أعراض نقص الكالسيوم عند الرضع

أعراض نقص الكالسيوم عند الرضع

يُعد الكالسيوم من العناصر الأساسية لنمو الطفل الرضيع وتطوره الطبيعي، حيث يُشارك بشكل فعّال في بناء العظام والأسنان، وتنظيم انقباض العضلات، وضبط وظيفة القلب، ونقل الإشارات العصبية. وعندما ينخفض مستوى الكالسيوم في دم الرضيع عن الحد الطبيعي، تظهر مجموعة من الأعراض التي قد تكون خفيفة في البداية ولكنها قد تتفاقم إلى حالات خطيرة تتطلب تدخلاً طبياً سريعاً.

يحدث نقص الكالسيوم عند الرضع نتيجة لعدة عوامل، منها ما هو مرتبط بالأم خلال فترة الحمل، أو بنوعية الغذاء الذي يحصل عليه الرضيع بعد الولادة، أو نتيجة لأمراض استقلابية أو هرمونية تؤثر في امتصاص الكالسيوم أو استقلابه. يمكن أن يكون النقص حاداً أو مزمنًا، وقد يظهر خلال الأيام الأولى بعد الولادة أو بعد عدة أشهر حسب السبب الكامن. في هذا المقال، سيتم التطرق بشكل مفصل إلى الأعراض، الأسباب، طرق التشخيص، المضاعفات، وأساليب العلاج والوقاية لنقص الكالسيوم عند الرضع، مع دعم ذلك بأحدث الأدلة العلمية.

أهمية الكالسيوم في مرحلة الرضاعة

الكالسيوم لا يقتصر دوره على بناء العظام فقط، بل يشكل حجر الأساس في:

• تنظيم نبضات القلب.

• نقل الإشارات بين الخلايا العصبية.

• انقباض واسترخاء العضلات.

• عمل الإنزيمات.

• تخثر الدم.

• دعم صحة الأسنان واللثة.

وخلال الشهور الأولى، يعتمد الرضيع اعتماداً كاملاً على حليب الأم أو الحليب الصناعي لتوفير احتياجاته اليومية من الكالسيوم. ويتراوح المعدل الطبيعي لمستوى الكالسيوم الكلّي في دم الرضيع بين 8.5 إلى 10.5 ملغم/ديسيلتر، وفي حال انخفاضه عن 7 ملغم/ديسيلتر يبدأ الجسم بإظهار أعراض واضحة تستدعي الفحص الفوري.

أعراض نقص الكالسيوم عند الرضع

تتفاوت شدة الأعراض حسب درجة النقص وسببه، ويُصنف النقص إلى نوعين: النقص المبكر الذي يظهر خلال أول 72 ساعة من الولادة، والنقص المتأخر الذي يظهر بعد اليوم الثالث أو خلال الشهور الأولى. وتشمل أبرز الأعراض:

1. التهيج والبكاء المستمر

يُعد من أولى العلامات التي تشير إلى وجود خلل في مستويات الكالسيوم. يبكي الرضيع بشكل غير معتاد، ويصعب تهدئته حتى بعد الرضاعة أو تغيير الحفاض.

2. اضطرابات النوم

يعاني الطفل من صعوبة في النوم، ويستيقظ عدة مرات خلال الليل، كما قد يعاني من نوم متقطع وغير مريح.

3. الرعشة أو التشنجات العضلية

يؤدي نقص الكالسيوم إلى فرط استثارة الجهاز العصبي، ما ينتج عنه تشنجات عضلية في الأطراف أو الوجه، أو نفضات خفيفة متكررة.

4. مشاكل في الرضاعة

يواجه الرضيع صعوبة في المص والبلع نتيجة ضعف عضلات الفم، وقد يرفض الرضاعة تماماً.

5. الخمول وضعف النشاط العام

يصبح الطفل أقل تفاعلاً مع المحيط، ويفتقد للطاقة اللازمة للحركة أو اللعب، وقد يبدو مرهقاً طوال الوقت.

6. ضيق التنفس أو توقف النفس المؤقت

في الحالات الشديدة، قد تظهر نوبات من توقف التنفس المؤقت أو ضيق حاد في التنفس نتيجة لتأثير النقص على العضلات التنفسية.

7. تشنجات كاملة (نوبات صرعية)

تظهر عادة في حالات النقص الحاد عندما ينخفض الكالسيوم لمستويات مقلقة، ويكون ذلك مصحوباً بفقدان للوعي أو رجفان عام في الجسم.

8. انخفاض ضغط الدم وبطء نبضات القلب

الكالسيوم أساسي لتنظيم وظيفة القلب، ونقصه يسبب بطء ضربات القلب أو انخفاض ضغط الدم بشكل يهدد الحياة.

