أعراض نقص الحديد في جسم الإنسان

يُعد الحديد من المعادن الحيوية والأساسية التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الحيوية المختلفة، حيث يلعب دورًا رئيسيًا في تكوين الهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء، والذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم. كما يساهم الحديد في إنتاج الطاقة، وتعزيز وظائف الجهاز المناعي، ودعم العمليات الأيضية. وعندما يحدث نقص في الحديد، تظهر مجموعة من الأعراض المتنوعة التي تؤثر على صحة الإنسان بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية إذا لم يُعالج هذا النقص بشكل فوري وفعال.

في هذا المقال سيتم تناول أعراض نقص الحديد في الجسم بشكل مفصل، مع التطرق إلى الأضرار الناتجة عن هذا النقص وأسبابه المختلفة.

مفهوم نقص الحديد وأهميته للجسم

يحدث نقص الحديد عندما تكون كمية الحديد في الجسم أقل من المستوى المطلوب لضمان الأداء الطبيعي للوظائف الحيوية. الحديد هو المكون الأساسي للهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحديد ضروري للعديد من الإنزيمات التي تساهم في إنتاج الطاقة وحماية الجسم من التلف الناتج عن الأكسدة.

عندما يقل مخزون الحديد في الجسم، تنخفض قدرة الدم على نقل الأكسجين بكفاءة، مما يسبب ظهور أعراض متعددة على مستوى الجسم، خاصة على مستوى الجهاز العصبي، والجلد، والشعر، والمناعة.

أعراض نقص الحديد في الجسم

تختلف أعراض نقص الحديد بناءً على شدة النقص ومدى تأثيره على وظائف الجسم، وفيما يلي تفصيل لهذه الأعراض:

1. التعب والإرهاق المستمر

يعد التعب من أبرز أعراض نقص الحديد، إذ يعاني المصابون من شعور دائم بالإرهاق وضعف عام في الجسم حتى مع ممارسة نشاطات بسيطة. السبب في ذلك هو انخفاض قدرة الدم على نقل الأكسجين إلى العضلات والأنسجة، مما يقلل من إنتاج الطاقة ويجعل الجسم يشعر بالإرهاق بسرعة.

2. شحوب الجلد

يظهر على المصابين بنقص الحديد شحوب واضح في لون الجلد، خصوصًا في مناطق الجلد الرقيقة مثل الوجه، وتحت الأظافر، وباطن اليدين. يعود السبب إلى انخفاض كمية الهيموغلوبين في الدم، مما يقلل من اللون الوردي الطبيعي للجلد.

3. ضيق التنفس وتسارع ضربات القلب

عندما يقل مستوى الحديد في الجسم، يحتاج القلب إلى العمل بشكل مضاعف لتعويض نقص الأكسجين في الدم، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب. قد يشعر المريض بضيق في التنفس حتى مع بذل أقل مجهود بدني.

4. صداع ودوار

نقص الحديد يؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ، مما يسبب صداعًا متكررًا ودوارًا، قد يصل إلى حد الإغماء في بعض الحالات الشديدة.

5. برودة الأطراف

يشكو العديد من المصابين من برودة في اليدين والقدمين، نتيجة ضعف تدفق الدم في الأوعية الدموية الطرفية بسبب نقص الأكسجين.

6. ضعف التركيز ومشاكل في الذاكرة

قلة الحديد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب صعوبة في التركيز، وضعفًا في الذاكرة، وأحيانًا تغيرات في المزاج مثل الاكتئاب والقلق.

7. تشقق وتهيج اللسان والفم

من الأعراض الفريدة لنقص الحديد هو التهاب اللسان، حيث يصبح اللسان أملسًا وحساسًا، وقد يصاحبه تقرحات أو تشققات في زوايا الفم.

8. تساقط الشعر وضعف الأظافر

الحديد يلعب دورًا في صحة الجلد والشعر، ونقصانه يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مفرط وضعف الأظافر وظهور خطوط أو تشققات فيها.

9. متلازمة تململ الساقين

يعاني بعض الأشخاص من اضطراب غير مريح في الساقين يُعرف بمتلازمة تململ الساقين، وهو شعور بعدم الراحة والرغبة المستمرة في تحريك الساقين، ويزداد هذا الشعور عادة أثناء الليل، ويرتبط غالبًا بنقص الحديد.

