أكثر 10 دول تعاني من التوحد في العالم
يعد التوحد أحد الاضطرابات العصبية التي تؤثر على النمو السلوكي واللغوي للأطفال، وقد أصبح موضوعًا ذا اهتمام عالمي في العقود الأخيرة. ومع تطور أبحاث الطب النفسي وعلم الأعصاب، تم التوصل إلى أن انتشار التوحد في العالم يختلف من دولة إلى أخرى بناءً على عوامل عدة تشمل التشخيص المبكر، مستوى الوعي العام، والموارد المتاحة للتشخيص والعلاج. في هذا المقال، سنتناول أكثر الدول التي تعاني من ارتفاع نسب الإصابة بالتوحد في العالم، مع النظر إلى الأسباب المحتملة وراء ذلك.
1. الولايات المتحدة الأمريكية
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من بين الدول التي تسجل أعلى معدلات انتشار لاضطراب التوحد. وفقًا للتقارير الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن معدل الإصابة بالتوحد في الولايات المتحدة بلغ نحو 1 من كل 44 طفلًا في عام 2021، مما يضعها في صدارة الدول التي تعاني من التوحد. يعتبر هذا الارتفاع الملحوظ ناتجًا عن زيادة الوعي بتشخيص التوحد واستخدام أدوات تشخيصية أكثر دقة. كما أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية التي قد تساهم في هذا الارتفاع، بالإضافة إلى التحسينات في الفحوصات الطبية التي ساعدت على اكتشاف الحالات بشكل أفضل.
2. كندا
تسجل كندا معدلات انتشار عالية للتوحد، حيث تشير الدراسات إلى أن معدل الإصابة يبلغ حوالي 1 من كل 66 طفلًا. تشمل الأسباب الرئيسية لهذا الانتشار المرتفع تعزيز برامج الفحص المبكر وتشخيص التوحد في المدارس والمراكز الطبية. من المهم أيضًا أن كندا تعتبر من الدول المتقدمة في توفير الرعاية الصحية والتعليم الخاص بالأطفال المصابين بالتوحد، مما يسهم في إحصاء حالات الإصابة بشكل أفضل. كما أن كندا تمتلك قوانين صارمة بشأن تقديم الدعم للأسر التي تعاني من أطفال مصابين بالتوحد، مما قد يؤدي إلى زيادة الكشف عن الحالات.
3. السويد
تتمتع السويد بسمعة مرموقة في مجال الرعاية الصحية، وقد أثبتت الدراسات أن لديها معدلات مرتفعة من الإصابة بالتوحد. يقدر أن 1 من كل 50 طفلًا في السويد يعانون من اضطراب طيف التوحد، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التقدم الكبير في أساليب التشخيص، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة. تحظى السويد بتنوع كبير في الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتوحد، مما يساهم في توثيق الحالات بدقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعم الحكومي القوي يوفر خدمات طبية وتعليمية متخصصة للأطفال المصابين بالتوحد.
4. النرويج
النرويج هي دولة أخرى تسجل نسبًا عالية من الإصابة بالتوحد، حيث تُظهر التقارير أن 1 من كل 56 طفلًا يُصاب بالتوحد. يعود هذا المعدل المرتفع إلى عدة عوامل، أبرزها تحسين تقنيات الفحص المبكر، والوعي المتزايد حول التوحد في المجتمع، بالإضافة إلى البنية التحتية الممتازة للرعاية الصحية في البلاد. يعزى أيضًا إلى وجود مجموعة واسعة من الدراسات التي تركز على أبحاث التوحد، مما يسمح بتوثيق أكبر لعدد الحالات.
5. أستراليا
في أستراليا، تشير الدراسات إلى أن 1 من كل 70 طفلًا يعاني من اضطراب طيف التوحد، مما يضعها ضمن الدول ذات المعدلات المرتفعة. تتبنى أستراليا سياسات تشخيصية متقدمة وتهتم بتوفير دعم شامل للأطفال المصابين بالتوحد. يُعزى ارتفاع معدل التوحد في البلاد إلى تحسين أدوات التشخيص ووجود سياسات تعليمية تدعم الأطفال المصابين بهذا الاضطراب. كما أن الوعي المجتمعي بشأن التوحد ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما يسهم في التعرف على الحالات بشكل أسرع.
6. اليابان
اليابان تُعد واحدة من الدول التي لديها معدل إصابة مرتفع باضطراب طيف التوحد، حيث تشير الدراسات إلى أن 1 من كل 89 طفلًا يعانون من التوحد. تعد اليابان من الدول التي تعتمد على التكنولوجيا في تشخيص العديد من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك التوحد. تكمن الأسباب وراء هذا المعدل المرتفع في زيادة الوعي الطبي، وتحسين برامج الفحص، فضلاً عن ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي حول هذا الاضطراب.
