أعراض نقص هرمون الإستروجين عند النساء

يُعد هرمون الإستروجين من أهم الهرمونات الجنسية الأنثوية التي تلعب دورًا حيويًا في صحة المرأة ووظائفها الجسدية والنفسية. يُنتج الإستروجين بشكل رئيسي في المبايض، ويُشارك في تنظيم الدورة الشهرية، الحفاظ على صحة العظام، تنظيم الوظائف الجنسية، بالإضافة إلى تأثيراته على الجهاز العصبي والجلد. مع تقدم المرأة في العمر، خاصة في فترة انقطاع الطمث، أو نتيجة لأسباب مرضية أو جراحية، قد ينخفض مستوى هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. في هذا المقال سيتم تناول أهم وأبرز أعراض نقص هرمون الإستروجين عند النساء بالتفصيل، مع شرح علمي وبيان تأثيرات هذا النقص على مختلف أنظمة الجسم.

دور هرمون الإستروجين في الجسم

قبل التعمق في الأعراض، من المهم معرفة الدور الأساسي لهرمون الإستروجين في الجسم، حيث يؤثر على:

• النظام التناسلي: تنظيم نمو بطانة الرحم، والحفاظ على صحة المهبل، وتنظيم الدورة الشهرية.

• الجهاز العظمي: حماية العظام من الهشاشة عن طريق تعزيز امتصاص الكالسيوم والحفاظ على كتلة العظم.

• الجهاز العصبي المركزي: يؤثر في المزاج، والذاكرة، والوظائف الإدراكية.

• الجلد والشعر: يحافظ على نضارة الجلد ومرونته، ويؤثر في صحة الشعر.

• الجهاز القلبي الوعائي: يساهم في الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية ويقلل من خطر تصلب الشرايين.

أسباب نقص هرمون الإستروجين

يتناقص إنتاج الإستروجين غالبًا بسبب:

• انقطاع الطمث الطبيعي (سن اليأس)، حيث يتوقف المبيض عن إنتاج الهرمونات.

• الجراحة، مثل استئصال المبيضين.

• العلاج الكيميائي أو الإشعاعي الذي يؤثر على وظيفة المبيض.

• بعض الأمراض التي تؤثر على الغدد التناسلية أو الغدة النخامية.

• الإجهاد النفسي أو الجسدي الشديد.

• نقص الوزن الحاد أو سوء التغذية.

كل هذه الأسباب تؤدي إلى انخفاض مستويات الإستروجين في الدم، مما يتسبب في ظهور أعراض متعددة على المستويين الجسدي والنفسي.

الأعراض الجسدية لنقص هرمون الإستروجين

1. اضطرابات الدورة الشهرية

يعتبر تغير نمط الدورة الشهرية أو غيابها من أوضح العلامات الدالة على نقص الإستروجين. قد تصبح الدورة غير منتظمة، أو تتوقف تدريجيًا مع اقتراب انقطاع الطمث. يتسبب ذلك في تغيرات في كمية النزيف ومدة الدورة، مما يؤدي إلى عدم انتظام في فترة الحيض.

2. جفاف المهبل وتهيج الأنسجة التناسلية

مع انخفاض الإستروجين، يقل إفراز السوائل المهبلية مما يؤدي إلى جفاف المهبل، وحكة، وتهيج، وألم أثناء الجماع (عسر الجماع). هذا الجفاف يؤثر على راحة المرأة ويزيد من خطر الالتهابات المهبلية.

3. الهبات الساخنة والتعرق الليلي

تحدث الهبات الساخنة بسبب تغيرات في مركز تنظيم الحرارة في الدماغ نتيجة نقص الإستروجين. وتشمل إحساسًا مفاجئًا بالحرارة، احمرار الجلد، وتعرقًا غزيرًا خاصة أثناء الليل، مما يؤثر على جودة النوم ويزيد من التعب والإرهاق.

4. هشاشة العظام

الإستروجين له دور أساسي في الحفاظ على كثافة العظام. نقصه يؤدي إلى تسريع فقدان العظام، مما يجعل المرأة عرضة لهشاشة العظام والكسور، خصوصًا في منطقة الورك والعمود الفقري.

5. تغيرات في الجلد والشعر

يؤدي انخفاض الإستروجين إلى جفاف الجلد، فقدان النضارة، وظهور التجاعيد بشكل مبكر. كما يمكن أن يسبب تساقط الشعر أو ترققه، ما يؤثر على المظهر العام للمرأة.

6. زيادة الوزن وتغير توزيع الدهون

يؤثر نقص الإستروجين على عمليات الأيض، مما قد يسبب زيادة في الوزن، خاصة تراكم الدهون حول منطقة البطن، وهي منطقة مرتبطة بزيادة خطر الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.

