أغنى 10 دول في قارة أوقيانوسيا لعام 2023: تحليل اقتصادي شامل

تُعد قارة أوقيانوسيا واحدة من القارات الأقل تعدادًا من حيث السكان والمساحة، لكنها تتميز بتنوع اقتصادي وجغرافي كبير، حيث تضم دولًا متقدمة ذات اقتصادات قوية مثل أستراليا ونيوزيلندا، إلى جانب دول جزرية صغيرة تعتمد على السياحة والتحويلات الخارجية. وفي عام 2023، برزت عدة دول في أوقيانوسيا من حيث مؤشرات الغنى بناءً على الناتج المحلي الإجمالي للفرد، والقوة الشرائية، والاحتياطات الطبيعية، والبنية التحتية، ومؤشرات التنمية البشرية. يعتمد هذا التصنيف على بيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤشرات الأمم المتحدة.

1. أستراليا – القوة الاقتصادية الكبرى في أوقيانوسيا

تُعد أستراليا بلا منازع أغنى دولة في قارة أوقيانوسيا، وتمثل أكثر من 70% من إجمالي الناتج المحلي للقارة. بلغ الناتج المحلي الإجمالي لأستراليا في عام 2023 حوالي 1.7 تريليون دولار أمريكي، وبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي حوالي 65,000 دولار أمريكي، ما يضعها في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديًا.

تتميز أستراليا باقتصاد متنوع قائم على الموارد الطبيعية الوفيرة مثل الفحم، الحديد، الذهب، الغاز الطبيعي، والزراعة، إلى جانب قطاع خدمات متقدم يشمل التعليم والصحة والتأمين والسياحة. كما أن استقرارها السياسي والبنية التحتية المتقدمة والنظام القانوني الفعال يجعلها مركزًا لجذب الاستثمارات العالمية.

2. نيوزيلندا – قوة اقتصادية صاعدة

تحتل نيوزيلندا المرتبة الثانية، وهي دولة ذات اقتصاد مرن ومتنوع يعتمد على الزراعة الحديثة (خصوصًا تصدير منتجات الألبان واللحوم)، والسياحة، والتعليم الدولي، والخدمات. بلغ الناتج المحلي الإجمالي لنيوزيلندا في عام 2023 حوالي 250 مليار دولار أمريكي، بينما بلغ نصيب الفرد حوالي 48,000 دولار أمريكي.

تتميز نيوزيلندا بارتفاع مؤشرات التنمية البشرية، وبيئة أعمال مواتية، واستثمار كبير في الاقتصاد الأخضر، ما يجعلها من أكثر الدول تنافسية في المنطقة.

3. بالاو – اقتصاد سياحي قوي رغم صغر الحجم

على الرغم من صغر مساحة بالاو وقلة سكانها، إلا أنها تصنف ضمن أغنى دول أوقيانوسيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد. في عام 2023، بلغ الناتج المحلي الإجمالي حوالي 340 مليون دولار أمريكي فقط، لكن نصيب الفرد تجاوز 19,000 دولار أمريكي.

يعتمد اقتصاد بالاو بشكل كبير على السياحة البيئية والبحرية، إذ تستقبل البلاد آلاف الزوار سنويًا لجمالها الطبيعي. كما تستفيد بالاو من المساعدات الخارجية، خصوصًا من الولايات المتحدة، في إطار “الاتفاق الحر للارتباط”.

4. ناورو – الغنى الطبيعي رغم التحديات الاقتصادية

كانت ناورو في العقود الماضية من أغنى دول العالم من حيث الدخل الفردي بسبب استغلال الفوسفات. ورغم التراجع الكبير بعد نضوب معظم احتياطيات الفوسفات، إلا أن الاقتصاد شهد تعافيًا نسبيًا في العقدين الأخيرين بدعم من التمويلات الأجنبية.

بلغ الناتج المحلي الإجمالي لجزيرة ناورو في عام 2023 حوالي 130 مليون دولار أمريكي، ونصيب الفرد ما يقارب 11,000 دولار أمريكي. كما أن البلاد تستفيد من اتفاقيات الاحتجاز الخاصة بالمهاجرين مع أستراليا والتي توفر لها عوائد مالية كبيرة.

5. نيوي – دولة جزرية صغيرة ذات دخل مرتفع للفرد

نيوي، وهي جزيرة تابعة لنيوزيلندا، تتمتع بدخل فردي مرتفع نسبيًا رغم قلة الناتج المحلي الإجمالي الإجمالي والذي لم يتجاوز 25 مليون دولار أمريكي في 2023. لكن عدد السكان القليل (أقل من 2,000 نسمة) يجعل نصيب الفرد يتجاوز 12,000 دولار أمريكي.

