أهم الأعراض التي تشير إلى تعرّض طفلك للتحرش الجنسي
التحرش الجنسي هو من أبشع الجرائم التي قد يتعرض لها الأطفال، ويشكل تهديدًا كبيرًا على صحتهم النفسية والجسدية. للأسف، يصعب على الكثير من الأهل التعرف على هذه الحالات في الوقت المناسب، خاصة أن الأطفال قد لا يكونون قادرين على التعبير عن مشاعرهم بشكل كامل. ولكن، هناك بعض الأعراض والعلامات التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش الجنسي، ويجب على الأهل أن يكونوا حريصين على مراقبة أي تغيرات قد تطرأ على سلوك الطفل أو حالته الصحية.
1. تغيرات في السلوك العام
من أولى العلامات التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش الجنسي هي التغيرات المفاجئة في سلوكياته. قد يكون هذا التغيير في صورة:
- الانطواء: إذا كان الطفل منفتحًا سابقًا وبدأ فجأة في الانسحاب أو العزلة عن عائلته وأصدقائه، فقد يكون هذا مؤشرًا على أنه يعاني من شيء ما.
- العدوانية أو التوتر الزائد: قد يصبح الطفل سريع الغضب أو شديد الحساسية لأبسط الأمور، كما قد يبدأ في التصرف بعنف تجاه الآخرين.
- القلق والخوف غير المبرر: إذا أصبح الطفل يظهر قلقًا مفرطًا من أماكن أو أشخاص معينين دون سبب واضح، فقد يكون هذا دليلاً على وقوعه في موقف صعب.
2. التغيرات الجسدية
التعرض للتحرش الجنسي قد يترك آثارًا جسدية على الطفل يمكن ملاحظتها من خلال مجموعة من الأعراض مثل:
- ألم أو حكة في المناطق الحساسة: إذا كان الطفل يشكو من ألم مستمر أو حكة في أعضائه التناسلية أو منطقة الشرج دون سبب طبي واضح، فقد يكون هذا دليلًا على تعرضه لاعتداء جنسي.
- إفرازات غير طبيعية: قد تلاحظ الأهل وجود إفرازات غير طبيعية من الأعضاء التناسلية للطفل، أو حتى نزيف خفيف في بعض الحالات.
- التبول أو التبرز غير الطبيعي: قد يظهر الطفل صعوبة في التحكم في التبول أو التبرز، وهو ما قد يشير إلى تعرّضه لأذية جسدية في هذه المنطقة.
3. القلق بشأن أوقات معينة أو أشخاص محددين
إذا بدأ الطفل يظهر خوفًا غير مبرر تجاه شخص بالغ معين أو مكان محدد، فقد يكون هذا مؤشرًا على حدوث شيء غير طبيعي في هذا السياق. على سبيل المثال:
- رفض الذهاب إلى أماكن معينة: مثل المدرسة أو منزل أحد الأقارب أو الجيران.
- الخوف من البقاء بمفرده مع شخص معين: قد يظهر الطفل ترددًا أو خوفًا شديدًا عند التعرض لشخص بعينه.
4. سلوك جنسي غير مناسب للعمر
أحد الأعراض الأكثر وضوحًا التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش الجنسي هو تصرفه بسلوكيات جنسية غير مناسبة لعمره. قد يتضمن ذلك:
- المعرفة المفرطة بالجنس: قد يظهر الطفل معرفة مفاجئة ودقيقة حول مواضيع جنسية، تتجاوز ما هو مناسب لعمره.
- تقليد سلوكيات جنسية: قد يبدأ الطفل في تقليد سلوكيات أو تصرفات جنسية شاهدها أو تعرض لها، مثل محاكاة مشاهد أو أفعال جنسية في لعبه مع الآخرين.
- السؤال المتكرر عن الأمور الجنسية: إذا بدأ الطفل بطرح أسئلة لا تتناسب مع عمره أو كان لديه فضول غير عادي حول الجسم البشري أو العلاقة بين الجنسين.
