أعراض حساسية القمح والحليب

أعراض حساسية القمح والحليب

حساسية القمح والحليب تعد من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعًا، ولها تأثير كبير على الأشخاص الذين يعانون منها، حيث يمكن أن تتراوح الأعراض بين أعراض خفيفة وأخرى شديدة قد تهدد حياة المريض. تظهر حساسية القمح عندما يكون الجهاز المناعي للشخص حساسًا تجاه البروتينات الموجودة في القمح، مثل الجلوتين. أما حساسية الحليب فتحدث نتيجة استجابة جهاز المناعة للبروتينات الموجودة في حليب الأبقار، مثل الكازين والواي. في هذا المقال، سنتناول كافة الأعراض التي قد تظهر نتيجة لتلك الحساسية، وكيفية التمييز بين الأعراض المختلفة، بالإضافة إلى طرق الوقاية والعلاج المتاحة.

1. حساسية القمح: الأعراض والعوامل المسببة

حساسية القمح هي استجابة غير طبيعية من جهاز المناعة تجاه البروتينات الموجودة في القمح. قد يتسبب تناول القمح أو أي منتج يحتوي على القمح في ظهور أعراض تتراوح من الخفيفة إلى الشديدة. هناك نوعان رئيسيان من حساسية القمح، هما حساسية القمح العامة وحساسية الجلوتين (الداء الزلاقي).

1.1. الأعراض المعوية لحساسية القمح

تظهر الأعراض المعوية بشكل رئيسي بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على القمح. هذه الأعراض قد تشمل:

• الإسهال: يعاني الأشخاص المصابون بحساسية القمح من إسهال متكرر، خصوصًا بعد تناول المنتجات التي تحتوي على القمح.

• الانتفاخ وألم البطن: قد يشعر الشخص المنتبج بالحساسية بانتفاخ وألم في البطن قد يكون مصحوبًا بتقلصات شديدة.

• الغثيان والتقيؤ: في بعض الحالات، قد يشعر المريض بالغثيان الشديد الذي قد يصل إلى التقيؤ بعد تناول أي نوع من الأطعمة التي تحتوي على القمح.

• الغازات: تزايد الغازات في الجهاز الهضمي يعد من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الأشخاص الذين لديهم حساسية للقمح.

1.2. الأعراض الجلدية

تظهر بعض الأعراض الجلدية لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح. هذه الأعراض تشمل:

• الطفح الجلدي: قد يظهر طفح جلدي على شكل حكة شديدة واحمرار، وقد يسبب تهيج الجلد.

• الشرى (الطفح الحاك): هذا النوع من الطفح قد يظهر في مناطق مختلفة من الجسم ويصاحبه حكة شديدة.

1.3. الأعراض التنفسية

في بعض الحالات النادرة، قد يصاب الشخص بحساسية القمح بأعراض تنفسية قد تشمل:

• صعوبة في التنفس: قد يواجه الشخص صعوبة في التنفس، وقد يشعر وكأن هناك انسدادًا في مجرى الهواء.

• الصفير في الصدر: يعتبر هذا العرض مؤشرًا على تفاعل تحسسي قد يؤدي إلى انسداد جزئي في الشعب الهوائية.

• التهاب الحنجرة: قد يعاني المصاب من التهابات في الحنجرة، مما يؤدي إلى تغير الصوت والشعور بجفاف في الحلق.

1.4. التفاعلات الشديدة (التأق)

في الحالات القصوى، قد تؤدي حساسية القمح إلى تفاعل تحسسي شديد، يعرف بـ “التأق”. وتشمل أعراض التأق:

• تورم في الوجه والشفاه: قد يحدث تورم ملحوظ في الوجه والشفاه نتيجة للتفاعل الحاد مع القمح.

• انخفاض ضغط الدم: قد يعاني الشخص من انخفاض حاد في ضغط الدم، مما يؤدي إلى الدوار والإغماء.

• صعوبة شديدة في التنفس: قد يسبب التأق ضيقًا حادًا في التنفس، مما قد يشكل خطرًا على حياة المريض إذا لم يتم التدخل الطبي بشكل سريع.

2. حساسية الحليب: الأعراض والعوامل المسببة

حساسية الحليب هي استجابة الجهاز المناعي للبروتينات الموجودة في حليب الأبقار، وخاصة البروتينين الرئيسيين الكازين والواي. يعاني الأشخاص المصابون بحساسية الحليب من تفاعلات تحسسية عند تناول الحليب أو أي منتج يحتوي على الحليب. يمكن أن تظهر أعراض حساسية الحليب في عدة صور، سواء كانت معوية، جلدية أو تنفسية.

