أعراض جفاف العين وعلاجها

أعراض جفاف العين وأسبابه وطرق علاجه:

يُعد جفاف العين من الحالات الصحية الشائعة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على راحة الشخص وجودة حياته اليومية. لا يقتصر الأمر على الشعور بالجفاف فحسب، بل يشمل أيضًا مجموعة من الأعراض المزعجة التي قد تتراوح في شدتها من خفيفة إلى شديدة. تحدث هذه الحالة عندما تكون هناك مشكلة في إنتاج الدموع أو في تركيبها، ما يؤدي إلى عدم ترطيب العين بشكل كافٍ. يشير الأطباء إلى أن جفاف العين قد يكون نتيجة لعدة عوامل بيئية أو صحية.

أعراض جفاف العين

أعراض جفاف العين قد تكون متباينة وتعتمد على عدة عوامل مثل شدة الحالة أو السبب الأساسي وراء جفاف العين. قد يشعر الشخص المصاب بجفاف العين بمجموعة من الأعراض المختلفة التي تؤثر على راحته اليومية. ومن أبرز هذه الأعراض:

1. الشعور بالجفاف في العين: يعد الجفاف في العين من الأعراض الأساسية لجفاف العين. يشعر الشخص المصاب بأن هناك خشونة أو حرقان في العين، وخاصة بعد فترات طويلة من التركيز مثل القراءة أو العمل أمام شاشة الكمبيوتر.

2. الحكة أو الوخز: قد يشعر الشخص المصاب بجفاف العين بحكة شديدة أو شعور بوخز في العينين، وهو ما يجعل الشخص يحاول فرك عينيه بشكل مستمر للتخفيف من هذا الشعور المزعج.

3. الإحساس بوجود جسم غريب في العين: في بعض الحالات، يصف المصابون جفاف العين وكأن هناك شيئًا غريبًا عالقًا في العين. هذا الإحساس قد يكون مزعجًا للغاية ويؤدي إلى الحاجة المستمرة لإغلاق العين أو محاولة فركها.

4. الاحمرار: من الأعراض الشائعة الأخرى لجفاف العين هو الاحمرار، خاصة في منطقة بياض العين. يعود ذلك إلى تهيج الأوعية الدموية في العين نتيجة نقص الدموع.

5. التعب أو الإرهاق البصري: قد يشعر الشخص المصاب بجفاف العين بتعب شديد أو إرهاق بعد فترة قصيرة من استخدام العين. قد يتسبب هذا في قلة القدرة على التركيز وخصوصًا عند القراءة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة.

6. التمزق المفرط: في بعض الأحيان، قد يتسبب جفاف العين في تمزق مفرط في العين. في البداية، قد يبدو أن هناك زيادة في إفراز الدموع، لكن هذه الدموع تكون غير فعّالة بسبب كونها من النوع المائي وليس النوع الذي يساهم في ترطيب العين بشكل كامل.

7. حساسية تجاه الضوء: الأشخاص الذين يعانون من جفاف العين قد يلاحظون زيادة في حساسيتهم تجاه الضوء، أو ما يُعرف بالـ”فوتوفوبيا”. هذا يكون بسبب التهيج المستمر في العينين.

8. صعوبة في ارتداء العدسات اللاصقة: يعاني الكثير من الأشخاص الذين يستخدمون العدسات اللاصقة من مشكلة جفاف العين، حيث يواجهون صعوبة في ارتداء العدسات لفترات طويلة بسبب الجفاف والتهيج الناتج عنها.

9. زيادة إفراز المخاط في العين: قد يلاحظ الشخص المصاب زيادة في إفراز المخاط أو السائل اللزج في العين، وهو ما يمكن أن يسبب عدم راحة مستمر.

10. رؤية ضبابية: في بعض الحالات، قد يشعر الشخص المصاب بجفاف العين بأن الرؤية أصبحت ضبابية أو غير واضحة، خاصة عندما يكون الجفاف شديدًا. يحدث هذا بسبب التأثير السلبي على سطح العين.

أسباب جفاف العين

تتنوع أسباب جفاف العين، ويمكن تصنيفها إلى أسباب بيئية وأسباب صحية مرتبطة بالجسم نفسه. من أبرز الأسباب:

1. التقدم في السن: يعد التقدم في العمر من أكثر العوامل المؤثرة في ظهور جفاف العين. مع التقدم في العمر، يقل إنتاج الدموع بشكل طبيعي، ما يؤدي إلى جفاف العين. كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بعد انقطاع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية.

2. استخدام الأجهزة الإلكترونية: مع زيادة الوقت الذي يقضيه الأشخاص أمام شاشات الكمبيوتر أو الهواتف الذكية، يتعرضون بشكل مستمر لجفاف العين بسبب تقليل عدد مرات طرف الجفن خلال النظر إلى الشاشات، ما يؤدي إلى تبخر الدموع بسرعة.

