أعراض ضمور الدماغ

أعراض ضمور الدماغ

يُعد ضمور الدماغ أحد أكثر التغيرات العصبية شيوعًا والتي تُصيب الجهاز العصبي المركزي، ويُشير المصطلح إلى فقدان تدريجي أو فجائي لخلايا المخ (الخلايا العصبية) أو الاتصالات التي تربط بينها، مما يؤدي إلى تقلص حجم الدماغ أو إحدى مناطقه، مع ما يرافق ذلك من تدهور في الوظائف العصبية والمعرفية. ويمكن أن يحدث هذا الضمور نتيجة لعوامل متعددة منها الأمراض التنكسية، والإصابات الرضية، والسكتات الدماغية، والالتهابات، وأمراض المناعة الذاتية. تختلف أعراض ضمور الدماغ باختلاف الجزء المصاب من المخ، ولكن هناك مجموعة من العلامات الشائعة التي يمكن أن تدل على هذه الحالة.

أولًا: الاضطرابات المعرفية والوظيفية العليا

من أبرز الأعراض التي ترافق ضمور الدماغ هي تلك المرتبطة بالقدرات المعرفية العليا التي تشمل الذاكرة، والانتباه، والقدرة على التخطيط، واتخاذ القرارات، والتفكير المجرد. تبدأ هذه الأعراض عادة بشكل تدريجي، وقد تمر دون ملاحظة في البداية، لكنها تتفاقم بمرور الوقت.

ضعف الذاكرة

• صعوبة في تذكر الأحداث القريبة (الذاكرة قصيرة المدى).

• نسيان المواعيد أو الأسماء أو الأماكن المألوفة.

• تكرار الأسئلة أو الأحاديث.

ضعف التركيز والانتباه

• فقدان القدرة على التركيز في المهام البسيطة.

• تشتت الذهن أثناء الحديث أو القراءة.

• صعوبة في متابعة الحوارات أو الأفكار المعقدة.

تراجع في القدرة على اتخاذ القرارات

• بطء في الاستجابة للمواقف اليومية.

• التردد أو العجز عن الاختيار بين بدائل بسيطة.

• الوقوع المتكرر في الأخطاء عند القيام بالمهام التي تتطلب تخطيطًا.

ضعف اللغة والتواصل

• صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة.

• التحدث بجمل غير مترابطة أو غير مكتملة.

• تدهور في مهارات الكتابة أو القراءة.

ثانيًا: الأعراض الحركية

عندما يصيب الضمور مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة، وخاصة الفص الجبهي أو العقد القاعدية أو المخيخ، تظهر مجموعة من الأعراض الحركية التي تتراوح بين بسيطة وشديدة.

ضعف العضلات

• فقدان القوة العضلية في الأطراف.

• التعب السريع أثناء الحركة.

عدم التوازن والتنسيق

• اختلال المشي وسهولة السقوط.

• فقدان التناسق بين العين واليد.

• ارتجاف الأطراف أو الحركات غير الإرادية.

بطء الحركة

• بطء في بدء الحركات الإرادية.

• تصلب في العضلات.

• صعوبة في تغيير وضعية الجسم.

ثالثًا: التغيرات النفسية والعاطفية

تتأثر الحالة النفسية بشكل مباشر في حالات ضمور الدماغ، خصوصًا عندما يتأثر الفص الجبهي الذي يتحكم بالمشاعر والانفعالات الاجتماعية. ويمكن أن تظهر هذه التغيرات في عدة صور:

الاكتئاب

• الشعور بالحزن المستمر أو فقدان الاهتمام بالأشياء.

• اضطراب النوم وفقدان الشهية.

• انخفاض في النشاط العام والطاقة النفسية.

القلق والتوتر

• الشعور بالارتباك أو الخوف غير المبرر.

• نوبات هلع أو قلق عام.

• الحساسية الزائدة تجاه المواقف اليومية.

تغيرات في السلوك والشخصية

• الاندفاع أو السلوك غير اللائق اجتماعيًا.

• الانعزال أو فقدان المبادرة الاجتماعية.

• ضعف الإحساس بالمسؤولية أو اللامبالاة.

