أفضل الفيتامينات للأم المرضع

أحسن فيتامين للمرضع: أهمية التغذية السليمة خلال فترة الرضاعة

تعد مرحلة الرضاعة الطبيعية من أهم الفترات في حياة الأم والطفل على حد سواء. إذ لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على تغذية الطفل، بل تمتد إلى صحة الأم. ومن هذا المنطلق، تشكل التغذية السليمة في هذه الفترة عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الأم والطفل، حيث يحتاج الجسم إلى مكملات غذائية في بعض الأحيان لتعويض النقص الناتج عن احتياجاته المتزايدة. من بين المكملات الغذائية التي تلعب دورًا مهمًا في هذه الفترة، تأتي الفيتامينات التي تساهم في تعزيز صحة الأم وتحسين نوعية الحليب وتلبية احتياجات الطفل.

في هذا المقال، سنتناول أفضل الفيتامينات التي يجب أن تتناولها الأم المرضع، بالإضافة إلى دور كل فيتامين في تعزيز صحة الأم والطفل.

1. فيتامين د: ضروري لصحة العظام والطفل

من أبرز الفيتامينات التي يحتاجها جسم الأم المرضع هو فيتامين د. يعتبر فيتامين د من الفيتامينات الأساسية التي تساعد في امتصاص الكالسيوم، الذي يعد عنصرًا رئيسيًا في بناء العظام والأسنان. كما أن فيتامين د يعزز من صحة الجهاز المناعي لكل من الأم والطفل.

دور فيتامين د في الرضاعة:

• للأم: يساعد فيتامين د على تقوية العظام والحفاظ على كثافتها، خاصة مع متطلبات الرضاعة التي قد تؤدي إلى زيادة استخدام الكالسيوم من جسم الأم. كما يساهم في تقليل خطر الإصابة بالكسور والأمراض المتعلقة بالعظام مثل هشاشة العظام.

• للطفل: فيتامين د يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الحليب، مما يساهم في نمو العظام والأسنان بشكل صحي، ويقلل من خطر الإصابة بالكساح الذي يمكن أن يؤثر على الأطفال الذين يعانون من نقص في فيتامين د.

الكمية الموصى بها:

توصي معظم المنظمات الصحية مثل منظمة الصحة العالمية والمعاهد الوطنية للصحة بضرورة أن تتناول الأم المرضع حوالي 600-800 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا. ويمكن أن تختلف هذه الكمية بناءً على العوامل الجغرافية والمناخية، حيث يعتمد الجسم على أشعة الشمس بشكل أساسي لإنتاج فيتامين د.

2. فيتامين ب12: من أجل طاقة ونشاط الأم

فيتامين ب12 يعد من الفيتامينات الأساسية التي يجب أن تأخذها الأم المرضع، خاصةً إذا كانت تتبع نظامًا غذائيًا نباتيًا أو نباتيًا صرفًا، حيث يصعب الحصول على هذا الفيتامين من مصادر نباتية.

دور فيتامين ب12 في الرضاعة:

• للأم: يلعب فيتامين ب12 دورًا مهمًا في تكوين خلايا الدم الحمراء ويساعد في تقوية جهاز المناعة، مما يقلل من خطر الإصابة بفقر الدم ويمنح الأم شعورًا بالطاقة والنشاط. كما يساهم في حماية الأعصاب وتعزيز وظائف الدماغ.

• للطفل: بينما يحصل الطفل على فيتامين ب12 عبر حليب الأم، فإن نقص هذا الفيتامين يمكن أن يؤثر على تطور الجهاز العصبي للطفل. إذ أن نقص فيتامين ب12 قد يؤدي إلى مشكلات في النمو العقلي والبدني.

الكمية الموصى بها:

يحتاج المرضع إلى حوالي 2.8 ميكروغرام من فيتامين ب12 يوميًا. إذا كانت الأم تعتمد على مكملات فيتامين ب12 أو على نظام غذائي نباتي، فقد تكون هناك حاجة لزيادة هذه الكمية.

