أعراض التهاب سرة المولود

أعراض التهاب سرة المولود

تعد السرة من الأجزاء التي لها أهمية خاصة في جسم الإنسان، لا سيما في مرحلة الولادة وبعدها، إذ تمثل النقطة التي كانت تربط الجنين بمشيمة أمه طوال فترة الحمل. بعد الولادة، يصبح الاعتناء بالسرة أمرًا بالغ الأهمية لضمان صحة المولود. قد يعاني بعض الأطفال من التهاب في سرة المولود، وهو أمر يستدعي الانتباه والعلاج السريع. من خلال هذا المقال، سنتناول أعراض التهاب سرة المولود، وكيفية تشخيصه، وأسبابه، بالإضافة إلى طرق الوقاية والعلاج المناسبة.

ما هو التهاب سرة المولود؟

التهاب سرة المولود هو حالة طبية تحدث عندما تصاب السرة بعدوى بعد قطع الحبل السري في الأيام الأولى بعد الولادة. الحبل السري هو ذلك الحبل الذي يربط الجنين بمشيمة الأم، ويحتوي على الأوعية الدموية التي توفر الغذاء والأوكسجين للجنين. بعد الولادة، يتم قطع الحبل السري، ويترك جرحًا في مكان السرة يعالج بشكل طبيعي. في بعض الحالات، قد يحدث التهاب في هذا الجرح نتيجة تعرضه للبكتيريا أو الجراثيم.

التهاب سرة المولود ليس شائعًا، لكنه قد يحدث في بعض الحالات بسبب إهمال العناية بالجروح أو ضعف المناعة عند المولود. إذا تُرك الالتهاب دون علاج، قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة قد تستدعي تدخلاً طبيًا.

أعراض التهاب سرة المولود

تتعدد الأعراض التي قد تظهر على الطفل في حالة التهاب السرة، وتختلف من حالة لأخرى حسب شدة الالتهاب ونوع البكتيريا أو الجراثيم المسببة. فيما يلي بعض الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود التهاب في سرة المولود:

1. احمرار في منطقة السرة:
   من أولى العلامات التي يمكن ملاحظتها عند التهاب سرة المولود هو الاحمرار في المنطقة المحيطة بالسرة. هذه العلامة تحدث نتيجة تفاعل الجسم مع العدوى، حيث ينتشر الالتهاب إلى الأنسجة المحيطة.

2. تورم السرة:
   قد تظهر سرة المولود متورمة، حيث تزداد حجمها بسبب تراكم السوائل أو الصديد نتيجة الالتهاب. التورم قد يكون مؤلمًا عند لمسه، وهو يشير إلى وجود عدوى قد تحتاج إلى علاج عاجل.

3. ظهور إفرازات صفراء أو خضراء:
   إذا كان هناك التهاب في السرة، قد تبدأ في ملاحظة إفرازات غريبة تتسرب من السرة. هذه الإفرازات غالبًا ما تكون صفراء أو خضراء، وفي بعض الحالات قد تكون ذات رائحة كريهة، وهو ما يدل على وجود عدوى بكتيرية.

4. ارتفاع درجة الحرارة:
   من العلامات التي قد تصاحب التهاب السرة هو ارتفاع درجة حرارة الطفل، والتي قد تشير إلى وجود التهاب في الجسم بشكل عام. إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة بشكل ملحوظ، يجب استشارة الطبيب على الفور.

5. ألم أو تهيج عند لمس السرة:
   الأطفال حديثو الولادة لا يمكنهم التعبير عن ألمهم بالكلمات، لكنهم قد يظهرون علامات انزعاج أو ألم عند لمس منطقة السرة. قد يبكي الطفل أو يصرخ بشكل غير معتاد إذا تم الضغط على السرة أو لمسها.

6. رائحة غير طبيعية من السرة:
   إذا كانت هناك رائحة كريهة تنبعث من سرة المولود، فهذا يعد من الأعراض الواضحة التي تشير إلى وجود التهاب. الرائحة الناتجة عن العدوى تكون غالبًا نفاذة وغير محببة.

7. وجود قشور أو جروح على السرة:
   في بعض الحالات، قد تتكون قشور أو جروح صغيرة في منطقة السرة نتيجة للعدوى. هذه الجروح قد تزداد حجمًا إذا لم يتم علاج الالتهاب بشكل سريع.

أسباب التهاب سرة المولود

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى التهاب سرة المولود، بعضها يتعلق بنقص العناية بالمنطقة السُرية بعد الولادة، وبعضها الآخر يعود إلى عوامل داخلية تتعلق بصحة الطفل أو ظروف الولادة. من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب السرة:

1. الإهمال في العناية بنظافة السرة:
   قد يتسبب عدم العناية الجيدة بالنظافة في حدوث التهاب السرة. في الأيام الأولى بعد الولادة، يتم قطع الحبل السري وتركي السرة لتلتئم بشكل طبيعي. إذا لم يتم تنظيف المنطقة بشكل جيد أو إذا تعرضت للبكتيريا أو الجراثيم، فقد يحدث التهاب.