رابعًا: الأعراض الحسية والمعرفية النوعية

تعتمد هذه الأعراض على الجزء المتضرر من القشرة الدماغية وتشمل فقدانًا أو اضطرابًا في بعض الحواس أو المهارات المعرفية النوعية.

اضطرابات الرؤية

• صعوبة في إدراك العمق أو تمييز الألوان.

• رؤية مزدوجة أو غباش بصري.

اضطرابات السمع

• ضعف تدريجي في القدرة على تمييز الأصوات.

• طنين الأذنين أو انعدام التوازن السمعي.

اضطرابات اللمس والإحساس

• تنميل أو وخز في أجزاء معينة من الجسم.

• فقدان الإحساس بالألم أو الحرارة.

فقدان القدرة على التعرّف (الأغنوزيا)

• عدم القدرة على التعرف على الوجوه المألوفة (بروسوباغنوزيا).

• صعوبة في تفسير الأصوات أو الروائح رغم سلامة الحواس.

خامسًا: اضطرابات النطق والكلام

يتأثر النطق والقدرة على التعبير اللغوي بشكل واضح في حالات ضمور الدماغ التي تطال الفص الجبهي أو الفص الصدغي الأيسر.

الحبسة التعبيرية (أفازيا بروكا)

• صعوبة في إنتاج الكلام مع قدرة على الفهم.

• جمل قصيرة ومفككة.

الحبسة الاستقبالية (أفازيا فيرنيكه)

• كلام كثير وغير منطقي.

• صعوبة في فهم ما يُقال له.

تلعثم أو تأخر في الكلام

• تكرار الأصوات أو الكلمات.

• توقفات غير إرادية أثناء الحديث.

سادسًا: فقدان السيطرة على وظائف الجسم الحيوية

عندما يتأثر الجهاز العصبي الذاتي أو بعض البُنى العميقة في الدماغ، تظهر أعراض مرتبطة بالتحكم في وظائف الجسم اللاإرادية.

السلس البولي أو البرازي

• فقدان القدرة على التحكم في المثانة أو الأمعاء.

• تسرب لا إرادي للبول أو البراز.

اضطرابات النوم

• نوم متقطع أو صعوبة في الاستغراق في النوم.

• اضطرابات في مراحل النوم العميق.

تغيرات في الشهية أو الوزن

• فقدان الشهية أو الشراهة المفاجئة.

• خسارة أو زيادة وزن غير مبررة.

جدول يوضح علاقة مناطق الدماغ المصابة بالأعراض الظاهرة:

الأمراض المرتبطة بضمور الدماغ

يُعتبر ضمور الدماغ علامة أو نتيجة لمجموعة من الأمراض العصبية المزمنة والتقدمية، من أبرزها:

• مرض الزهايمر: ضمور تدريجي في مناطق متعددة من الدماغ، يبدأ عادة بالفص الصدغي الداخلي.

• الشلل الرعاشي (باركنسون): يؤثر على العقد القاعدية ويصاحبه ضعف في الحركة والوظائف المعرفية.

• الخرف الجبهي الصدغي: يصيب الفص الجبهي والصدغي ويؤدي إلى تغيرات سلوكية ولغوية حادة.

• التصلب المتعدد: يسبب تآكل غلاف الميالين حول الأعصاب، وقد يؤدي إلى ضمور في بعض مناطق الدماغ.

• إصابات الدماغ الرضية: مثل حوادث السير أو السقوط، التي قد تسبب ضمورًا موضعيًا أو عامًا.

• السكتات الدماغية: توقف التروية عن جزء من الدماغ يؤدي إلى موته ثم ضموره.

تشخيص ضمور الدماغ

تُشخص الحالة باستخدام مجموعة من الوسائل الطبية الحديثة، وتشمل:

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُظهر بدقة حجم الدماغ والمناطق المتأثرة بالضمور.

• التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يكشف التغيرات الهيكلية.

• اختبارات الوظائف المعرفية والعصبية: لتحديد مدى تأثر القدرات العقلية.

• تحاليل الدم: للكشف عن أسباب محتملة مثل نقص فيتامينات أو اضطرابات المناعة.

المراجع:

1. National Institute of Neurological Disorders and Stroke (NINDS) – ninds.nih.gov

2. Alzheimer’s Association – alz.org