3. التعرض للبيئات الجافة أو الهوائية: العوامل البيئية مثل التلوث، الرياح، الهواء الجاف، أو التعرض للمكيفات يمكن أن تسهم في تبخر الدموع بشكل أسرع من المعتاد، مما يؤدي إلى جفاف العين.

4. الأدوية: هناك العديد من الأدوية التي قد تسبب جفاف العين كأثر جانبي. من بين هذه الأدوية: مضادات الهيستامين، أدوية ضغط الدم، أدوية الاكتئاب، أدوية احتقان الأنف، والعلاج الكيميائي. تؤثر هذه الأدوية على إنتاج الدموع في العين وتساهم في تدهور الحالة.

5. الأمراض المزمنة: يعاني الأشخاص المصابون ببعض الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، مرض السكري، ومتلازمة سجوجرن من مشاكل في إنتاج الدموع، مما يزيد من فرص الإصابة بجفاف العين.

6. التعرض للأشعة أو العوامل الكيميائية: يمكن أن يؤدي التعرض للأشعة تحت الحمراء أو العوامل الكيميائية السامة إلى تلف غدد الدموع في العين، ما يتسبب في جفافها. كما أن الأشخاص الذين يخضعون لجراحة في العين، مثل جراحة الليزر (الليزك)، قد يعانون من جفاف العين نتيجة لتلف الأعصاب المسؤولة عن إنتاج الدموع.

7. الاضطرابات الهرمونية: التغيرات في مستوى الهرمونات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على إنتاج الدموع. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو انقطاع الطمث إلى جفاف العين.

8. التهاب الجفن: التهاب الجفن أو ما يُعرف باسم “الجفن الدهني” يمكن أن يؤثر على غدد الدموع في العين، ويؤدي إلى قلة الترطيب بشكل مناسب للعين.

9. الجراحة والعلاج الكيميائي: يمكن أن تؤدي جراحة العين، مثل جراحة الانكسار (الليزك) إلى تغيير في التوازن الطبيعي للدموع. كذلك، يمكن أن يؤدي العلاج الكيميائي إلى انخفاض إنتاج الدموع، مما يؤدي إلى جفاف العين.

10. التدخين: يعد التدخين من العوامل التي تساهم في جفاف العين. فالدخان يسبب التهيج في العينين، مما يؤدي إلى جفافهما. كما أن التدخين يقلل من إنتاج الدموع.

تشخيص جفاف العين

لتشخيص جفاف العين، يقوم الأطباء بمجموعة من الاختبارات السريرية. قد يشمل التشخيص ما يلي:

1. اختبار شيرمر: يعتمد هذا الاختبار على وضع قطعة من الورق تحت الجفن السفلي لتحديد كمية الدموع التي يتم إنتاجها.

2. اختبار التبخر: يقيس هذا الاختبار سرعة تبخر الدموع من سطح العين.

3. اختبارات الزراعة والميكروسكوب: في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر فحص العين باستخدام ميكروسكوب خاص لملاحظة أي تغيرات قد تحدث بسبب جفاف العين.

طرق علاج جفاف العين

تتعدد طرق علاج جفاف العين حسب السبب الرئيسي وراء الإصابة وشدتها. من أبرز العلاجات:

1. استخدام الدموع الاصطناعية: تعتبر الدموع الاصطناعية هي العلاج الأول لجفاف العين، حيث تساعد في ترطيب العين وتخفيف الأعراض بشكل مؤقت.

2. الأدوية المضادة للالتهاب: قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للالتهاب مثل الستيرويدات أو الأدوية التي تزيد من إنتاج الدموع.

3. أجهزة الترطيب: يمكن استخدام أجهزة ترطيب الهواء لزيادة مستوى الرطوبة في البيئة المحيطة، مما يساعد في تقليل تبخر الدموع.

4. إغلاق القنوات الدمعية: في بعض الحالات، يمكن إغلاق القنوات الدمعية لمنع تسريب الدموع بعيدًا عن العين، مما يساهم في ترطيب العين لفترة أطول.

5. العلاج بالضوء أو الليزر: في بعض الحالات الشديدة، قد يحتاج الأشخاص إلى علاج بالضوء أو الليزر لتحفيز غدد الدموع على العمل بشكل أفضل.

6. علاج الحالات الصحية المرتبطة: إذا كانت الحالة ناجمة عن مرض مزمن، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، فإن العلاج المناسب لهذه الأمراض قد يساعد في تخفيف جفاف العين.

خاتمة

يعتبر جفاف العين من الحالات الشائعة التي يمكن أن تؤثر على العديد من الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم. من خلال التعرف على الأعراض والأسباب المحتملة لهذا المرض، يمكن اتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من الأعراض وتحسين نوعية الحياة.