طرق التحضير للمقابلة الشخصية

6 خطوات للتحضير للمقابلة الشخصية

تعد المقابلة الشخصية من أهم المراحل التي يمر بها المرشح للحصول على وظيفة جديدة أو فرصة مهنية. فهي تمثل الفرصة الأولى للتفاعل المباشر مع أصحاب القرار في الشركة أو المؤسسة، وتشكل معياراً أساسياً لتقييم المهارات الشخصية والمهنية للمرشح. ولضمان نجاحك في هذه المرحلة الهامة، من الضروري أن تكون مستعداً بشكل جيد، ليس فقط من حيث المعرفة عن الوظيفة، ولكن أيضاً من حيث التحضير النفسي والجسدي لمواجهة المواقف المختلفة التي قد تواجهها خلال المقابلة.

إليك ست خطوات أساسية للتحضير لمقابلة شخصية، ستساعدك على ترك انطباع قوي ومؤثر لدى المحاورين:

1. البحث عن الشركة والوظيفة

أحد أهم خطوات التحضير هو التعرّف بشكل دقيق على الشركة التي تقدمت للعمل بها. يشمل ذلك معرفة تاريخ الشركة، رؤيتها، رسالتها، والقيم التي تروج لها، بالإضافة إلى المنتجات أو الخدمات التي تقدمها.

من المفيد أن تكون على دراية بأحدث الأخبار أو التطورات التي حدثت في الشركة أو القطاع الذي تعمل فيه. يمكن الحصول على هذه المعلومات من خلال زيارة موقع الشركة على الإنترنت، والاطلاع على تقاريرها الصحفية، ومتابعة حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعرف تفاصيل دقيقة عن الوظيفة التي تقدمت لها. حاول فهم المهام الرئيسية التي تتطلبها الوظيفة، وكذلك المتطلبات الفنية والمهارات التي يبحث عنها صاحب العمل. إذا كانت هناك أي متطلبات محددة غير مذكورة في الإعلان الوظيفي، مثل الشهادات أو الخبرات الخاصة، تأكد من أنك مستعد لمناقشتها بوضوح.

2. مراجعة سيرتك الذاتية وتحضير أمثلة عملية

تعد سيرتك الذاتية الأداة الرئيسية التي يعتمد عليها المحاورون لتقييم مهاراتك وخبراتك السابقة. لذا، من المهم جداً أن تراجع سيرتك الذاتية قبل المقابلة، وتأكد من أنك على دراية بكل تفصيل وارد فيها، بما في ذلك الوظائف السابقة التي عملت بها، والمهارات التي اكتسبتها، وأي مشاريع أو إنجازات مهمة حققتها.

من الضروري أن تكون مستعداً لتقديم أمثلة عملية واقعية عن كيفية تطبيق المهارات والخبرات التي تمتلكها في المواقف الحياتية أو العملية. على سبيل المثال، بدلاً من القول “أمتلك مهارات قيادية”، يمكن أن تذكر مثالاً عن موقف محدد قدت فيه فريق عمل في مشروع معين ونجحت في تحقيق أهدافه.

3. التدرب على الأسئلة المتوقعة

من المتوقع أن تواجه مجموعة من الأسئلة المعتادة في أي مقابلة شخصية. تشمل هذه الأسئلة عادةً:

• “حدثني عن نفسك”: هنا عليك أن تكون قادراً على تقديم نبذة مختصرة عن خلفيتك المهنية والشخصية، مع التركيز على ما يتناسب مع الوظيفة التي تتقدم لها.

• “ما هي نقاط قوتك وضعفك؟”: عليك أن تكون صريحاً ولكن استراتيجياً في هذه الأسئلة. ابحث عن نقاط ضعف يمكن أن تحولها إلى فرص للتحسين، مثل “كنت أواجه صعوبة في إدارة الوقت بشكل فعال، ولكنني الآن استخدم تقنيات مثل القوائم اليومية لمساعدتي في تنظيم وقتي”.

