أعراض النقرس

النقرس هو نوع من أنواع التهاب المفاصل الذي يحدث بسبب تراكم حمض اليوريك في الجسم، مما يؤدي إلى تكوّن بلورات حادة في المفاصل والأنسجة المحيطة بها. هذا التراكم البلوري يسبب التهابات شديدة وألماً حاداً في المفاصل، وغالباً ما يظهر بشكل مفاجئ وشديد، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين به. لفهم أعراض النقرس بشكل مفصل يجب التطرق إلى الأعراض المبكرة، أعراض النوبات الحادة، بالإضافة إلى الأعراض المزمنة التي قد تصاحب تطور المرض مع مرور الوقت.

النقرس وأسبابه باختصار

قبل الخوض في أعراض النقرس، من المهم فهم السبب الرئيس لحدوثه، وهو ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم، والمعروف باسم فرط حمض اليوريك. حمض اليوريك هو ناتج طبيعي لتحلل البيورينات، وهي مواد موجودة في كثير من الأطعمة مثل اللحوم الحمراء، المأكولات البحرية، وبعض المشروبات الكحولية. في حال عدم قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك بكفاءة أو في حالة زيادة إنتاجه، تتراكم البلورات في المفاصل مسببة التهيج والالتهاب.

أعراض النقرس في المراحل المبكرة

تبدأ أعراض النقرس غالباً بنوبة مفاجئة من الألم الحاد في المفصل المصاب، وغالباً ما يكون المفصل هو مفصل الإصبع الكبير للقدم. قد يشعر المصاب بآلام شديدة لدرجة أن أي لمس أو ضغط خفيف على المفصل يصبح مؤلماً للغاية. في بعض الحالات، قد تبدأ الأعراض بسخونة واحمرار وتورم في المفصل، مع زيادة في الحساسية.

الأعراض التفصيلية للمراحل الأولى:

• ألم شديد مفاجئ: غالباً يبدأ الألم خلال الليل أو فجأة دون مقدمات واضحة.

• تورم المفصل: يصبح المفصل منتفخاً ومتضخماً بشكل واضح، ويصاحبه إحساس بالحرارة.

• احمرار الجلد: يظهر الجلد حول المفصل بلون أحمر أو أرجواني بسبب الالتهاب.

• صعوبة في تحريك المفصل: ينتج الألم والتورم تقيداً في حركة المفصل.

هذه الأعراض قد تستمر من عدة أيام إلى أسبوع، وبعدها قد تختفي النوبة، مما يعطي انطباعاً زائفاً بالشفاء، لكن المرض يظل كامناً وجاهزاً للظهور من جديد.

أعراض النوبات الحادة للنقرس

النوبات الحادة من النقرس تتميز بشدة الأعراض وتكرارها، وقد تشمل عدة مفاصل وليس فقط المفصل الأول للقدم. من أبرز هذه الأعراض:

• ألم لا يطاق: قد يمتد الألم ليشمل عدة مفاصل مجاورة ويستمر لساعات طويلة.

• ارتفاع درجة حرارة الجسم: في بعض الحالات المصاحبة للنوبات الشديدة، قد يعاني المريض من حمى خفيفة.

• تصلب المفاصل: يصبح المفصل المتأثر صلباً جداً مع ضعف القدرة على الحركة.

• انتشار الالتهاب: قد يظهر الالتهاب على شكل تورم واحمرار يمتد إلى الأنسجة المحيطة.

النوبات الحادة للنقرس غالباً ما تكون مفاجئة وقاسية، وقد تتكرر بعد أشهر أو سنوات إذا لم يتم التعامل مع المرض بشكل صحيح.

الأعراض المزمنة للنقرس

إذا لم يتم علاج النقرس أو التحكم في مستويات حمض اليوريك، يمكن أن يتحول المرض إلى حالة مزمنة تؤثر على المفاصل بشكل دائم وتؤدي إلى مضاعفات عديدة، من بينها تكون عقيدات صلبة تسمى التوفي (Tophi) تحت الجلد.

أبرز الأعراض المزمنة:

• تكون العقيدات التوفية: تظهر هذه العقيدات عادة حول المفاصل، الأذنين، وأجزاء أخرى من الجسم، وهي عبارة عن تجمعات بلورية صلبة قد تسبب تشوهات في المفاصل.

• تدهور المفاصل: تسبب الالتهابات المتكررة تلفاً في غضاريف المفاصل والعظام، ما يؤدي إلى فقدان الوظيفة الحركية وظهور تشوهات.

• ألم مستمر ومتكرر: يصبح الألم أقل حدة مقارنة بالنوبات الحادة ولكنه مستمر، ويؤثر على القدرة على أداء الأنشطة اليومية.

• تورم مستمر: يرافقه تورم مزمن في المفاصل المصابة، قد يسبب ضعفاً في العضلات المحيطة بها نتيجة قلة الحركة.

• حدوث مشاكل في الكلى: تراكم بلورات حمض اليوريك في الكلى قد يؤدي إلى تكوين حصى الكلى أو التهاب مزمن في الكلى.

الأعراض الجانبية المصاحبة للنقرس

النقرس لا يقتصر تأثيره على المفاصل فقط، بل يمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض الجانبية المرتبطة بالتهاب الأنسجة المحيطة والمضاعفات الصحية الناتجة عن ارتفاع حمض اليوريك في الجسم.

• الإرهاق والضعف العام: مع تكرار النوبات يزداد شعور المريض بالإرهاق الشديد بسبب الألم المستمر وعدم القدرة على النوم.

• ارتفاع ضغط الدم: بعض المرضى المصابين بالنقرس يعانون من مشاكل في ضغط الدم المرتفع بسبب العلاقة الوثيقة بين فرط حمض اليوريك وأمراض القلب والأوعية الدموية.

• مشاكل في الجهاز البولي: بسبب تكون حصى الكلى وانتقال البلورات إلى الكلى.

• التهابات متكررة في المفاصل: تؤدي إلى تفاقم حالة المفصل والتهاب الأغشية المحيطة به.

الجدول التالي يوضح الفروقات بين أعراض النقرس في المراحل المختلفة:

التشخيص المبكر وأهميته

تشخيص النقرس مبكراً يساهم بشكل كبير في الحد من تطور المرض وتقليل الأضرار التي تلحق بالمفاصل والكلى. الأعراض الواضحة مثل الألم الحاد والتورم تساعد الطبيب على طلب الفحوصات المناسبة التي تتضمن فحص مستويات حمض اليوريك في الدم، وتحليل سائل المفصل للتأكد من وجود البلورات. كما أن التصوير بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية يمكن أن يكشف عن التلف في المفاصل ووجود التوفية.

خاتمة

أعراض النقرس تتنوع بين الألم الحاد والمفاجئ في المرحلة المبكرة إلى الأعراض المزمنة التي تؤثر بشكل دائم على المفاصل والأنسجة المحيطة. الوعي بهذه الأعراض ومراقبتها بشكل دقيق، بالإضافة إلى التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يعتبران العاملين الأساسيين في السيطرة على المرض والحد من مضاعفاته. تجنب المثيرات التي تزيد من حمض اليوريك والالتزام بالعلاج الطبي يساعدان على تحسين جودة حياة المرضى وتقليل نوبات الألم والالتهاب المستمرة.

المراجع:

1. Mayo Clinic – Gout Symptoms and Causes

2. Arthritis Foundation – Understanding Gout and its Symptoms