2.1. الأعراض المعوية لحساسية الحليب

تشمل الأعراض المعوية لحساسية الحليب ما يلي:

• الإسهال: مثل حساسية القمح، قد يعاني المصابون بحساسية الحليب من إسهال شديد بعد تناول الحليب أو أي منتج يحتوي عليه.

• الانتفاخ والغازات: تظهر أعراض الانتفاخ والغازات بشكل شائع، وقد تكون مزعجة جدًا وقد تؤدي إلى ألم شديد في البطن.

• الغثيان والتقيؤ: قد يشعر الشخص بالغثيان بعد تناول الحليب، وفي بعض الحالات قد يصل الأمر إلى التقيؤ.

2.2. الأعراض الجلدية لحساسية الحليب

• الطفح الجلدي والحكة: قد يظهر على الأشخاص المصابين بحساسية الحليب طفح جلدي شديد الحكة، وقد يكون مصحوبًا بتورم في الجلد.

• الأكزيما: تعد الأكزيما من الأمراض الجلدية الشائعة التي يمكن أن تتفاقم نتيجة لتناول منتجات الحليب.

2.3. الأعراض التنفسية لحساسية الحليب

من الأعراض التنفسية التي قد تظهر على المصابين بحساسية الحليب:

• الصفير وصعوبة التنفس: يعاني الأشخاص المصابون بحساسية الحليب من صعوبة في التنفس، وقد يصاحب ذلك صفير في الصدر، خصوصًا في حالات الربو التحسسي.

• السعال الجاف: السعال الجاف المتواصل قد يكون من أعراض الحساسية، خصوصًا عند تناول الحليب.

2.4. التفاعلات الشديدة (التأق)

قد يتسبب حساسية الحليب في حدوث تفاعل تحسسي شديد مشابه لما يحدث في حالة حساسية القمح. تشمل أعراض التأق في حالات حساسية الحليب:

• تورم الوجه والشفتين: قد يؤدي التفاعل الشديد إلى تورم ملحوظ في الوجه والشفاه.

• انخفاض حاد في ضغط الدم: هذا قد يؤدي إلى الشعور بالإغماء والدوار.

• صعوبة في التنفس: تعتبر هذه من أخطر الأعراض التي قد تهدد حياة المريض.

3. الفروقات بين حساسية القمح وحساسية الحليب

على الرغم من أن حساسية القمح وحساسية الحليب تشتركان في بعض الأعراض، إلا أن هناك فرقًا في كيفية تأثيرهما على الجسم:

• المسببات: حساسية القمح تنتج عن البروتينات الموجودة في القمح، بينما حساسية الحليب ناتجة عن البروتينات الموجودة في حليب الأبقار.

• الأعراض: رغم أن الأعراض المشتركة بينهما تشمل الإسهال والانتفاخ، إلا أن حساسية القمح قد تؤدي إلى أعراض أكثر خطورة مثل التسمم الغذائي والتأق. أما حساسية الحليب، فقد تكون مرتبطة بتفاعلات تنفسية شديدة.

• الانتشار: حساسية القمح شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية (الداء الزلاقي)، بينما حساسية الحليب أكثر شيوعًا لدى الأطفال، وقد تخف تدريجيًا مع تقدم السن.

4. التشخيص والعلاج

لتشخيص حساسية القمح والحليب، يتطلب الأمر عدة خطوات تشمل التاريخ الطبي للمريض، والفحص السريري، بالإضافة إلى اختبارات الحساسية المخبرية مثل اختبارات الجلد واختبارات الدم.

4.1. العلاج لحساسية القمح والحليب

علاج حساسية القمح والحليب يعتمد أساسًا على الوقاية من الأطعمة التي تحتوي على هذه المكونات. يجب على الأشخاص المصابين بالحساسية تجنب القمح والحليب ومنتجاتهما بشكل كامل. في حالات التأق، قد يكون من الضروري استخدام الإبينفرين (الأدرينالين) بشكل فوري.

5. الوقاية والتعايش مع الحساسية

الوقاية هي السبيل الوحيد لتجنب التفاعل التحسسي. يجب على الأفراد المصابين بحساسية القمح والحليب أن يكونوا دائمًا يقظين عند شراء الطعام، ويجب أن يتأكدوا من قراءة المكونات المرفقة على العبوات بشكل دقيق. يمكن للمرضى أيضًا الاستفادة من استشارات أخصائيي التغذية لضمان الحصول على تغذية متوازنة بالرغم من تجنب الأطعمة التي تحتوي على القمح أو الحليب.

المراجع:

1. American College of Allergy, Asthma, and Immunology (ACAAI). (2023). Wheat Allergy.

2. National Institute of Allergy and Infectious Diseases (NIAID). (2021). Milk Allergy.