• “أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟”: هذا السؤال يهدف إلى معرفة تطلعاتك المهنية ومدى التزامك بالنمو المهني.

للتدرب على هذه الأسئلة، يمكنك إجراء مقابلات تجريبية مع أصدقائك أو أفراد عائلتك، أو حتى أمام المرآة، بحيث تقوم بتحسين الإجابات وصقلها بما يتناسب مع الشخصية التي ترغب في تقديمها.

4. التحضير لأسئلة غير تقليدية أو مفاجئة

بالإضافة إلى الأسئلة الشائعة، قد يُطرح عليك بعض الأسئلة غير التقليدية أو المفاجئة التي تهدف إلى اختبار قدرتك على التفكير السريع والتعامل مع الضغوط. مثل:

• “إذا كان لديك 24 ساعة فقط لإنجاز مهمة صعبة، كيف ستقوم بتنظيم وقتك؟”

• “إذا كنت موظفاً جديداً في الشركة، كيف ستقنع فريقك بقبول أفكارك؟”

تحضيرك لهذه الأسئلة يتطلب أن تكون مرنًا في تفكيرك. حاول التفكير في استراتيجيات مختلفة يمكن أن تساعدك في التعامل مع المواقف الصعبة بسرعة وفعالية. يُفضل أن تتجنب الإجابات التقليدية والرتيبة، وأن تحرص على أن تكون إجاباتك مبتكرة ومتوافقة مع القيم والمبادئ التي تتبناها الشركة.

5. التخطيط للمظهر الخارجي واللغة الجسدية

من الأمور التي يجب أن تأخذها في الاعتبار هو مظهرك الخارجي أثناء المقابلة. يجب أن تكون ملابسك مهنية ومناسبة لطبيعة الوظيفة والشركة. في بعض الشركات، قد يُفضل ارتداء ملابس رسمية، بينما في شركات أخرى قد يكون المظهر الكاجوال مناسباً، لكن بغض النظر عن ذلك، يجب أن تكون مظهرك مهندماً ومرتباً.

إضافة إلى ذلك، يجب أن تكون حريصاً على لغة جسدك، لأنها تساهم في تعزيز انطباعك لدى المحاور. تذكر أن تحافظ على تواصل بصري جيد، وتجنب الحركات التي قد توحي بعدم الثقة مثل التململ أو التواء الأيدي. من المهم أيضاً أن تجلس بشكل مستقيم، وأن تظهر اهتمامك بكل ما يقوله المحاور من خلال إيماءات صغيرة مثل إيماءة الرأس أو الابتسامة.

6. التحضير النفسي والذهني

المقابلة الشخصية قد تكون مرهقة نفسياً، خاصة إذا كنت تشعر بالضغط أو القلق بشأن ما سيحدث. لذا من الضروري أن تحضر نفسك بشكل جيد من الناحية النفسية والذهنية قبل المقابلة. حاول ممارسة بعض تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل لتقليل التوتر. كما يُنصح بالحصول على قسط جيد من النوم في الليلة التي تسبق المقابلة.

يجب أن تتجنب القلق المفرط بشأن النتيجة النهائية. فالمقابلة ليست فقط اختباراً لك، بل هي فرصة للتعرف على ما إذا كانت هذه الوظيفة والشركة مناسبة لك. تذكر أن كل مقابلة هي تجربة قيمة، بغض النظر عن النتيجة النهائية.

في الختام

التحضير الجيد للمقابلة الشخصية هو المفتاح للنجاح في هذه المرحلة الهامة من عملية التوظيف. من خلال البحث الجيد عن الشركة والوظيفة، مراجعة سيرتك الذاتية، التدرب على الأسئلة المحتملة، الاستعداد للأسئلة المفاجئة، التحضير للمظهر ولغة الجسد، والتهيئة النفسية، ستتمكن من تقديم نفسك بأفضل صورة ممكنة. لا تنسَ أن تكون نفسك، وتذكر أن الثقة بالنفس والمصداقية هما من أهم العوامل التي ستجعل منك مرشحاً مميزاً للوظيفة.