أعراض وأسباب ورم الدماغ

كيفية معرفة وجود ورم في الدماغ

تعد أورام الدماغ من الحالات الصحية الخطيرة التي قد تصيب الإنسان، وهي تتطلب تشخيصاً دقيقاً وعلاجاً سريعاً. ورغم أن وجود ورم في الدماغ قد يكون غير محسوس في المراحل المبكرة، إلا أن هناك العديد من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بهذه الحالة. يتطلب تشخيص الورم في الدماغ تقييمًا شاملاً من قبل الأطباء المتخصصين في هذا المجال، إذ لا يمكن الاعتماد على الأعراض فقط لتحديد وجود الورم. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كيفية معرفة وجود ورم في الدماغ، الأعراض المرتبطة به، العوامل التي تؤدي إلى الإصابة، والفحوصات والتقنيات المستخدمة للكشف عن الأورام الدماغية.

1. أعراض ورم الدماغ

تتعدد الأعراض التي قد تشير إلى وجود ورم في الدماغ، وقد تختلف هذه الأعراض حسب نوع الورم، حجمه، والمكان الذي يتواجد فيه. من أهم الأعراض التي قد يشعر بها المصاب:

أ. الصداع المتكرر والمفاجئ

الصداع هو من الأعراض الأكثر شيوعًا عند المصابين بأورام الدماغ، وخاصة إذا كان الصداع جديدًا أو يزداد شدة مع مرور الوقت. قد يشعر المريض بصداع غير مفسر يبدأ في الصباح أو يزداد بعد السعال أو العطس. في بعض الحالات، قد يكون الصداع مصحوبًا بالغثيان والقيء.

ب. الغثيان والقيء

تعد هذه الأعراض شائعة خاصة في الصباح. عند الضغط على منطقة معينة في الدماغ بسبب الورم، قد يحدث اضطراب في توازن الضغط داخل الجمجمة، مما يؤدي إلى شعور بالغثيان والقيء. يمكن أن تكون هذه الأعراض شديدة لدرجة أن المريض قد يجد صعوبة في القيام بنشاطاته اليومية.

ج. التغيرات في الرؤية أو السمع

قد يؤدي الورم في الدماغ إلى تأثيرات في الأعصاب المرتبطة بالحواس، مما يسبب مشاكل في الرؤية أو السمع. يعاني البعض من ضعف أو ضبابية في الرؤية، بينما قد يعاني آخرون من فقدان جزئي للسمع أو سماع أصوات غير موجودة (طنين في الأذن).

د. مشاكل في التنسيق الحركي والتوازن

الأورام التي تؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في الحركة والتنسيق الحركي قد تؤدي إلى صعوبة في المشي، ضعف في التنسيق بين الأطراف، أو عدم التوازن. قد يعاني المريض أيضًا من ضعف مفاجئ في أحد الأطراف، مما قد يسبب صعوبة في القيام بالحركات اليومية.

هـ. النوبات (التشنجات)

قد تكون النوبات أحد الأعراض المرتبطة بورم في الدماغ، خاصة إذا كان الشخص غير مصاب بالنوبات في السابق. تكون النوبات ناجمة عن النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ بسبب الضغط الناتج عن الورم.

و. التغيرات في الشخصية أو السلوك

قد يؤدي الورم إلى تغييرات في الشخصية والسلوك. يمكن أن يعاني المريض من تقلبات مزاجية، صعوبة في التركيز، أو حتى تدهور في القدرة على اتخاذ القرارات. قد يتغير أيضًا مستوى الوعي والانتباه، حيث يصبح الشخص أكثر تشوشًا أو أقل استجابة.

ز. ضعف العضلات أو الشلل

إذا كان الورم يؤثر على أجزاء الدماغ المسؤولة عن حركة العضلات، فقد يشعر المريض بضعف مفاجئ أو شلل في أحد أطرافه أو في جانبي جسمه.

2. العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بورم الدماغ

على الرغم من أن أسباب الإصابة بأورام الدماغ قد تكون غير مفهومة بالكامل، إلا أن هناك عدة عوامل قد تسهم في زيادة احتمالية حدوث هذه الأورام. من أبرز هذه العوامل:

أ. الوراثة

التاريخ العائلي يعتبر من أهم العوامل التي قد تساهم في تطور أورام الدماغ. الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بسرطان الدماغ قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالورم.

ب. التعرض للإشعاع

التعرض لإشعاع عالي المستوى، سواء بسبب العلاج الإشعاعي أو بسبب بيئة العمل أو البيئة المحيطة، قد يزيد من خطر الإصابة بأورام الدماغ. يعتبر العلاج الإشعاعي لأورام أخرى، مثل سرطان الرأس والعنق، من العوامل التي قد ترفع احتمالية الإصابة بورم في الدماغ.

