أعراض نقص هرمون الغدة الجار درقية
الغدة الجار درقية هي غدد صغيرة تقع خلف الغدة الدرقية وتعد من الغدد الصماء المهمة التي تفرز هرمون الجار درقية (PTH)، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم مستوى الكالسيوم والفوسفور في الدم. يحدث نقص هرمون الجار درقية عندما تكون هناك مشكلة في إفراز هذا الهرمون مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم، وهو ما يسمى بـ “نقص هرمون الجار درقية”. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أعراض هذا النقص، كيف يؤثر على الجسم، وكيفية التشخيص والعلاج.
دور هرمون الجار درقية في الجسم
قبل الحديث عن الأعراض، من المهم فهم وظيفة هرمون الجار درقية في الجسم. يعمل هذا الهرمون على:
-
تنظيم مستوى الكالسيوم والفوسفور في الدم: يساهم هرمون الجار درقية في الحفاظ على توازن الكالسيوم عن طريق زيادة امتصاصه من الأمعاء، وتحفيز تحرره من العظام، وتقليل خسارته عبر الكلى.
-
التحكم في تفاعلات الأنسجة والعظام: يعزز هرمون الجار درقية النشاط الأيضي في العظام، مما يساعد في الحفاظ على كثافة العظام وقوتها.
أسباب نقص هرمون الجار درقية
قد يحدث نقص هرمون الجار درقية نتيجة لعدة أسباب رئيسية، منها:
-
إزالة أو تلف الغدد الجار درقية: قد يحدث هذا بعد إجراء جراحة في الغدة الدرقية أو إزالة الغدد الجار درقية عن طريق الخطأ.
-
التليف الوراثي: يمكن أن يكون نقص هرمون الجار درقية ناتجًا عن مشاكل وراثية تتسبب في تلف الغدد الجار درقية.
-
العدوى أو التسمم: العدوى أو التسمم الكيميائي يمكن أن يؤثر أيضًا على قدرة الغدد الجار درقية على إفراز الهرمون.
-
نقص المغنيسيوم في الدم: يعد نقص المغنيسيوم من العوامل التي قد تساهم في نقص إفراز هرمون الجار درقية.
-
أمراض المناعة الذاتية: في بعض الحالات، قد يهاجم الجهاز المناعي الغدد الجار درقية، مما يؤدي إلى نقص الهرمون.
أعراض نقص هرمون الجار درقية
نقص هرمون الجار درقية يؤدي إلى انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم، وهو ما يعرف بالهيبوكالسيما. تتنوع أعراض هذا النقص وتتفاوت من شخص لآخر بناءً على درجة النقص ومدى سرعة تطوره. الأعراض تشمل:
1. التشنجات العضلية
تعتبر التشنجات العضلية من أكثر الأعراض شيوعًا لنقص هرمون الجار درقية. يحدث ذلك بسبب انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم، وهو أمر ضروري لوظيفة العضلات. يمكن أن تصيب التشنجات العضلية أي جزء من الجسم، ولكنها غالبًا ما تحدث في اليدين والقدمين. قد تكون التشنجات مؤلمة وفي بعض الحالات، قد تتطور إلى تشنجات طويلة الأمد.
2. تنميل أو وخز في الأطراف
تنميل اليدين أو القدمين، أو الشعور بوخز في الفم أو الأصابع، هو من الأعراض الأخرى الشائعة. هذا يحدث بسبب انخفاض مستويات الكالسيوم، الذي يلعب دورًا في نقل الإشارات العصبية. يؤدي نقص الكالسيوم إلى اختلال في وظيفة الأعصاب، مما يسبب الإحساس بالتنميل أو الوخز.
3. ضعف العضلات
من الأعراض التي قد تظهر أيضًا هو ضعف العضلات، خاصة في الأطراف السفلية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في الوقوف لفترات طويلة أو المشي. يؤثر نقص الكالسيوم في الأداء الطبيعي للعضلات، مما يسبب شعورًا عامًا بالإرهاق وعدم القدرة على تنفيذ الحركات بسهولة.
