الجلطة هي حالة طبية خطيرة تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الجسم بسبب انسداد أو تلف في الأوعية الدموية. تختلف أعراض الجلطة حسب نوعها والمكان الذي تحدث فيه، ولكن جميعها تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا للحد من الأضرار الناجمة عنها. في هذا المقال، سنستعرض أعراض الجلطة بأنواعها المختلفة وأسبابها، بالإضافة إلى سبل الوقاية والعلاج.
تعريف الجلطة وأنواعها
الجلطة هي تجلط للدم يحدث عندما يتشكل تجلط (خثرة) في الأوعية الدموية، مما يمنع الدم من التدفق بحرية. يمكن أن تتشكل هذه الخثرات في أي مكان في الجسم، وتختلف الأعراض حسب نوع الجلطة، سواء كانت جلطة دماغية، أو جلطة قلبية، أو جلطة رئوية، أو جلطة في الساقين.
الجلطة الدماغية (السكتة الدماغية)
تحدث الجلطة الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ بسبب انسداد أحد الأوعية الدموية. هذا الانقطاع يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ التي تعتمد على تدفق الدم لتؤدي وظائفها بشكل صحيح. الجلطة الدماغية هي واحدة من الأسباب الرئيسية للإعاقة في العالم.
الجلطة القلبية (احتشاء عضلة القلب)
الجلطة القلبية تحدث عندما يتسبب انسداد في الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم في توقف تدفق الدم إلى جزء من القلب، مما يؤدي إلى تلف في خلايا القلب. تُعد الجلطة القلبية أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأشخاص حول العالم.
الجلطة الرئوية (الانسداد الرئوي)
تحدث الجلطة الرئوية عندما ينتقل جلطة دم من مكان آخر في الجسم إلى الرئتين، مما يؤدي إلى انسداد أحد الأوعية الدموية في الرئتين. هذا الانسداد يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التنفس، وألم في الصدر، وأعراض أخرى قد تكون مهددة للحياة.
الجلطة الدموية في الساقين (التجلط الوريدي العميق)
التجلط الوريدي العميق هو حالة تحدث عندما يتشكل تجلط في الأوردة العميقة في الساقين، مما يؤدي إلى ألم وتورم في الساق. في بعض الحالات، قد ينتقل هذا التجلط إلى الرئتين، مما يسبب الجلطة الرئوية.
أعراض الجلطة
أعراض الجلطة الدماغية
تعتمد أعراض الجلطة الدماغية على المنطقة المتأثرة من الدماغ، ولكن من الأعراض الشائعة:
-
فقدان التوازن أو الدوار المفاجئ: قد يشعر المريض بدوار مفاجئ أو يفقد توازنه عند الوقوف.
-
صعوبة في التحدث أو فهم الكلام: قد يصبح الحديث غير واضح أو يجد الشخص صعوبة في فهم ما يقوله الآخرون.
-
خدر أو ضعف في الوجه أو الأطراف: قد يشعر الشخص بضعف أو خدر في جانب واحد من الجسم، خاصة في الوجه أو اليد أو الساق.
-
صعوبة في الرؤية: يمكن أن تحدث مشاكل في الرؤية مثل فقدان الرؤية المفاجئة أو تشوش الرؤية في إحدى العينين أو كليهما.
-
صداع مفاجئ وشديد: قد يصاحب الجلطة الدماغية صداع شديد ومفاجئ قد يكون مصحوبًا بالغثيان أو التقيؤ.
-
صعوبة في المشي: يمكن أن يشعر الشخص بعدم الاستقرار عند المشي أو يجد صعوبة في تحريك الأطراف.
أعراض الجلطة القلبية
من أبرز أعراض الجلطة القلبية:
-
ألم في الصدر: هو العرض الأكثر شيوعًا، ويشعر به المرضى على شكل ضغط أو ثقل في الصدر قد يمتد إلى الذراع الأيسر أو الكتف أو الظهر أو الفك.
-
صعوبة في التنفس: قد يشعر المريض بضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس حتى في الراحة.
-
الغثيان أو التعرق المفرط: قد يشعر المريض بالغثيان أو التعرق المفاجئ والمفرط.
-
دوران أو دوخة: يمكن أن يشعر المريض بدوار أو فقدان التوازن.
-
تعب مفاجئ: يشعر الشخص المصاب بالجلطة القلبية بتعب شديد دون سبب واضح.
أعراض الجلطة الرئوية
الجلطة الرئوية يمكن أن تؤدي إلى أعراض مفاجئة تشمل:
-
ألم حاد في الصدر: غالبًا ما يكون الألم في الصدر حادًا ويزداد سوءًا عند التنفس بعمق أو السعال.
-
صعوبة في التنفس: قد يعاني الشخص من ضيق شديد في التنفس أو يشعر بأنه غير قادر على الحصول على كمية كافية من الهواء.
