أعراض حساسية البيض عند الرضع

أعراض حساسية البيض عند الرضع

تعد حساسية البيض من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعاً لدى الرضع والأطفال الصغار، ويحدث ذلك عندما يتفاعل جهاز المناعة بطريقة غير طبيعية مع البروتينات الموجودة في البيض. قد تبدأ هذه الحساسية في الظهور منذ بداية إدخال الأطعمة الصلبة في النظام الغذائي للطفل، وهو عادة ما يكون في عمر 6 أشهر تقريباً، حيث يتم تقديم الأطعمة التي تحتوي على البيض لأول مرة.

تتميز حساسية البيض بتنوع الأعراض التي قد تظهر على الرضيع، والتي يمكن أن تتراوح بين أعراض خفيفة ومزعجة إلى أعراض شديدة تهدد الحياة. في هذا المقال، سيتم تسليط الضوء على أعراض حساسية البيض عند الرضع، الأسباب المحتملة لهذه الحساسية، طرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى كيفية الوقاية منها.

1. ما هي حساسية البيض؟

حساسية البيض هي استجابة غير طبيعية من جهاز المناعة تجاه البروتينات الموجودة في بياض البيض أو صفاره. تحدث الحساسية عندما يتعرف جهاز المناعة على هذه البروتينات على أنها تهديد ويبدأ في إطلاق مواد كيميائية مثل الهيستامين لمحاربة هذا “التهديد”، مما يؤدي إلى حدوث الأعراض التحسسية.

يمكن أن تحدث حساسية البيض بسبب البروتينات الموجودة في بياض البيض أو صفار البيض أو كليهما. ولكن، يُعتقد أن بياض البيض هو الجزء الأكثر تسبباً للحساسية بسبب احتوائه على بروتينات مثل الألبومين والكونالوبيوم.

2. الأعراض الشائعة لحساسية البيض عند الرضع

تظهر أعراض حساسية البيض عادةً بعد فترة قصيرة من تناول البيض أو منتجاته، وقد تتفاوت هذه الأعراض في شدتها. تتنوع الأعراض من أعراض خفيفة مثل الطفح الجلدي إلى أعراض أكثر خطورة مثل صعوبة التنفس أو الحساسية المفرطة.

2.1. أعراض جلدية

أحد الأعراض الأكثر شيوعاً لحساسية البيض عند الرضع هو ظهور طفح جلدي، خاصة على الوجه أو الجسم. قد يشمل ذلك:

• احمرار في الجلد.

• حكة شديدة.

• ظهور بثور أو بقع حمراء منتشرة على الجلد.

• تورم في الوجه أو الشفتين أو اللسان.

• إكزيما (حالة جلدية تسبب جفافاً وحكة).

2.2. أعراض هضمية

الأعراض الهضمية تعتبر أيضاً من الأعراض الشائعة التي تظهر عند الرضع الذين يعانون من حساسية البيض. قد تشمل:

• القيء المتكرر بعد تناول البيض.

• الإسهال أو المخاط في البراز.

• آلام في البطن وانتفاخات.

• الغازات المفرطة.

2.3. أعراض تنفسية

في بعض الحالات، قد تظهر أعراض تنفسية نتيجة لتفاعل الطفل مع بروتينات البيض، وتشمل:

• سيلان الأنف.

• العطس المتكرر.

• سعال.

• صفير عند التنفس.

• صعوبة في التنفس أو ضيق في التنفس.

• تورم في الحلق قد يؤدي إلى صعوبة في البلع.

2.4. ردود فعل تحسسية شديدة

في حالات نادرة ولكنها خطيرة، قد يتطور رد فعل تحسسي شديد يُسمى “الصدمة التحسسية” (Anaphylaxis)، والذي يتطلب علاجاً طارئاً. تشمل أعراض الصدمة التحسسية:

• انخفاض حاد في ضغط الدم.

• صعوبة شديدة في التنفس.

• فقدان الوعي.

• سرعة ضربات القلب.

هذه الحالة تتطلب علاجاً فورياً باستخدام إبرة الأدرينالين (الإبينفرين) في الحال، وغالباً ما يتم نقل الطفل إلى المستشفى لتلقي العلاج.

3. الأسباب المحتملة لحساسية البيض عند الرضع

تعد أسباب الإصابة بحساسية البيض غير واضحة تماماً، ولكن يُعتقد أن هناك عدة عوامل تساهم في ظهور هذه الحساسية. تتضمن هذه العوامل:

• العوامل الوراثية: إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب المباشرين يعاني من حساسية تجاه الطعام أو أي نوع آخر من الحساسية، فإن الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة بالحساسية تجاه البيض.

• العوامل البيئية: من الممكن أن تلعب البيئة دوراً في زيادة خطر الإصابة بحساسية البيض. التعرض المبكر جداً أو المتأخر جداً للبروتينات الغذائية مثل البيض قد يؤثر على جهاز المناعة ويزيد من احتمالية الإصابة بالحساسية.