يعتمد اقتصاد نيوي على التحويلات المالية من الجاليات، الدعم النيوزيلندي، السياحة البيئية، وبعض صادرات الفاكهة.

6. تونغا – اقتصاد يعتمد على التحويلات والمساعدات الخارجية

تونغا هي من الدول التي تعتمد بشكل كبير على التحويلات الخارجية، والتي تمثل أكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي. في عام 2023، بلغ الناتج المحلي الإجمالي لتونغا حوالي 600 مليون دولار أمريكي، ونصيب الفرد بلغ حوالي 6,500 دولار أمريكي.

تُعرف تونغا بنظام ملكي تقليدي مستقر نسبيًا، وباقتصاد يعتمد على الزراعة، صيد الأسماك، والسياحة.

7. فيجي – المركز الاقتصادي في جنوب المحيط الهادئ

فيجي هي واحدة من أكبر اقتصادات دول جزر المحيط الهادئ، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 حوالي 5.4 مليار دولار أمريكي، ونصيب الفرد حوالي 5,800 دولار أمريكي.

يعتمد اقتصاد فيجي على السياحة، السكر، الملابس، وتحويلات المغتربين. كما تسعى الحكومة لتطوير قطاع التكنولوجيا المالية والبنية التحتية الرقمية لجذب الاستثمارات.

8. ميكرونيزيا – مساعدات خارجية ومحاولات تنويع الاقتصاد

تستفيد الولايات الفيدرالية لميكرونيزيا من المساعدات المالية الأمريكية بموجب “الاتفاق الحر للارتباط”، وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي حوالي 420 مليون دولار أمريكي، بينما بلغ نصيب الفرد حوالي 4,000 دولار أمريكي.

الاقتصاد لا يزال هشًا، ويعتمد على الزراعة التقليدية، الصيد، والخدمات العامة، لكن هناك توجهات لتعزيز القطاع السياحي والبنية التحتية.

9. جزر مارشال – موارد خارجية ومكانة جيوسياسية مهمة

تتمتع جزر مارشال بموقع استراتيجي مهم وتستفيد من التمويلات الخارجية، خصوصًا من الولايات المتحدة. بلغ الناتج المحلي الإجمالي للجزر في 2023 حوالي 270 مليون دولار أمريكي، بينما بلغ نصيب الفرد حوالي 3,900 دولار أمريكي.

الاقتصاد يعتمد على الخدمات، صيد الأسماك، وبعض الصناعات الخفيفة، إلى جانب دور الجزر في برامج التجارب النووية الأمريكية في القرن العشرين والتي لا تزال تؤثر على التمويل الخارجي.

10. ساموا – اقتصاد زراعي وسياحي

سجلت ساموا نموًا اقتصاديًا معتدلًا، بلغ الناتج المحلي حوالي 900 مليون دولار أمريكي، ونصيب الفرد يقارب 4,300 دولار أمريكي. يعتمد الاقتصاد على الزراعة (خصوصًا جوز الهند والموز)، إلى جانب السياحة والخدمات.

تسعى الحكومة إلى تطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع التحويلات الخارجية والاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة.

جدول مقارنة بين أغنى 10 دول في أوقيانوسيا (2023)

تحليل شامل للمشهد الاقتصادي في أوقيانوسيا

تشير البيانات إلى تباين كبير في الثروة بين دول أوقيانوسيا، إذ تهيمن أستراليا ونيوزيلندا على الجزء الأكبر من النشاط الاقتصادي في القارة، بينما تعتمد باقي الدول على مساعدات خارجية وتحويلات مالية وسياحة محدودة. التحديات تشمل التغير المناخي الذي يهدد الجزر الصغيرة، والاعتماد الزائد على قطاع أو مصدر دخل واحد، ما يجعل الاقتصادات الجزرية عرضة للتقلبات العالمية.

في المقابل، هناك فرص كبيرة للنمو من خلال الاستثمارات في الطاقة المتجددة، السياحة البيئية، والتحول الرقمي، لا سيما في الدول الجزرية التي تسعى لتعويض بعدها الجغرافي عن مراكز التجارة الدولية. جهود تحسين البنية التحتية والتعليم والتنمية البشرية تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الاستقرار الاقتصادي وزيادة متوسط دخل الفرد على المدى الطويل.

المراجع:

• International Monetary Fund – World Economic Outlook Database, 2023

• World Bank – DataBank, 2023