أغنى دول بالموارد الطبيعية

أغنى 10 دول في العالم من حيث الموارد الطبيعية

تُعد الموارد الطبيعية من المقومات الأساسية التي تشكّل العمود الفقري للاقتصاد في العديد من دول العالم، إذ تُوفّر هذه الموارد قاعدة صناعية قوية، وعائدات مالية ضخمة من خلال التصدير، كما تلعب دورًا محوريًا في تحديد النفوذ الجيوسياسي للدول. تختلف هذه الموارد بين النفط، الغاز الطبيعي، الفحم، الأخشاب، المعادن الثمينة، المياه، الأراضي الزراعية، والمعادن الصناعية مثل الحديد والنحاس والبوتاس. هذا المقال يقدم تحليلًا مفصلًا لأغنى 10 دول في العالم من حيث قيمة الموارد الطبيعية التي تمتلكها، وفقًا لبيانات اقتصادية موثوقة وتقارير جيولوجية وطاقوية حديثة.

1. روسيا الاتحادية

تُعد روسيا أغنى دولة في العالم من حيث إجمالي قيمة الموارد الطبيعية، إذ تُقدّر ثروتها بما يفوق 75 تريليون دولار. تمتلك روسيا احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي، وهي تُعد أكبر مُصدّر له في العالم. بالإضافة إلى ذلك، تملك احتياطيات ضخمة من النفط، الفحم، الأخشاب، والذهب. تتركز هذه الموارد في مناطق سيبيريا، الأورال، والشرق الأقصى الروسي، وتستثمر الحكومة الروسية بشكل مستمر في استخراجها وتطوير بنيتها التحتية.

2. الولايات المتحدة الأمريكية

تُقدّر قيمة الموارد الطبيعية في الولايات المتحدة بنحو 45 تريليون دولار، وتشمل النفط، الغاز، الفحم، النحاس، الأخشاب، والمعادن النادرة. تُعد أمريكا من أكبر منتجي الغاز الطبيعي والنفط بفضل تقنيات التكسير الهيدروليكي، بالإضافة إلى امتلاكها احتياطيات ضخمة من الفحم في ولايات مثل وايومنغ، كنتاكي، وبنسلفانيا.

تمتاز أمريكا بتنوع مواردها واستخدامها التقنيات الحديثة في استغلالها بكفاءة، كما أن نظامها البيئي الواسع يوفّر غابات شاسعة وخزانات مائية ضخمة تُستخدم في توليد الطاقة الكهرومائية والزراعة.

3. المملكة العربية السعودية

تتمتع السعودية بثروة طبيعية ضخمة تتركز بشكل أساسي في احتياطياتها النفطية، التي تُعد من الأكبر في العالم. تُقدّر قيمة مواردها بأكثر من 34 تريليون دولار. النفط يشكّل العمود الفقري للاقتصاد السعودي، وتديره شركة أرامكو، أكبر شركة نفط في العالم من حيث الإنتاج والقيمة السوقية.

بالإضافة إلى النفط، تمتلك السعودية احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي والمعادن مثل الذهب والفوسفات واليورانيوم. وتمضي البلاد في خطط تنويع الاقتصاد عبر برنامج “رؤية 2030” الذي يهدف إلى تحويل هذه الموارد إلى دعامة للتنمية المستدامة.

4. كندا

كندا تمتلك موارد طبيعية تُقدّر قيمتها بنحو 33 تريليون دولار، موزعة على الغابات الواسعة، المياه العذبة، النفط الرملي، الغاز الطبيعي، اليورانيوم، والمعادن الصناعية. تُعد واحدة من أكبر منتجي النيكل والزنك في العالم، فضلًا عن كونها ثاني أكبر دولة من حيث الغابات التجارية.

كما تستفيد كندا من موقعها الجغرافي الغني بالأنهار والبحيرات لتوليد الكهرباء الكهرومائية، والتي تُشكل نسبة كبيرة من الطاقة المستخدمة في البلاد. وتعتبر مقاطعات ألبرتا وكولومبيا البريطانية من أغنى المناطق من حيث الموارد المعدنية.

