أعراض حساسية البقوليات وعلاجها

أعراض حساسية البقوليات: تعرف على علامات التحسس وأسبابه وعلاجها

حساسية البقوليات هي إحدى أنواع الحساسية الغذائية التي يمكن أن تؤثر على الأشخاص بشكل مختلف، وتعد من بين أكثر أنواع الحساسية انتشارًا في العديد من المناطق حول العالم. البقوليات هي عائلة من النباتات التي تضم عدداً كبيراً من الأنواع مثل الفاصوليا، العدس، الحمص، فول الصويا، البازلاء، وغيرها. وعلى الرغم من أنها تعد من المكونات الغذائية الصحية ذات القيمة الغذائية العالية، إلا أن البعض قد يصابون برد فعل تحسسي نتيجة تناولها. في هذا المقال، سنتناول أعراض حساسية البقوليات بشيء من التفصيل، مع تسليط الضوء على أسبابها، الفئات المعرضة لها، التشخيص، والعلاج المتبع.

ما هي حساسية البقوليات؟

حساسية البقوليات هي رد فعل غير طبيعي للجهاز المناعي تجاه البروتينات الموجودة في البقوليات. يحدث هذا عندما يتعرف جهاز المناعة على البروتينات في البقوليات كمواد ضارة، مما يؤدي إلى إفراز الجسم لمواد كيميائية مثل الهيستامين للتفاعل مع تلك البروتينات. هذا التفاعل يؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي قد تتراوح بين الخفيفة والشديدة، ويمكن أن تشمل تفاعلات مثل الحكة، الطفح الجلدي، صعوبة التنفس، وحتى تفاعلات أكثر خطورة مثل صدمة الحساسية.

أعراض حساسية البقوليات

تتراوح أعراض حساسية البقوليات من أعراض خفيفة إلى شديدة، وقد تظهر في غضون دقائق أو ساعات بعد تناول البقوليات. يمكن تصنيف الأعراض إلى فئات متعددة بناءً على شدة التفاعل، وهي تشمل الأعراض الجلدية، التنفسية، الهضمية، وأحياناً أعراض أكثر خطورة مثل صدمة الحساسية.

1. الأعراض الجلدية:

تعد الأعراض الجلدية من الأعراض الشائعة التي قد يعاني منها الأشخاص المصابون بحساسية البقوليات. وتشمل:

• الطفح الجلدي: يظهر بشكل بقع حمراء أو حكة على الجلد، وقد يكون مصحوبًا بتورم في مناطق معينة من الجسم.

• التورم: خاصة في الشفتين، الوجه، أو اللسان. قد يحدث تورم في الأنسجة المحيطة بالفم أو العينين.

• الحكة: قد يعاني الشخص المصاب بالحساسية من حكة شديدة في الجلد أو في الأجزاء التي تعرضت للبقوليات.

2. الأعراض التنفسية:

تظهر هذه الأعراض عندما يؤدي التفاعل المناعي إلى التأثير على الجهاز التنفسي، وقد تشمل:

• صعوبة التنفس: قد يعاني الشخص من ضيق في التنفس أو شعور وكأن هناك شيء عائق في مجرى التنفس.

• الصفير: يمكن أن يصدر صوت صفير عند التنفس بسبب التهاب الشعب الهوائية أو انسداد مجرى الهواء.

• السعال المستمر: قد يبدأ الشخص في السعال بعد تناول البقوليات بسبب تهيج المجاري التنفسية.

• تورم الحنجرة أو اللسان: مما يؤدي إلى صعوبة في البلع أو الكلام، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى الاختناق.

3. الأعراض الهضمية:

تظهر بعض الأعراض الهضمية نتيجة لتفاعل الجسم مع البروتينات الموجودة في البقوليات. يمكن أن تشمل:

• آلام في البطن: شعور بالانتفاخ أو تقلصات في المعدة.

• الإسهال: قد يعاني الشخص المصاب من إسهال متكرر أو وجود دم في البراز.

• الغثيان والقيء: قد يتبع التفاعل التحسسي شعور بالغثيان ومن ثم التقيؤ بعد تناول البقوليات.

4. الأعراض الشديدة:

في الحالات الأكثر شدة، قد تحدث تفاعلات تحسسية خطيرة تهدد الحياة، مثل:

• صدمة الحساسية (أنفلوكسيس): وهو تفاعل تحسسي شديد قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، وفقدان الوعي، وزيادة خطر الإصابة بفشل الأعضاء. يحتاج الشخص المصاب بالصدمة إلى علاج فوري باستخدام الإبينفرين.