2. عدوى بكتيرية أو فطرية:
   من أبرز أسباب التهاب السرة هو تعرض الجرح لبكتيريا أو فطريات. قد تكون البكتيريا من نوع “الإيشيريشيا كولاي” أو “المكورات العنقودية” أو غيرها من الأنواع التي تسبب التهابات في الجلد. في بعض الأحيان، يمكن أن تكون العدوى فطرية، مثل التهابات الخميرة.

3. ضعف المناعة عند المولود:
   الأطفال حديثو الولادة لديهم جهاز مناعي غير مكتمل، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالعدوى. إذا كان الطفل يعاني من ضعف في جهاز المناعة بسبب ولادة مبكرة أو مشاكل صحية أخرى، فإن خطر الإصابة بالتهاب السرة يزيد بشكل كبير.

4. الالتهابات التي تحدث أثناء الولادة:
   قد تكون بعض حالات التهاب السرة ناتجة عن التلوث الذي قد يحدث أثناء عملية الولادة، خصوصًا إذا كانت الولادة غير معقمة بشكل كامل أو إذا تم استخدام أدوات غير معقمة.

5. مضاعفات في الحبل السري:
   في بعض الحالات النادرة، قد يحدث التهاب في السرة نتيجة لمشاكل في الحبل السري أثناء الولادة، مما يسبب انتقال العدوى إلى الجرح بعد قطع الحبل.

6. استخدام منتجات غير مناسبة للعناية بالسرة:
   استخدام بعض الكريمات أو المحاليل المعقمة غير المناسبة قد يزيد من خطر التهاب السرة. بعض المنتجات تحتوي على مواد كيميائية قد تهيج الجلد وتسبب التهابات.

تشخيص التهاب سرة المولود

تشخيص التهاب سرة المولود يعتمد في المقام الأول على الفحص السريري الذي يجريه الطبيب المختص. يقوم الطبيب بتفقد منطقة السرة بدقة لاكتشاف أي علامات التهاب مثل الاحمرار، التورم، والإفرازات. كما قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات المعملية مثل تحاليل الدم أو أخذ مسحة من الإفرازات الموجودة في السرة لاختبار نوع البكتيريا أو الفطريات المسببة للعدوى.

في حالات نادرة، إذا كانت العدوى قد انتشرت إلى الأنسجة العميقة أو إلى مجرى الدم، قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات إضافية مثل الأشعة أو السونار.

الوقاية والعلاج من التهاب سرة المولود

تعتبر الوقاية من التهاب سرة المولود أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الطفل. من أهم الطرق الوقائية التي يمكن اتباعها:

1. العناية الجيدة بنظافة السرة:
   يجب تنظيف السرة بعناية باستخدام الماء الدافئ وقطعة قماش نظيفة. تجنب استخدام الكحول أو المحاليل الكيماوية التي قد تضر بالمنطقة الحساسة.

2. عدم تغطية السرة بملابس ضيقة:
   يجب الحرص على أن تكون الملابس التي يرتديها الطفل فضفاضة بما يكفي لتسمح بتهوية السرة وتجفيفها بشكل جيد.

3. متابعة التئام السرة:
   على الوالدين متابعة تطور التئام السرة يوميًا للتأكد من أنها تلتئم بشكل طبيعي. إذا ظهرت أي علامات التهاب، يجب استشارة الطبيب فورًا.

4. العلاج بالمضادات الحيوية:
   إذا تم تشخيص التهاب السرة بعدوى بكتيرية أو فطرية، قد يصف الطبيب للمولود مضادات حيوية أو مضادات للفطريات. من المهم الالتزام بالجرعات المحددة وعدم التوقف عن العلاج حتى تمام الشفاء.

5. إزالة الإفرازات أو القشور:
   في بعض الحالات، قد يقوم الطبيب بإزالة الإفرازات أو القشور التي تتكون على السرة باستخدام أدوات معقمة.

6. العلاج في المستشفى في الحالات الشديدة:
   في حال كانت العدوى شديدة أو انتشرت إلى مناطق أخرى من الجسم، قد يحتاج الطفل إلى البقاء في المستشفى لتلقي العلاج المناسب، مثل المضادات الحيوية الوريدية أو العلاج المكثف.

الخاتمة

التهاب سرة المولود هو حالة طبية تتطلب الانتباه والعناية الفائقة من الوالدين والأطباء. أعراض هذا الالتهاب قد تكون مزعجة للطفل وقد تؤدي إلى مضاعفات إذا لم يتم علاجها بشكل سريع وفعال. من خلال اتباع الإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة، يمكن تفادي الإصابة بهذه الحالة أو التخفيف من أعراضها بشكل كبير، مما يساهم في الحفاظ على صحة المولود وسلامته.