أعراض مبكرة تشير للسرطان

كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان؟

يعد السرطان من أكثر الأمراض التي تثير القلق والخوف لدى الكثيرين. على الرغم من أن سرطان الخلايا السرطانية يتنوع في أشكاله وأعراضه حسب نوع السرطان وموقعه في الجسم، إلا أن هناك علامات مشتركة قد تشير إلى وجود المرض. ولأن الاكتشاف المبكر للسرطان يمكن أن يكون حاسمًا في نجاح العلاج، فمن المهم التعرف على الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بهذا المرض الخطير. في هذا المقال، سنستعرض أهم الأعراض والعوامل التي قد تدل على الإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى كيفية تشخيصه، والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

1. الأعراض العامة التي قد تشير إلى الإصابة بالسرطان

السرطان هو مرض ينشأ عندما تبدأ خلايا الجسم في النمو بشكل غير طبيعي وغير منضبط. وتختلف الأعراض باختلاف نوع السرطان، لكن هناك بعض الأعراض العامة التي قد تكون مؤشرًا للإصابة بأي نوع من السرطان:

أ. فقدان الوزن غير المبرر

يعد فقدان الوزن غير المبرر من أولى علامات الإصابة بالسرطان، خصوصًا في الأنواع التي تؤثر على الجهاز الهضمي. قد يفقد المريض حوالي 5% أو أكثر من وزنه بشكل مفاجئ ودون أي سبب واضح. يمكن أن يحدث هذا بسبب تأثير السرطان على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية أو نتيجة لتأثير السرطان على التمثيل الغذائي في الجسم.

ب. التعب العام والإرهاق

من الأعراض التي يشكو منها العديد من المرضى هي الشعور بالتعب المستمر والإرهاق الذي لا يزول حتى مع الراحة. قد يكون هذا بسبب أن الجسم يبذل طاقة أكبر لمحاربة الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى إجهاد الجسم بشكل عام.

ج. الحمى أو التعرق الليلي

الحمى المستمرة أو التعرق الليلي من الأعراض الشائعة التي قد تظهر عند بعض المرضى المصابين بالسرطان. قد تحدث هذه الأعراض بسبب استجابة الجهاز المناعي للأورام السرطانية، وخاصة في حالات سرطان الدم أو الأورام اللمفاوية.

د. الألم المستمر أو غير المبرر

قد يعاني المريض من ألم مستمر في منطقة معينة من الجسم مثل الظهر، أو الصدر، أو البطن. إذا كان الألم لا يختفي بعد استخدام المسكنات العادية أو إذا كان يتفاقم بمرور الوقت، قد يكون هذا دليلًا على وجود مشكلة صحية خطيرة مثل السرطان.

2. الأعراض الخاصة بحسب نوع السرطان

أ. سرطان الثدي

سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء. من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة به:

• وجود كتلة في الثدي أو تحت الإبط.

• تغيرات في شكل أو حجم الثدي.

• إفرازات من الحلمة غير طبيعية، مثل الدم.

• ألم مستمر في الثدي أو في المنطقة المحيطة به.

ب. سرطان الرئة

سرطان الرئة يعد من أكثر أنواع السرطان التي يتم تشخيصها في مرحلة متقدمة. من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة به:

• سعال مستمر لا يختفي.

• تغيرات في السعال المعتاد، مثل زيادة كثافته أو تحوله إلى سعال دموي.

• ضيق في التنفس.

• ألم في الصدر أو الكتفين.

ج. سرطان القولون والمستقيم

أعراض سرطان القولون قد تكون غير ملحوظة في المراحل المبكرة، ولكن مع تقدم المرض قد تظهر بعض العلامات مثل:

• تغيرات في حركة الأمعاء (إسهال أو إمساك مزمن).

• دم في البراز.

• شعور بالانتفاخ أو الألم في منطقة البطن.

• فقدان الوزن غير المبرر.

د. سرطان الجلد

قد يظهر سرطان الجلد في شكل شامة جديدة أو تغير في شكل شامة قديمة. من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان الجلد:

• تغير في شكل أو حجم الشامة.