3. فيتامين A: دعم للنمو والرؤية

فيتامين A هو فيتامين أساسي في مرحلة الرضاعة لأنه يعزز من صحة العينين والمناعة، ويلعب دورًا مهمًا في نمو الخلايا والأنسجة.

دور فيتامين A في الرضاعة:

• للأم: يساهم فيتامين A في تعزيز المناعة وحماية الجسم من الأمراض المعدية. كما يعزز صحة الجلد ويساعد في التئام الجروح بسرعة.

• للطفل: يعمل فيتامين A على تقوية جهاز المناعة للطفل وتقليل خطر الإصابة بالعدوى. كما يعزز من صحة العين والنمو السليم للأطفال في الأشهر الأولى من حياتهم.

الكمية الموصى بها:

توصي المنظمات الصحية بتناول حوالي 1300 ميكروغرام من فيتامين A للأم المرضع. يمكن الحصول على هذا الفيتامين من الأطعمة الغنية بالكاروتينات مثل الجزر، البطاطا الحلوة، والسبانخ.

4. حمض الفوليك: حيوي لتطور الجهاز العصبي

يعد حمض الفوليك (أو فيتامين B9) من الفيتامينات الضرورية التي يجب على الأمهات المرضعات التأكد من حصولهن على الكمية الكافية منها.

دور حمض الفوليك في الرضاعة:

• للأم: يساعد حمض الفوليك على إنتاج خلايا دم جديدة ويسهم في الحفاظ على صحة الدم والجهاز العصبي.

• للطفل: يساهم حمض الفوليك في تطور الجهاز العصبي للطفل، ويقلل من خطر الإصابة بتشوهات الأنبوب العصبي مثل السنسنة المشقوقة.

الكمية الموصى بها:

توصي المعاهد الصحية بتناول 500 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا خلال فترة الرضاعة.

5. فيتامين C: دعم للجهاز المناعي

فيتامين C هو فيتامين آخر ضروري أثناء الرضاعة. يعد من الفيتامينات القوية التي تدعم جهاز المناعة وتساعد على امتصاص الحديد.

دور فيتامين C في الرضاعة:

• للأم: يساهم فيتامين C في تقوية جهاز المناعة وزيادة قدرة الجسم على مقاومة الأمراض. كما أنه مهم لصحة البشرة، حيث يساهم في إنتاج الكولاجين وتحسين مرونة الجلد.

• للطفل: يعد فيتامين C أساسيًا لتطور جهاز المناعة عند الطفل، ويعزز امتصاص الحديد من الحليب، مما يساعد في الوقاية من فقر الدم.

الكمية الموصى بها:

توصي المنظمات الصحية بتناول 120 ميليغرام من فيتامين C يوميًا للأم المرضع. يمكن الحصول عليه من خلال تناول الفواكه الحمضية مثل البرتقال، الليمون، والفراولة.

6. فيتامين E: مضاد أكسدة هام

يعد فيتامين E من الفيتامينات الأساسية التي تعمل كمضاد للأكسدة، وبالتالي يحمي الجسم من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة.

دور فيتامين E في الرضاعة:

• للأم: يساعد فيتامين E على حماية الخلايا من الأضرار التي قد تحدث نتيجة التوتر البيئي أو من عمليات التمثيل الغذائي، ويعزز صحة الجلد.

• للطفل: يلعب فيتامين E دورًا في تقوية جهاز المناعة ويحمي الخلايا من الأضرار. كما أن له تأثيرًا إيجابيًا في حماية البشرة والتقليل من علامات التهيج الجلدي.

الكمية الموصى بها:

تحتاج الأم المرضع إلى حوالي 19 مليغرام من فيتامين E يوميًا.

الخلاصة

أثناء فترة الرضاعة، يحتاج الجسم إلى مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن لضمان صحة الأم والطفل. من بين الفيتامينات الأكثر أهمية في هذه الفترة نجد فيتامين د، ب12، A، C، E، وحمض الفوليك. يجب على الأمهات المرضعات الاهتمام بتناول نظام غذائي متوازن يشمل جميع هذه الفيتامينات سواء من الطعام أو من خلال المكملات الغذائية حسب ما يوصي به الطبيب.