5. جمهورية الصين الشعبية

رغم الكثافة السكانية المرتفعة، تمتلك الصين احتياطيات طبيعية ضخمة، تُقدّر قيمتها بأكثر من 23 تريليون دولار. وتتمثل أهم مواردها في الفحم، الحديد، الأنتيمون، التنجستن، الألمنيوم، النحاس، إضافة إلى موارد الطاقة مثل الغاز الطبيعي والنفط.

تُعد الصين أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم، كما تمتلك سيطرة شبه كاملة على سوق العناصر الأرضية النادرة المستخدمة في التكنولوجيا المتقدمة. وتُستخدم هذه الموارد كأداة استراتيجية في النزاعات التجارية الدولية.

6. إيران

إيران تمتلك أحد أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط في العالم، ويُقدّر إجمالي قيمة مواردها الطبيعية بأكثر من 21 تريليون دولار. تُعد ثاني أكبر احتياطي عالمي للغاز بعد روسيا، ولديها حقول ضخمة مشتركة مع دول الخليج العربي، مثل حقل “بارس الجنوبي”.

تمتلك أيضًا ثروات معدنية مثل الحديد، النحاس، الزنك، الذهب، والرصاص. على الرغم من العقوبات الدولية، لا تزال موارد إيران محط اهتمام عالمي، وهي أساس في استراتيجيتها الاقتصادية المستقبلية.

7. البرازيل

تُقدّر قيمة الموارد الطبيعية للبرازيل بحوالي 20 تريليون دولار، وهي متنوعة وتشمل الحديد، الذهب، البوكسيت، المنغنيز، الأخشاب، والمعادن الأرضية النادرة. تُعد غابات الأمازون أحد أكبر خزانات الكربون والمياه العذبة في العالم، كما تمثل مصدرًا ضخمًا للأخشاب والثروات الحيوية.

تحتوي البرازيل أيضًا على احتياطات نفطية بحرية ضخمة في حوض “ما قبل الملح” (Pré-Sal)، والذي يُعد من أكثر المناطق الواعدة في إنتاج النفط عالميًا.

8. أستراليا

أستراليا دولة غنية بالمعادن والموارد الطبيعية، وتُقدّر قيمة ثرواتها بأكثر من 19 تريليون دولار. تُعد من أكبر منتجي الفحم، الحديد، الذهب، الألماس، والبوكسيت. كما تمتلك احتياطيات هائلة من الليثيوم الذي يُستخدم في تصنيع البطاريات.

تستفيد أستراليا من البنية التحتية المتقدمة في مجال التعدين، وتُعد الصين والهند من أكبر مستوردي منتجاتها المعدنية. وتلعب الصادرات دورًا أساسيًا في دعم الاقتصاد الأسترالي، خاصةً في ظل الطلب العالمي المتزايد على المعادن.

9. فنزويلا

رغم الأزمات السياسية والاقتصادية، تمتلك فنزويلا واحدة من أكبر احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، وتُقدّر قيمة مواردها بأكثر من 14 تريليون دولار. تتركز معظم هذه الموارد في حزام “أورينوكو”، الذي يُعد من أغنى المناطق النفطية عالميًا.

تمتلك فنزويلا أيضًا احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي، الذهب، الحديد، والبوكسايت، إلا أن استغلالها يواجه تحديات كبيرة بسبب سوء الإدارة وغياب الاستقرار السياسي.

10. جمهورية الكونغو الديمقراطية

رغم أنها واحدة من أفقر الدول من حيث التنمية الاقتصادية، إلا أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تُعد من أغنى دول العالم من حيث الموارد الطبيعية، بقيمة تُقدّر بحوالي 13 تريليون دولار. تحتوي البلاد على أكثر من 60% من احتياطات العالم من الكوبالت، وهو عنصر أساسي في صناعة البطاريات.

بالإضافة إلى الكوبالت، تمتلك الكونغو موارد هائلة من النحاس، الألماس، الذهب، القصدير، والزنك. ويُعد التعدين أحد القطاعات التي تشهد نزاعات داخلية وتدخلات خارجية بسبب القيمة الاستراتيجية لهذه الموارد.

جدول مقارنة بين أغنى 10 دول من حيث الموارد الطبيعية (قيمة تقديرية)

المراجع

• British Geological Survey (BGS), Global Mineral Statistics, 2023

• U.S. Energy Information Administration (EIA), Country Analysis Briefs, 2024