4. مشاكل في القلب
إن نقص هرمون الجار درقية يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في النظام الكهربائي للقلب. يؤدي انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم إلى تأثير سلبي على ضربات القلب، مما قد يتسبب في تسارع غير طبيعي أو بطء في نبضات القلب، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة مثل الرجفان الأذيني.
5. القلق والتوتر
تترافق حالات نقص هرمون الجار درقية مع أعراض نفسية قد تشمل القلق والتوتر الشديد. يعاني بعض المرضى من اضطرابات مزاجية مثل الاكتئاب والتهيج، وهو ما قد يكون نتيجة لتأثير نقص الكالسيوم على الجهاز العصبي المركزي.
6. ضعف العظام
نقص هرمون الجار درقية يؤدي إلى تأثير طويل الأمد على صحة العظام. بسبب التأثيرات المتناقضة على العظام، قد يؤدي نقص هرمون الجار درقية إلى هشاشة العظام وزيادة خطر الكسور. الأشخاص الذين يعانون من هذا النقص قد يكونون عرضة للإصابة بالكسور بسهولة أكبر من غيرهم.
7. مشاكل في الأسنان
قد يعاني المرضى من مشاكل في الأسنان مثل تسوس الأسنان أو مشاكل في نمو الأسنان، وذلك بسبب نقص الكالسيوم الضروري لصحة الأسنان. قد يلاحظ البعض تأخر في نمو الأسنان الدائمة أو ضعف مينا الأسنان.
8. التعب والإرهاق
الشعور بالتعب والإرهاق الدائم هو من الأعراض الشائعة لنقص هرمون الجار درقية. يحدث هذا لأن نقص الكالسيوم يؤثر على العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك وظيفة العضلات والجهاز العصبي، مما يساهم في الشعور العام بالضعف والإرهاق.
9. تشوش الذهن
يمكن أن يتسبب نقص هرمون الجار درقية في مشاكل في التركيز والتذكر، حيث يعاني بعض المرضى من اضطرابات في الذاكرة وقلة التركيز. هذه الأعراض قد تكون نتيجة لتأثير انخفاض الكالسيوم على الدماغ والجهاز العصبي.
10. اضطرابات في النوم
يعاني بعض الأشخاص المصابين بنقص هرمون الجار درقية من صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل. قد يكون هذا بسبب تأثيرات نقص الكالسيوم على الأنظمة العصبية المسؤولة عن تنظيم النوم.
التشخيص والعلاج
1. التشخيص
يتم تشخيص نقص هرمون الجار درقية عادةً عن طريق فحص الدم. أهم فحص يتم إجراءه هو قياس مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم، بالإضافة إلى قياس مستويات هرمون الجار درقية. قد يتطلب الأمر أيضًا فحوصات إضافية لتحديد السبب الكامن وراء النقص، مثل فحص مستويات المغنيسيوم أو اختبار وظائف الغدة الدرقية.
2. العلاج
يعتمد علاج نقص هرمون الجار درقية على السبب والحدة. العلاج قد يشمل:
-
المكملات الغذائية: في حالات نقص الكالسيوم والفوسفور، يتم إعطاء المكملات لتحسين مستويات الكالسيوم في الدم. المكملات قد تشمل كربونات الكالسيوم أو سترات الكالسيوم.
-
هرمون الجار درقية الصناعي: في حالات نقص شديد، قد يحتاج المريض إلى أخذ هرمون الجار درقية صناعي، الذي يساعد في زيادة مستوى الكالسيوم.
-
العلاج بالمغنيسيوم: إذا كان نقص المغنيسيوم هو السبب، قد يُعطى المريض مكملات المغنيسيوم.
-
العلاج الجراحي: في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى جراحة لاستئصال الأنسجة المتضررة أو لعلاج السبب الكامن وراء النقص، مثل إزالة الغدد الجار درقية.
الخلاصة
نقص هرمون الجار درقية هو حالة طبية خطيرة تؤثر على توازن الكالسيوم في الجسم وتسبب أعراضًا متعددة تشمل التشنجات العضلية، التنميل، ضعف العضلات، مشاكل في القلب والعظام، وأعراض نفسية أخرى. من المهم تشخيص الحالة مبكرًا وعلاجها بشكل فعال لتجنب المضاعفات.