-
سعال مصحوب بدم: قد يصاب المريض بسعال مصحوب بدم أو بلغم ملون.
-
زيادة في معدل ضربات القلب: قد يلاحظ المريض أن قلبه ينبض بسرعة أكبر من المعتاد.
أعراض التجلط الوريدي العميق
عندما يحدث التجلط في الأوردة العميقة للساق، تشمل الأعراض:
-
تورم في الساق أو القدم: يحدث عادة في الساق المصابة.
-
ألم أو حساسية في الساق: يشعر الشخص المصاب بألم في الساق قد يزيد مع الحركة أو عند الضغط على المنطقة المصابة.
-
احمرار أو دافئة الجلد: قد تصبح المنطقة المصابة حمراء أو دافئة عند اللمس.
أسباب الجلطة
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الجلطات، وتختلف من حالة لأخرى. من أبرز أسباب حدوث الجلطات:
العوامل الوراثية
الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الجلطات قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالجلطة. بعض الحالات الوراثية قد تؤدي إلى زيادة كثافة الدم أو الميل لتكوين الخثرات بسهولة.
التصلب العصيدي
هو تراكم الدهون والكوليسترول على جدران الأوعية الدموية، مما يسبب انسداد الشرايين. هذا يزيد من خطر الإصابة بالجلطة القلبية أو الجلطة الدماغية.
السمنة
تعتبر السمنة أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالجلطات. الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة معرضون للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والجلطات الرئوية.
التدخين
يعتبر التدخين أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في الإصابة بالجلطات. المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تساهم في تلف الأوعية الدموية وزيادة خطر تجلط الدم.
ارتفاع ضغط الدم
يعد ارتفاع ضغط الدم من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، مما يزيد من احتمالية حدوث الجلطات.
مرض السكري
الأشخاص المصابون بمرض السكري لديهم خطر أعلى للإصابة بالجلطات، حيث يؤدي السكري إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة احتمالية تكوّن الجلطات.
قلة النشاط البدني
قلة النشاط البدني وزيادة فترات الجلوس لفترات طويلة تزيد من خطر الإصابة بالتجلط الوريدي العميق والجلطات الرئوية. الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب الجلوس لفترات طويلة هم أكثر عرضة لهذا النوع من الجلطات.
تناول بعض الأدوية
تُعد بعض الأدوية، مثل حبوب منع الحمل والأدوية التي تحتوي على هرمونات، من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالجلطات. هذه الأدوية قد تسبب تخثر الدم وزيادة احتمال حدوث الجلطات.
العمليات الجراحية والإصابات
بعد العمليات الجراحية أو الإصابات الكبيرة، قد يتعرض الجسم لزيادة في مستويات تجلط الدم كجزء من عملية الشفاء، مما يزيد من خطر تكوّن الجلطات.
تقدم العمر
يعتبر تقدم العمر من العوامل المهمة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات. مع تقدم العمر، تصبح الأوعية الدموية أقل مرونة وأكثر عرضة للإصابة بالتصلب أو التمزق.
حالات صحية أخرى
الحالات الصحية مثل السرطان، مشاكل القلب، وأمراض الدم قد تزيد من احتمال تكوّن الجلطات.
الوقاية من الجلطة
تعتبر الوقاية من الجلطة أمرًا بالغ الأهمية، حيث إن التدابير الوقائية قد تساعد بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بالجلطات. بعض النصائح للوقاية تشمل:
-
ممارسة النشاط البدني بانتظام: يساعد النشاط البدني المنتظم في تحسين الدورة الدموية والوقاية من تجلط الدم.
-
الحفاظ على وزن صحي: تجنب السمنة والمشاركة في نظام غذائي صحي يعزز من صحة القلب والأوعية الدموية.
-
الإقلاع عن التدخين: يساعد الإقلاع عن التدخين في تقليل المخاطر المرتبطة بالجلطات.
-
مراقبة ضغط الدم: يجب مراقبة ضغط الدم بشكل دوري والعمل على الحفاظ عليه ضمن المعدلات الطبيعية.
-
تناول الأدوية الموصوفة: إذا كنت مصابًا بحالة صحية تزيد من خطر الإصابة بالجلطات، يجب اتباع إرشادات الطبيب بشأن الأدوية التي قد تساعد في تقليل هذا الخطر.
علاج الجلطات
علاج الجلطات يعتمد على نوع الجلطة ومكان حدوثها. في حالات الجلطات الدماغية أو القلبية، قد يتم استخدام أدوية لتذويب الجلطات مثل الأدوية المضادة للتخثر (مضادات التخثر). في حالات الجلطات الرئوية أو الدموية، قد يتطلب العلاج إجراء جراحة لإزالة التجلط أو علاج الأعراض باستخدام الأدوية.
من المهم أن يتم تشخيص الجلطة بشكل مبكر والتعامل معها بسرعة لتقليل الأضرار التي قد تلحق بالأعضاء المتأثرة.