10. تغيرات في الشهية

قد يعاني البعض من تغيرات غير معتادة في الشهية، مثل الرغبة في تناول مواد غير غذائية كالثلج أو الطين، وهي حالة تُعرف بالتهاف (Pica)، وهي علامة واضحة على نقص حاد في الحديد.

11. اضطرابات في الجهاز المناعي

يضعف نقص الحديد الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض بسبب قلة كفاءة خلايا الدم البيضاء.

الآثار الصحية الناتجة عن نقص الحديد

لا يقتصر ضرر نقص الحديد على الأعراض الظاهرة فقط، بل يمتد ليشمل آثارًا صحية واسعة على مختلف أجهزة الجسم:

• فقر الدم الناتج عن نقص الحديد: وهو المرحلة التي يصل فيها نقص الحديد إلى مستوى يؤثر على تكوين الهيموغلوبين، فيسبب أعراض حادة مثل التعب الشديد، وخفقان القلب، وضيق التنفس.

• تأثيرات على النمو: عند الأطفال، يؤدي نقص الحديد إلى تأخر النمو الجسدي والعقلي، وقد يؤثر على التحصيل الدراسي والأداء الذهني.

• المشاكل القلبية: في حالات النقص الشديد، قد يتطور الأمر إلى قصور في القلب نتيجة إجهاد القلب المستمر لتعويض نقص الأكسجين.

• مشاكل في الحمل: النساء الحوامل المصابات بنقص الحديد يعانين من مخاطر مضاعفة مثل الولادة المبكرة، أو انخفاض وزن المولود.

أسباب نقص الحديد في الجسم

تتعدد أسباب نقص الحديد، فمنها ما يتعلق بنقص الغذاء، ومنها ما يرتبط بحالات طبية معينة:

• عدم كفاية تناول الحديد في الغذاء: خاصة لدى النباتيين أو الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا فقيرًا بالحديد.

• فقدان الدم المزمن: مثل نزيف الدورة الشهرية الشديد، أو النزيف الداخلي في الجهاز الهضمي بسبب قرحة أو سرطان.

• زيادة احتياجات الجسم للحديد: في حالات الحمل، والرضاعة، والنمو السريع عند الأطفال والمراهقين.

• ضعف امتصاص الحديد: كما في حالات مرض السيلياك، أو جراحات المعدة التي تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية.

• حالات التهابات مزمنة: التي تؤثر على إنتاج خلايا الدم الحمراء وامتصاص الحديد.

تشخيص نقص الحديد

يتم تشخيص نقص الحديد عبر عدة فحوصات مخبرية تقيس مستويات الهيموغلوبين، والحديد في الدم، ومستوى الفيريتين (وهو مخزون الحديد في الجسم)، بالإضافة إلى تقييم عدد خلايا الدم الحمراء وحجمها.

علاج نقص الحديد

يركز العلاج على تعويض نقص الحديد بالطرق التالية:

• المكملات الغذائية: تناول مكملات الحديد عن طريق الفم أو في الحالات الشديدة عبر الحقن.

• تحسين النظام الغذائي: الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، الكبدة، الأسماك، العدس، السبانخ، والحبوب الكاملة.

• معالجة الأسباب الكامنة: مثل وقف النزيف المزمن أو علاج أمراض الجهاز الهضمي.

جدول يوضح مصادر الحديد الغذائية وأنواعها

يُعتبر نقص الحديد من المشكلات الصحية الشائعة التي يمكن أن تؤثر على جودة حياة الإنسان بشكل كبير إذا لم تُعالج في الوقت المناسب. لذلك، فهم أعراضه ومسبباته وطرق علاجه يمثل ضرورة صحية للحفاظ على الوظائف الحيوية للجسم وسلامة الصحة العامة.

المصادر:

1. Mayo Clinic. Iron deficiency anemia. Available at: https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/iron-deficiency-anemia/symptoms-causes/syc-20355034

2. World Health Organization (WHO). Micronutrient deficiencies – Iron deficiency anaemia. Available at: https://www.who.int/nutrition/topics/ida/en/