9. تأخر في التسنين أو نمو غير طبيعي للعظام

يُلاحظ على المدى الطويل تأخر في بزوغ الأسنان، أو حدوث تشوهات في العظام مثل لين العظام أو الكساح.

10. ضعف نمو الوزن والطول

نتيجة لفشل عملية التمثيل الغذائي الطبيعي، لا يكتسب الطفل الوزن أو الطول المتوقع لعمره.

الأسباب الشائعة لنقص الكالسيوم عند الرضع

يختلف السبب حسب توقيت ظهور الأعراض، ويُصنّف إلى أسباب تتعلق بالمرحلة الجنينية أو مرحلة ما بعد الولادة:

1. نقص الكالسيوم المبكر

• سكري الحمل: يؤثر على وظيفة الغدد جارات الدرقية لدى الرضيع.

• الخداج (الولادة المبكرة): إذ يولد الطفل قبل أن يكتمل ترسيب الكالسيوم في جسمه.

• اختناق الولادة: يقلل من التروية الدموية للأنسجة، مما يخل بالتوازنات الكهربية والهرمونية.

• نقص الماغنيسيوم: يؤدي إلى تثبيط عمل الغدد جارات الدرقية، ما يسبب نقص الكالسيوم.

2. نقص الكالسيوم المتأخر

• نقص فيتامين د: يمنع الامتصاص الكافي للكالسيوم في الأمعاء.

• قصور الغدة جارة الدرقية: إما خلقي أو مكتسب، ويؤثر بشكل مباشر على توازن الكالسيوم والفوسفور.

• نقص المغنيسيوم المزمن.

• نقص التعرض لأشعة الشمس.

• اتباع نظام غذائي فقير بالكالسيوم.

• أمراض الكلى والكبد التي تعيق استقلاب فيتامين D أو تنظيم الكالسيوم.

• استخدام أدوية معينة مثل الفينيتوين أو الفوروسيميد.

كيفية تشخيص نقص الكالسيوم عند الرضع

يعتمد التشخيص على الجمع بين العلامات السريرية والفحوص المخبرية:

• قياس تركيز الكالسيوم الكلي والأيوني في الدم.

• اختبارات فيتامين D والمغنيسيوم والفوسفور.

• تحليل وظائف الكلى لتحديد دورها في المشكلة.

• تخطيط القلب الكهربائي ECG لرصد التأثير القلبي.

• تحاليل الغدة جارة الدرقية لهرمون PTH.

المضاعفات المحتملة في حال إهمال العلاج

نقص الكالسيوم غير المعالج قد يقود إلى:

علاج نقص الكالسيوم عند الرضع

يعتمد العلاج على درجة النقص وسرعته، ويتضمن:

1. العلاج الطارئ

• إعطاء الكالسيوم الوريدي (غلوكونات الكالسيوم) في الحالات الحادة أو عند وجود تشنجات.

• تصحيح نقص المغنيسيوم بالتزامن، لأنه قد يكون السبب الكامن.

• رعاية تنفسية عند وجود ضيق تنفس أو توقف تنفس.

2. العلاج طويل الأمد

• مكملات الكالسيوم بالفم مع مراقبة المستويات بشكل دوري.

• إعطاء فيتامين D بجرعة مناسبة لعمر الطفل (خاصة في حالة الكساح أو نقص الامتصاص).

• تحسين النظام الغذائي للأم المرضعة في حال الاعتماد على الرضاعة الطبيعية، أو تغيير نوع الحليب الصناعي إذا كان غير مناسب.

الوقاية من نقص الكالسيوم عند الرضع

تبدأ الوقاية منذ الحمل:

• متابعة حمل الأم بشكل منتظم وعلاج سكري الحمل أو اضطرابات الغدة الدرقية.

• تناول مكملات فيتامين D والكالسيوم أثناء الحمل بإشراف الطبيب.

• تغذية صحية للرضيع غنية بالكالسيوم وفيتامين D.

• تعريض الطفل للشمس يومياً بحدود آمنة لتحفيز إنتاج فيتامين D.

• إجراء الفحوص الدورية لنمو الطفل ومراقبة الأعراض العصبية أو العضلية غير المبررة.

المصادر العلمية:

1. Kumar, V., Abbas, A.K., Aster, J.C. Robbins Basic Pathology, 10th ed. Elsevier, 2018.

2. Thacher, T. D., & Fischer, P. R. (2019). “Nutritional Rickets in Developing Countries.” Pediatrics in Review, 40(7), 350–362. https://doi.org/10.1542/pir.2018-0053

عنوان المقال المناسب لمحركات البحث (SEO):

أعراض نقص الكالسيوم للرضع