7. اضطرابات في الجهاز البولي

يؤدي انخفاض الإستروجين إلى ضعف أنسجة المسالك البولية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بسلس البول، التهابات المسالك البولية، والشعور بالحاجة المتكررة للتبول.

الأعراض النفسية والعصبية لنقص هرمون الإستروجين

1. تغيرات المزاج والقلق

يلعب الإستروجين دورًا هامًا في تنظيم المواد الكيميائية العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهي المسؤولة عن المزاج. نقصه قد يؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة، شعور بالاكتئاب، والقلق المستمر.

2. صعوبة في التركيز وفقدان الذاكرة

تتأثر الوظائف الإدراكية بسبب نقص الإستروجين، فتظهر مشاكل في التركيز، ضعف في الذاكرة القصيرة الأمد، وصعوبة في اتخاذ القرارات.

3. اضطرابات النوم

الهبات الساخنة والتعرق الليلي الناتجين عن نقص الإستروجين يعيقان النوم، مما يؤدي إلى الأرق المزمن أو النوم المتقطع، ويزيد ذلك من الشعور بالتعب والإرهاق الذهني والجسدي.

4. انخفاض الرغبة الجنسية

الإستروجين يلعب دورًا في تحفيز الرغبة الجنسية، ونقصه يسبب انخفاضًا في هذه الرغبة، ما يؤثر على العلاقة الزوجية والجوانب النفسية للمرأة.

تأثير نقص الإستروجين على صحة القلب والأوعية الدموية

قبل انقطاع الطمث، يحمي الإستروجين المرأة من أمراض القلب من خلال تحسين مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وتقليل الكوليسترول الضار (LDL). عند انخفاضه، ترتفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بسبب تغيرات في الدهون الدموية وزيادة تصلب الأوعية الدموية، مما يتطلب مراقبة دورية لحالة القلب والدم.

تشخيص نقص هرمون الإستروجين

يعتمد التشخيص على:

• الفحص الطبي والتاريخ المرضي: تقييم الأعراض الجسدية والنفسية.

• تحاليل الدم: قياس مستويات الإستروجين والهرمونات الأخرى مثل FSH وLH.

• الفحوصات الإضافية: في بعض الحالات مثل قياس كثافة العظام للتأكد من وجود هشاشة.

علاج نقص هرمون الإستروجين

يختلف العلاج حسب شدة الأعراض وسبب النقص، وتشمل الخيارات:

العلاج الهرموني البديل (HRT)

وهو تناول الإستروجين بشكل خارجي لتعويض نقصه، إما بمفرده أو مع البروجستيرون حسب الحالة الصحية. يساعد هذا العلاج في تخفيف معظم الأعراض وتحسين جودة الحياة، لكنه قد لا يكون مناسبًا للجميع بسبب مخاطره المحتملة مثل زيادة خطر بعض أنواع السرطان أو أمراض القلب.

العلاجات غير الهرمونية

تستخدم أدوية لتخفيف الأعراض مثل:

• مضادات الاكتئاب التي تساعد في تحسين المزاج.

• مرطبات ومزلقات مهبلية لعلاج جفاف المهبل.

• مكملات الكالسيوم وفيتامين د لتعزيز صحة العظام.

تغييرات نمط الحياة

• ممارسة الرياضة بانتظام لتقوية العظام وتحسين المزاج.

• تناول نظام غذائي غني بالكالسيوم والفيتامينات.

• تقنيات الاسترخاء واليوغا للحد من التوتر وتحسين النوم.

• الإقلاع عن التدخين وتقليل الكافيين.

جدول يوضح أهم أعراض نقص هرمون الإستروجين وتأثيرها على الجسم

الخلاصة

يُعد نقص هرمون الإستروجين حالة تؤثر بشكل شامل على صحة المرأة الجسدية والنفسية، حيث تظهر أعراض متنوعة تبدأ من اضطرابات في الدورة الشهرية إلى مشاكل أكثر تعقيدًا مثل هشاشة العظام واضطرابات مزاجية. التعرف المبكر على هذه الأعراض وتلقي العلاج المناسب يمكن أن يساهم في تحسين نوعية الحياة والحد من المضاعفات الصحية. يعتبر العلاج الهرموني البديل الخيار الأمثل في كثير من الحالات، مع ضرورة متابعة طبية دقيقة لضمان السلامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تبني نمط حياة صحي ومناسب يعزز من فعالية العلاج ويخفف من الأعراض بشكل ملحوظ.

المصادر

1. Mayo Clinic. “Estrogen deficiency: Symptoms, causes, and treatments.”

2. National Institute on Aging. “Menopause and Estrogen Deficiency.”