5. تغيرات في الأداء المدرسي
التحرش الجنسي قد يؤدي إلى تراجع مفاجئ في الأداء المدرسي للطفل. إذا لاحظت انخفاضًا ملحوظًا في درجات الطفل أو تدهورًا في سلوكه داخل الصف الدراسي، فقد يكون ذلك مرتبطًا بتجربة مؤلمة يتعرض لها. من الأعراض التي قد تظهر على الطفل في المدرسة:
- التغيب المستمر: قد يبدأ الطفل في التغيب عن المدرسة بشكل متكرر، إما بسبب شعوره بالضيق أو الخوف.
- صعوبة التركيز أو التشتت: بسبب الحالة النفسية المضطربة، قد يجد الطفل صعوبة في التركيز أثناء الحصص الدراسية أو في أداء الواجبات.
6. الاضطرابات النفسية والعاطفية
الطفل الذي تعرض للتحرش الجنسي قد يعاني من اضطرابات نفسية تؤثر على صحته العاطفية. من هذه الأعراض:
- الاكتئاب والانعزال: قد يصاب الطفل بالاكتئاب الشديد أو يظهر علامات الحزن المستمر.
- الشعور بالذنب أو الخزي: يعاني بعض الأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي من مشاعر قوية بالذنب أو الخزي بسبب ما حدث لهم، حتى وإن لم يكن لهم دور فيه.
- فقدان الثقة بالنفس: قد يبدأ الطفل في الشعور بعدم القيمة أو عدم الجدوى، مما يؤثر على تصرفاته وسلوكه.
7. التعرض لأعراض جسدية غير مبررة
بعض الأطفال قد يظهرون أعراضًا جسدية غريبة تترافق مع التعرض للتحرش الجنسي، مثل:
- آلام رأس أو معدة مستمرة: هذه الأوجاع قد تكون نتيجة لتوترات نفسية عميقة يعاني منها الطفل.
- صعوبة في النوم: الأطفال الذين يتعرضون للتحرش قد يعانون من اضطرابات نوم مثل الكوابيس المتكررة أو صعوبة الاستغراق في النوم.
8. التفاعل الغريب مع اللمسات أو الاتصال الجسدي
إذا لاحظت أن الطفل يرفض أي نوع من الاتصال الجسدي أو يبالغ في الخوف عند لمس أي جزء من جسمه، فهذا قد يكون دليلاً على تعرضه لتجربة مؤلمة تتعلق باللمس.
ماذا يجب أن تفعل إذا لاحظت هذه الأعراض؟
إذا لاحظت أي من الأعراض المذكورة أعلاه، من المهم التصرف بحذر وعناية فائقة. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها:
- استمع لطفلك بجدية: اعطِ طفلك الفرصة للتحدث عن مشاعره دون توجيه اتهامات. احرص على أن يشعر الطفل بالأمان والراحة.
- لا تلوم الطفل: من المهم أن تؤكد للطفل أنه ليس مذنبًا، وأنه يمكنه دائمًا التحدث إليك دون خوف من العواقب.
- طلب الدعم المهني: إذا كانت الشكوك قوية، من الضروري استشارة مختص في العلاج النفسي للأطفال أو استشارة محامٍ مختص لحماية حقوق الطفل.
- تقديم الدعم العاطفي والنفسي: من الضروري أن يتلقى الطفل الدعم اللازم من الأسرة والمختصين حتى يتمكن من التكيف مع الصدمة والتعافي منها.
الخلاصة
التعرف على علامات التحسس الجنسي في الأطفال ليس أمرًا سهلاً دائمًا، لكن من المهم أن تكون الأهل على وعي كامل بالعوارض النفسية والجسدية التي قد تظهر على الطفل. في حالة الشك، يجب تقديم الدعم اللازم على الفور والعمل مع مختصين لضمان حماية الطفل ومساعدته على تجاوز هذا التحدي.