7. المملكة المتحدة
المملكة المتحدة تسجل أيضًا معدلات مرتفعة من الإصابة بالتوحد، حيث يُقدر أن 1 من كل 100 طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد. يعود هذا إلى زيادة الوعي لدى المهنيين الصحيين وأسر الأطفال حول الأعراض المبكرة للتوحد. وتساهم برامج الكشف المبكر في المدارس والمراكز الصحية في اكتشاف الحالات بشكل أسرع، مما يؤدي إلى زيادة معدل تشخيص التوحد في هذه البلاد. كما أن المملكة المتحدة توفر برامج دعم فعالة للمصابين بالتوحد، مما يعزز من الإحصائيات.
8. الدنمارك
تتمتع الدنمارك بمعدلات مرتفعة من التوحد، إذ تشير الدراسات إلى أن معدل الإصابة يبلغ حوالي 1 من كل 65 طفلًا. يعود هذا الارتفاع إلى السياسات الصحية المتطورة التي تتيح اكتشاف الحالات في مراحل مبكرة. كما أن هناك مجموعة من الأبحاث التي تركز على دراسة أسباب التوحد في الدنمارك، مما يساهم في تسجيل الحالات بشكل أفضل.
9. فرنسا
تشير الدراسات في فرنسا إلى أن حوالي 1 من كل 150 طفلًا يُصاب بالتوحد. رغم أن فرنسا لا تُعد من بين الدول التي تسجل أعلى معدلات إصابة بالتوحد، فإن لديها نظامًا صحيًا متطورًا يوفر التشخيص المبكر. تُعتبر الزيادة في عدد حالات التوحد في فرنسا جزءًا من التحسن العام في قدرة الأطباء والمختصين على التعرف على الأعراض بشكل أفضل.
10. إسرائيل
إسرائيل تسجل أيضًا معدلات مرتفعة من التوحد، حيث يُقدر أن 1 من كل 100 طفل يعاني من التوحد. يشهد هذا البلد ازديادًا في الوعي المجتمعي حول التوحد، مما ساعد في تحسين معدلات التشخيص. كما أن إسرائيل تستثمر في البحث العلمي المتعلق بالتوحد وتوفر خدمات طبية وتعليمية متقدمة للأطفال المصابين.
عوامل تساهم في زيادة انتشار التوحد
عدة عوامل قد تسهم في ارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد في بعض الدول مقارنة بأخرى، ومنها:
-
التشخيص المبكر: دول مثل الولايات المتحدة وكندا والسويد تتمتع بأنظمة طبية متطورة قادرة على تشخيص التوحد في مراحل مبكرة، مما يساهم في زيادة عدد الحالات المكتشفة.
-
الوعي المجتمعي: زيادة الوعي في المجتمع حول أعراض التوحد وتوفير برامج تعليمية وتوعوية تدعم الأسر على اكتشاف الأعراض في الوقت المناسب.
-
التحسينات في أدوات التشخيص: بعض الدول تبنت تقنيات فحص متقدمة مما يساعد في تشخيص الحالات بدقة أكبر مقارنة بالدول الأخرى التي قد تكون أدوات تشخيصها أقل تطورًا.
-
البيئة الوراثية: تساهم العوامل الوراثية في انتشار التوحد، وقد تكون بعض الدول أكثر عرضة لهذه العوامل مقارنة بدول أخرى.
-
الدعم الطبي والتعليمي: وجود برامج دعم متطورة للأطفال المصابين بالتوحد قد يؤدي إلى زيادة عدد الحالات المكتشفة، حيث توفر بعض الدول الرعاية الشاملة للأطفال المصابين، مما يساهم في الإحصائيات.
الخلاصة
انتشار التوحد في العالم يختلف بشكل ملحوظ من دولة إلى أخرى بسبب عدد من العوامل، بما في ذلك تحسين التشخيص، ووجود أنظمة دعم متكاملة، وارتفاع الوعي المجتمعي. الدول التي تتمتع بأنظمة صحية وتعليمية متقدمة هي الأكثر قدرة على اكتشاف الحالات في وقت مبكر، مما يؤدي إلى تسجيل معدلات مرتفعة. كما أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية التي قد تؤثر في زيادة معدلات الإصابة، وهو ما يستدعي المزيد من البحث والتطوير في مجال علم الأعصاب والطب النفسي لفهم هذا الاضطراب بشكل أفضل.