• حكة أو نزيف من الشامة.

• عدم انتظام حواف الشامة.

• تغيرات في لون الشامة، مثل وجود بقع داكنة أو فاتحة.

هـ. سرطان الدم (اللوكيميا)

يتميز سرطان الدم بزيادة غير طبيعية في خلايا الدم البيضاء، وقد يؤدي إلى ظهور أعراض متنوعة مثل:

• نزيف غير مبرر أو كدمات.

• فقر الدم أو الشعور بالإرهاق المستمر.

• التهاب أو عدوى مستمرة.

• تضخم الغدد اللمفاوية.

و. سرطان الكبد

سرطان الكبد قد يتسبب في ظهور بعض الأعراض مثل:

• آلام في منطقة البطن أو الجنب الأيمن.

• فقدان الشهية والوزن.

• اصفرار الجلد أو العينين (اليرقان).

• تورم في البطن نتيجة لتجمع السوائل.

3. عوامل خطر تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان

هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان، بعضها غير قابل للتغيير مثل العوامل الوراثية، والبعض الآخر قابل للتعديل مثل نمط الحياة. من أبرز العوامل:

أ. العوامل الوراثية

قد تلعب الوراثة دورًا مهمًا في احتمالية الإصابة بالسرطان. إذا كان أحد أفراد العائلة قد أصيب بسرطان معين، فإن هناك احتمالًا أكبر بأن يصاب الآخرون به أيضًا. قد يكون من المفيد إجراء فحوصات وراثية للكشف عن الجينات المسؤولة عن السرطان.

ب. التدخين

التدخين يعد من أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل سرطان الفم، الحنجرة، المريء، والكلى.

ج. النظام الغذائي غير الصحي

النظام الغذائي الغني بالدهون واللحوم الحمراء مع قلة تناول الفواكه والخضروات قد يساهم في زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم.

د. التعرض المفرط للشمس

التعرض الطويل والمفرط للأشعة فوق البنفسجية قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

هـ. التلوث البيئي

التعرض المستمر للتلوث البيئي أو المواد الكيميائية المسرطنة قد يزيد من احتمال الإصابة بالسرطان.

و. تاريخ مرضي شخصي

إذا كان الشخص قد تعرض للإصابة بسرطان في الماضي، قد يكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان آخر لاحقًا. كذلك، وجود أمراض معينة مثل التهاب القولون التقرحي قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.

4. التشخيص المبكر والعلاج

العديد من أنواع السرطان يمكن علاجها بنجاح إذا تم اكتشافها مبكرًا. لذلك، يُنصح بإجراء الفحوصات الدورية للكشف عن السرطان، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي أو عوامل خطر معروفة. بعض الفحوصات المهمة تشمل:

• الفحص الدوري للثدي: مثل التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام) للنساء فوق سن الأربعين.

• فحص القولون: باستخدام المنظار الداخلي للكشف المبكر عن سرطان القولون.

• فحص الجلد: للكشف عن أي تغييرات في الشامات أو البقع الجلدية.

• اختبارات الدم: مثل فحص الدم للكشف عن سرطان الدم أو أي علامات أخرى.

التشخيص المبكر يساعد في اتخاذ التدابير العلاجية المناسبة، مثل الجراحة، العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي، والعلاج المناعي، والتي تكون أكثر فاعلية عندما يتم تنفيذها في مراحل مبكرة من المرض.

5. الخلاصة

السرطان مرض معقد ومتعدد الأوجه، والأعراض التي قد تشير إلى الإصابة به تتنوع حسب نوع السرطان وموقعه في الجسم. من الضروري التعرف على الأعراض الأولية والتوجه إلى الطبيب فورًا عند ملاحظة أي تغييرات غير طبيعية في الجسم. الفحوصات الدورية تلعب دورًا كبيرًا في الكشف المبكر عن السرطان، مما يزيد من فرص العلاج الفعال. وبينما قد تكون بعض العوامل خارج نطاق السيطرة، إلا أن الحفاظ على نمط حياة صحي، مع تجنب العوامل المسببة للسرطان مثل التدخين والتعرض المفرط للشمس، يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان.