نسائية وتوليد

أعراض كيس المبيض وطرق العلاج

أعراض وجود كيس على المبيض

مقدمة

تعتبر أكياس المبيض من الحالات الشائعة التي يمكن أن تصيب النساء في مختلف الأعمار، خاصةً خلال فترات معينة من الحياة مثل سن الإنجاب أو خلال فترة انقطاع الطمث. رغم أن معظم الأكياس لا تشكل خطراً كبيراً وتختفي من تلقاء نفسها، إلا أن بعض الأكياس قد تسبب أعراضاً مزعجة أو تكون مؤشراً على وجود مشكلة صحية أكبر. في هذا المقال، سنناقش أعراض وجود كيس على المبيض وكيفية تشخيصه وعلاجه.

تعريف أكياس المبيض

الكيس على المبيض هو عبارة عن جيب مملوء بالسوائل يتشكل على أحد المبيضين أو كليهما. هذه الأكياس يمكن أن تكون صغيرة جداً وتختفي من دون أن تترك أي آثار، أو قد تكون كبيرة وتسبب أعراضاً حادة. تتشكل أكياس المبيض عادة خلال الدورة الشهرية الطبيعية، وقد تتسبب في أعراض مختلفة بناءً على حجم الكيس ونوعه.

أنواع أكياس المبيض

قبل التطرق إلى الأعراض المرتبطة بأكياس المبيض، من المهم فهم الأنواع المختلفة لهذه الأكياس، حيث تختلف الأعراض والعلاج بناءً على نوع الكيس:

  1. أكياس فسيولوجية (وظيفية): هي الأكياس الأكثر شيوعاً وتظهر نتيجة لعملية التبويض. تنشأ عندما لا يتمكن المبيض من إطلاق البويضة في وقتها، مما يؤدي إلى احتباس السوائل في الجيب.

  2. أكياس مبيضية مصلية: تكون مليئة بالسائل الشفاف وعادة ما تنشأ بسبب اضطراب في خلايا المبيض.

  3. أكياس مبيضية شحمية: تتكون من الأنسجة الدهنية وقد تحتوي على مادة دهنية أو خلايا جلدية.

  4. أكياس مبيضية سرطانية: في بعض الحالات النادرة، قد يكون الكيس سرطانيًا، وهو ما يتطلب علاجاً فورياً.

أعراض وجود كيس على المبيض

تتفاوت أعراض أكياس المبيض بشكل كبير من امرأة لأخرى، فقد تكون الأعراض غير ملحوظة أو قد تكون شديدة ومؤلمة. تعتمد شدة الأعراض على حجم الكيس، نوعه، ومكانه. فيما يلي بعض الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود كيس على المبيض:

1. آلام الحوض:

من أكثر الأعراض شيوعاً التي قد تصاحب أكياس المبيض هي الألم الحوضي. قد يشعر الشخص بألم في أسفل البطن أو على جانبي الحوض. إذا كان الكيس كبيرًا أو يضغط على الأعضاء المجاورة، قد يصبح الألم شديدًا، وقد يشعر الشخص بالألم أثناء ممارسة الأنشطة اليومية أو أثناء العلاقة الزوجية.

2. انتفاخ أو شعور بالامتلاء:

قد يشعر بعض النساء بالانتفاخ في منطقة البطن أو شعور غير مريح بالامتلاء. إذا كان الكيس كبيرًا، قد يؤدي إلى تضخم البطن مما يسبب إحساسًا بالثقل أو امتلاء المعدة، وهو عرض قد يتم الخلط بينه وبين مشاكل هضمية أخرى.

3. تغيرات في الدورة الشهرية:

قد تسبب الأكياس على المبيض اضطرابًا في الدورة الشهرية. قد تعاني بعض النساء من نزيف غير طبيعي أو نزيف بين الدورات الشهرية، في حين أن أخريات قد يلاحظن تأخيرات في الدورة الشهرية أو فقدانها تمامًا.

4. ألم أثناء الجماع:

قد يسبب الكيس ضغطًا على الأنسجة المحيطة به أثناء الجماع، مما يؤدي إلى شعور بعدم الراحة أو ألم في الحوض. هذا الألم قد يكون خفيفًا أو حادًا، ويعتمد على حجم الكيس ومكانه.

5. التبول المتكرر أو صعوبة التبول:

في الحالات التي يكون فيها الكيس كبيرًا ويضغط على المثانة، قد تواجه المرأة صعوبة في التبول أو حاجة ملحة للتبول بشكل متكرر. يمكن أن يسبب هذا الضغط شعورًا بعدم الراحة أو الحاجة المستمرة للذهاب إلى الحمام.

6. التورم أو التكتلات في البطن:

في بعض الأحيان، يمكن أن يتسبب الكيس في ظهور تورم أو تكتل في منطقة البطن. إذا كان الكيس كبيرًا بما فيه الكفاية، قد يصبح ملحوظًا على سطح البطن، مما يسبب شعورًا غير مريح وأحيانًا قد يتطلب تدخلًا طبيًا لتحديد الحجم والموقع.

7. الغثيان والقيء:

في حالات نادرة، قد يسبب الكيس على المبيض شعورًا بالغثيان أو حتى القيء، خاصة إذا كان الكيس كبيرًا أو إذا كان الكيس قد تمزق أو التواء. هذه الأعراض تتطلب عناية طبية فورية، حيث قد تشير إلى مضاعفات خطيرة.

8. الحمى:

قد يعاني بعض المرضى من الحمى في حالة حدوث التهاب داخل الكيس أو تمزق الكيس. الحمى قد تكون مؤشرًا على وجود عدوى، وهي حالة طبية تتطلب علاجًا فوريًا.

9. ألم في أسفل الظهر أو الفخذين:

قد ينتشر الألم الناجم عن كيس المبيض إلى أسفل الظهر أو الفخذين. يتسبب الضغط الذي يسببه الكيس على الأنسجة المحيطة به في الشعور بألم في هذه المناطق، مما يزيد من شدة الأعراض.

كيفية تشخيص أكياس المبيض

إذا كنتِ تشكين في وجود كيس على المبيض بناءً على الأعراض التي ذكرتها، فمن الضروري التوجه إلى الطبيب لتقييم الحالة. عادةً ما يبدأ الطبيب في تشخيص أكياس المبيض من خلال الفحص البدني، الذي قد يتضمن:

  1. الفحص النسائي: فحص منطقة الحوض لاكتشاف أي تكتلات أو مشاكل في الأعضاء التناسلية.

  2. الفحوصات التصويرية:

    • السونار (الأمواج فوق الصوتية): يعد السونار أحد الأدوات الأساسية في تشخيص أكياس المبيض. يتم استخدامه لإظهار حجم الكيس وموقعه بدقة.

    • الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي: قد يطلب الطبيب هذه الفحوصات في حالات معينة لتقييم الكيس بشكل أدق.

  3. اختبارات الدم: قد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات دم لقياس مستويات الهرمونات المختلفة، أو للتأكد من عدم وجود علامات على وجود الأورام السرطانية.

علاج أكياس المبيض

عادةً ما يتم علاج أكياس المبيض بناءً على نوع الكيس وحجمه وأعراضه. في العديد من الحالات، لا يتطلب الأمر علاجًا مكثفًا إذا كان الكيس صغيرًا وغير مؤلم. في حالات أخرى، قد يحتاج الأمر إلى تدابير علاجية أو جراحية، مثل:

  1. المراقبة الطبية: في حالة الأكياس الصغيرة وغير المؤلمة، قد ينصح الطبيب بمتابعة الحالة من خلال الفحوصات الدورية.

  2. الأدوية: في حال كانت الأكياس تسبب ألمًا أو اضطرابات في الدورة الشهرية، قد يصف الطبيب أدوية مسكنة أو حبوب منع الحمل لتقليل حجم الأكياس أو منع تكونها.

  3. الجراحة: في بعض الحالات النادرة، قد يتطلب الأمر جراحة لإزالة الكيس إذا كان كبيرًا أو يسبب ألمًا شديدًا أو إذا كان هناك خطر من تمزقه أو تهيجه. قد يتم هذا من خلال جراحة بالمنظار أو جراحة تقليدية في الحالات المعقدة.

الخاتمة

رغم أن معظم أكياس المبيض ليست خطيرة وتختفي من تلقاء نفسها، إلا أن الأعراض التي تصاحبها يمكن أن تكون مؤلمة ومزعجة. من المهم متابعة الأعراض باستمرار والتوجه إلى الطبيب في حال كانت هناك أي تغييرات أو شكوك في وجود كيس على المبيض. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في الوقاية من المضاعفات المحتملة ويضمن الحفاظ على صحة المرأة وجودة حياتها.