• نظام المناعة غير الناضج: يعد جهاز المناعة عند الرضع غير مكتمل النمو، مما يجعله أكثر عرضة للتفاعل بشكل مفرط مع مواد معينة مثل البروتينات الموجودة في البيض.

• التعرض المفرط أو المحدود: تشير بعض الأبحاث إلى أن التعرض المتكرر للبيض في سن مبكرة قد يساعد على تقليل احتمالية حدوث الحساسية. بالمقابل، عدم تقديم البيض على مدار فترة طويلة قد يزيد من خطر الإصابة.

4. تشخيص حساسية البيض عند الرضع

إذا ظهرت على الرضيع أعراض تشير إلى وجود حساسية تجاه البيض، يجب استشارة طبيب متخصص فوراً. يقوم الطبيب بتقييم الحالة استناداً إلى الأعراض السريرية ويجب أن يتم التشخيص بناءً على عدة طرق:

4.1. الفحص السريري

يشمل الفحص السريري ملاحظة الأعراض الظاهرة على الطفل، والتاريخ الطبي للأسرة، وكذلك أي تفاعلات سابقة مع الأطعمة التي تحتوي على البيض.

4.2. اختبار الجلد التحسسي (Skin Prick Test)

يقوم الطبيب بوضع كمية صغيرة من بروتينات البيض على جلد الطفل، ثم يقوم بوخز الجلد برفق. إذا كان الطفل يعاني من حساسية تجاه البيض، فإن المنطقة التي تم وخزها ستظهر تورماً أو احمراراً.

4.3. اختبار الدم (RAST أو sIgE)

يتم من خلال اختبار الدم قياس مستويات الأجسام المضادة (IgE) التي ينتجها جهاز المناعة استجابةً للبيض. هذه الاختبارات يمكن أن تساعد في تأكيد التشخيص.

4.4. التحدي الغذائي تحت إشراف الطبيب

في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب من الأهل تقديم البيض للطفل في بيئة مراقبة من أجل التحقق من رد الفعل التحسسي، مع ضرورة تقديم العلاج الطبي في حال حدوث أي أعراض.

5. علاج حساسية البيض عند الرضع

لا يوجد علاج جذري لحساسية البيض، ولكن يمكن إدارة الأعراض والتقليل من المخاطر باتباع عدة خطوات. يتضمن العلاج عادةً:

5.1. تجنب البيض ومشتقاته

أفضل طريقة لإدارة حساسية البيض هي تجنب إعطاء الطفل أي نوع من البيض أو المنتجات التي تحتوي عليه، سواء كان في طعامه أو في الأطعمة المعلبة أو المصنعة. يجب أن يتم قراءة المكونات بعناية على العبوات الغذائية للتأكد من خلوها من البيض.

5.2. استخدام مضادات الهيستامين

إذا ظهرت على الطفل أعراض خفيفة مثل الطفح الجلدي أو الحكة، يمكن استخدام مضادات الهيستامين التي يصفها الطبيب لتخفيف الأعراض.

5.3. الأدرينالين

في حالات الحساسية الشديدة، قد يكون من الضروري استخدام إبرة الأدرينالين (الإبينفرين) لإدارة الأعراض الحادة مثل الصدمة التحسسية. يتم وصف هذه الحقن للأطفال الذين يعانون من حساسية شديدة.

5.4. استشارة أخصائي تغذية

من المهم استشارة أخصائي تغذية للأطفال المصابين بحساسية البيض للحصول على إرشادات حول كيفية تقديم نظام غذائي متوازن للطفل يتجنب البيض ويشمل بدائل غذائية غنية بالبروتين.

6. الوقاية من حساسية البيض

بينما لا يمكن منع حدوث حساسية البيض تماماً، إلا أن هناك بعض التدابير التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بها:

• التعرض المبكر للبيض: تشير الدراسات الحديثة إلى أن تقديم البيض للطفل في وقت مبكر من حياته قد يقلل من خطر تطوير حساسية البيض.

• الرضاعة الطبيعية: الرضاعة الطبيعية تعزز جهاز المناعة لدى الطفل وقد تساعد في الوقاية من الحساسية بشكل عام.

• تجنب المكونات الغذائية التي تحتوي على البيض: يجب على الأهل الانتباه للأطعمة التي تحتوي على البيض وتجنب تقديمها للأطفال الصغار في حال وجود تاريخ عائلي من الحساسية.

7. الختام

حساسية البيض هي حالة شائعة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة الرضع والأطفال الصغار. من خلال التعرف المبكر على الأعراض وتقديم العناية الطبية المناسبة، يمكن تقليل المخاطر وتحسين نوعية حياة الطفل. الحفاظ على اليقظة عند إدخال الأطعمة الجديدة في النظام الغذائي للطفل والتشاور مع طبيب الأطفال بشكل دوري يمكن أن يساعد في الوقاية من مضاعفات هذه الحساسية.