• تضييق مجرى التنفس: مما يسبب مشاكل في التنفس قد تؤدي إلى الاختناق إذا لم يتم علاجها بشكل سريع.

أسباب حساسية البقوليات

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى تحسس الشخص من البقوليات، ويمكن أن تتضمن العوامل الوراثية والعوامل البيئية.

1. العوامل الوراثية:

تشير الدراسات إلى أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بحساسية البقوليات بسبب عوامل وراثية. إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بحساسية غذائية أو حساسية بشكل عام، فإن الشخص قد يكون عرضة للإصابة بهذه الحساسية أيضًا. تتعدد أنواع الحساسية التي قد تكون مرتبطة بعوامل وراثية، مثل حساسية حبوب اللقاح أو حساسية البيض أو حليب الأبقار.

2. العوامل البيئية:

التعرض لبعض العوامل البيئية قد يزيد من خطر الإصابة بحساسية البقوليات. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعيش في بيئة ملوثة أو يتعرض بكثرة للمواد الكيميائية المسببة للحساسية، فقد يتعرض للزيادة في احتمالية الإصابة بهذا النوع من الحساسية. كما أن تناول أنواع معينة من البقوليات بشكل مفرط قد يكون له دور في تنشيط التفاعل التحسسي لدى بعض الأشخاص.

3. تأثير البروتينات المعينة:

يحتوي كل نوع من أنواع البقوليات على بروتينات خاصة يمكن أن تثير استجابة مناعية لدى بعض الأشخاص. فمثلاً، فول الصويا يحتوي على بروتينات يمكن أن تكون محفزة للتحسس، ولذلك نجد أن الكثير من الأشخاص يعانون من حساسية تجاه فول الصويا أكثر من غيره. وبالمثل، العدس والفاصوليا يمكن أن يحتوي كل منهما على بروتينات تثير رد فعل مشابهًا.

تشخيص حساسية البقوليات

يتم تشخيص حساسية البقوليات عادة عن طريق التاريخ الطبي للمريض والفحوصات المخبرية. الخطوة الأولى في التشخيص تتضمن التحدث مع المريض حول الأعراض التي ظهرت بعد تناول الأطعمة المحتوية على البقوليات. بعد ذلك، قد يطلب الطبيب إجراء فحص جلدي (اختبار وخز الجلد) أو فحص دم لقياس مستويات الأجسام المضادة (IgE) التي تنتجها الجسم في حالة التحسس.

علاج حساسية البقوليات

علاج حساسية البقوليات يختلف حسب شدة التفاعل. في بعض الحالات، قد يكون العلاج بسيطًا في تجنب تناول البقوليات، في حين أن هناك حالات أكثر تعقيدًا تتطلب علاجًا طارئًا.

1. الوقاية والتجنب:

الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع حساسية البقوليات هي تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على البقوليات. ينبغي على المصاب بحساسية البقوليات قراءة مكونات المنتجات بعناية، حيث أن العديد من المنتجات المعلبة أو المعالجة قد تحتوي على البقوليات بشكل غير ظاهر.

2. الأدوية:

في حالة حدوث تفاعلات تحسسية خفيفة، يمكن استخدام مضادات الهيستامين لتخفيف الأعراض مثل الحكة أو الطفح الجلدي. إذا كان التفاعل أكثر شدة، فقد يوصي الطبيب باستخدام أدوية أخرى مثل الكورتيكوستيرويدات أو الإبينفرين (أدرينالين) في حالة حدوث صدمة الحساسية.

3. الإبينفرين:

في حالات الحساسية الشديدة (مثل الصدمة التحسسية)، يمكن أن يصف الطبيب جهاز الإبينفرين (حقن الأدرينالين)، والذي يجب حمله دائمًا. الإبينفرين يعمل على توسيع مجاري التنفس وزيادة ضغط الدم، ويجب استخدامه فورًا إذا شعر الشخص المصاب بصعوبة في التنفس أو أعراض صدمة الحساسية.

خلاصة

حساسية البقوليات هي حالة طبية تتطلب اهتمامًا خاصًا بسبب قدرتها على التسبب في تفاعلات تحسسية تتراوح في شدتها من خفيفة إلى مهددة للحياة. من خلال الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج السريع، يمكن التحكم في هذه الحساسية بشكل فعال. كما ينبغي على الأفراد الذين يعانون من حساسية البقوليات أن يكونوا دائمًا على دراية بمكونات الطعام وأن يتخذوا التدابير اللازمة لتجنب التعرض للبقوليات.