ج. العمر والجنس

تختلف أنواع أورام الدماغ من حيث التأثير على الذكور والإناث، كما أن بعض الأنواع أكثر شيوعًا في فئات عمرية معينة. على سبيل المثال، الأورام التي تنشأ من الخلايا الدبقية تظهر بشكل أكثر شيوعًا في البالغين، في حين أن الأورام السحائية أكثر شيوعًا في النساء.

د. التعرض للمواد الكيميائية السامة

البعض يعتقد أن التعرض للمواد الكيميائية السامة قد يسهم في تطوير الأورام الدماغية. وتشمل هذه المواد، على سبيل المثال، المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة أو المواد الصناعية التي قد تحتوي على ملوثات كيميائية.

هـ. الأمراض الوراثية

بعض الأمراض الوراثية مثل متلازمة “ناير” ومتلازمة “رثيود” قد تزيد من احتمالية تطور الأورام في الدماغ. هذه المتلازمات تؤدي إلى ضعف في عمل بعض الجينات التي تساعد في منع نمو الأورام.

3. التقنيات والفحوصات المستخدمة في الكشف عن أورام الدماغ

للتأكد من وجود ورم في الدماغ، يقوم الأطباء باستخدام مجموعة من التقنيات والفحوصات المتقدمة التي تساعد في تشخيص الحالة بشكل دقيق:

أ. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يعد التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) من أكثر الوسائل استخدامًا لتشخيص أورام الدماغ. يوفر هذا الفحص صورًا دقيقة للدماغ، مما يساعد الأطباء في تحديد حجم الورم وموقعه بدقة. كما يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي في متابعة تطور الورم بعد العلاج.

ب. التصوير المقطعي المحوسب (CT)

يعد التصوير المقطعي المحوسب (CT) أيضًا أداة مهمة في تشخيص أورام الدماغ. يستخدم هذا الفحص الأشعة السينية لالتقاط صور مقطعية للدماغ، ويعتبر مفيدًا في تحديد إذا ما كان هناك تورم أو نزيف في الدماغ نتيجة للورم.

ج. التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)

يعد فحص PET من الفحوصات المتقدمة التي توفر معلومات تفصيلية حول النشاط الخلوي في الدماغ. يمكن أن يساعد هذا الفحص في الكشف عن الأورام التي قد لا تظهر بوضوح في فحوصات MRI أو CT.

د. الخزعة

في بعض الحالات، قد يقرر الطبيب أخذ عينة من الورم لفحصها تحت المجهر (خزعة). يساعد فحص العينة في تحديد نوع الورم وتحديد ما إذا كان حميدًا أم خبيثًا.

هـ. اختبارات الدم

تساعد بعض اختبارات الدم في تقديم مؤشرات على وجود ورم في الدماغ، مثل وجود علامات ورم في الدم التي يمكن أن ترتفع في حالة الأورام الخبيثة.

4. تشخيص الأورام الدماغية لدى الأطفال

الأورام الدماغية لا تقتصر على البالغين فقط، بل يمكن أن تصيب الأطفال أيضًا. يتميز تشخيص الأورام في الأطفال بالصعوبة نظرًا لاختلاف الأعراض التي قد تظهر في هذه الفئة العمرية. الأعراض قد تشمل تراجع في القدرات العقلية، ضعف في النمو البدني، وتغيرات في السلوك.

5. علاج أورام الدماغ

تعتمد طريقة العلاج على نوع الورم وحجمه وموقعه. تشمل العلاجات الرئيسية:

أ. الجراحة

إذا كان الورم في مكان يمكن الوصول إليه جراحيًا، قد يقرر الأطباء إزالة الورم جراحيًا. قد تكون الجراحة هي العلاج الوحيد في بعض الحالات.

ب. العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي لاستهداف الخلايا السرطانية وقتلها. قد يتم استخدامه بعد الجراحة أو كعلاج رئيسي إذا كان الورم غير قابل للإزالة.

ج. العلاج الكيميائي

يشمل استخدام الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية. قد يستخدم العلاج الكيميائي جنبًا إلى جنب مع العلاج الإشعاعي أو الجراحة.

د. العلاجات المستهدفة والعلاج المناعي

تعد العلاجات المستهدفة والعلاج المناعي من الخيارات الحديثة التي تستخدم لعلاج الأورام الدماغية من خلال استهداف خلايا الورم مباشرة أو تعزيز قدرة جهاز المناعة على مقاومة الورم.

6. التوقعات المستقبلية لمرضى أورام الدماغ

تختلف التوقعات المستقبلية للمريض اعتمادًا على نوع الورم ومراحله ونجاح العلاج. في حال تم الكشف عن الورم مبكرًا، فإن الفرص في التعافي تكون أكبر. ومع ذلك، فإن الأورام الخبيثة تتطلب علاجًا مستمرًا، وقد تكون التحديات أكبر في الحالات المتقدمة.

الخلاصة

تشخيص ورم الدماغ يعتمد على الأعراض التي قد تظهر في المراحل المبكرة، ولكن لا يمكن تأكيد وجوده إلا عبر الفحوصات الطبية المتقدمة مثل التصوير بالرنين