أعراض التهاب حوض الكلى: التشخيص والعلاج
التهاب حوض الكلى (Pyelonephritis) هو التهاب يصيب الأنسجة في الكلى، ويحدث عادة بسبب عدوى بكتيرية تصعد من المسالك البولية السفلى إلى الكلى. يعتبر هذا المرض من الأمراض التي تتطلب رعاية طبية فورية، حيث يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب. في هذا المقال، سيتم التطرق إلى أعراض التهاب حوض الكلى، وأسبابه، طرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى كيفية الوقاية من هذه الحالة.
ما هو التهاب حوض الكلى؟
التهاب حوض الكلى هو التهاب في الحوض الكلوي أو الأنسجة المحيطة به، والذي يحدث عندما تنتقل البكتيريا من المثانة إلى الحالب ثم إلى الكلى. يمكن أن تؤدي العدوى إلى تلف الأنسجة الكلوية إذا لم تُعالج بسرعة. في معظم الحالات، يكون السبب في الإصابة هو بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli)، التي تعد المسبب الرئيسي لمعظم حالات التهابات المسالك البولية.
الأعراض الشائعة لالتهاب حوض الكلى
أعراض التهاب حوض الكلى تتنوع في شدتها، وتعتمد على سرعة انتشار العدوى ومدى التأثير على الكلى. قد يعاني المرضى من أعراض عامة ترتبط بالعدوى، بالإضافة إلى أعراض خاصة تتعلق بالجهاز البولي. من أبرز الأعراض التي قد يعاني منها المصاب:
1. ألم في أسفل الظهر أو الجانب
يُعد الألم في منطقة الكلى من أكثر الأعراض شيوعاً. يشعر المريض بالألم عادة في أسفل الظهر أو على الجانبين (حيث توجد الكلى)، وقد يكون هذا الألم شديدًا ويزداد حدة عند الضغط على المنطقة المصابة. يمكن أن ينتقل الألم أحيانًا إلى أسفل البطن.
2. الحمى والقشعريرة
الحمى هي عرض شائع آخر في التهاب حوض الكلى، حيث يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل ملحوظ، مصحوبة بالقشعريرة والتعرق الشديد. يمكن أن تكون الحمى علامة على أن الجسم يحاول محاربة العدوى.
3. التبول المؤلم أو المتكرر
يعد التبول المؤلم أو الحرقان أثناء التبول من الأعراض المرتبطة بعدوى المسالك البولية التي قد تتطور إلى التهاب حوض الكلى. قد يشعر المريض بحاجة ملحة للتبول بشكل متكرر، حتى وإن كانت كمية البول قليلة.
4. وجود دم في البول
قد يعاني بعض المرضى من ظهور دم في البول، وهو ما يعرف بالهيماتوريا. يمكن أن يحدث هذا بسبب تهيج الأنسجة في المسالك البولية أثناء العدوى.
5. الغثيان والقيء
الغثيان والقيء هما من الأعراض الجانبية التي قد تظهر عندما تكون العدوى شديدة. قد يعاني المريض من شعور عام بالمرض والتعب الشديد.
6. التعب العام والضعف
من الأعراض المصاحبة لالتهاب حوض الكلى هو الشعور بالتعب الشديد والإرهاق. قد يعاني المريض من فقدان الشهية، ويشعر بأنه غير قادر على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
7. رائحة غير طبيعية للبول
قد يصبح البول رائحته كريهة أو غير طبيعية بسبب وجود البكتيريا في المسالك البولية.
8. تورم في القدمين والكاحلين
في الحالات المتقدمة أو في حال حدوث مضاعفات، قد يعاني المريض من تورم في القدمين والكاحلين نتيجة لتدهور وظيفة الكلى وتأثرها بالعدوى.
أسباب التهاب حوض الكلى
يحدث التهاب حوض الكلى عندما تصعد البكتيريا من المسالك البولية السفلى (المثانة) إلى الكلى. في معظم الأحيان، تكون العدوى نتيجة للبكتيريا التي تدخل إلى المسالك البولية عبر الإحليل، وتنتقل بعد ذلك إلى المثانة ومن ثم إلى الحالب والكلى. من الأسباب المحتملة للإصابة بالتهاب حوض الكلى:
-
العدوى البكتيرية: تعتبر بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) هي السبب الأكثر شيوعًا للإصابة.
-
انسداد المسالك البولية: مثل حصوات الكلى أو تضخم البروستاتا، يمكن أن يعيق تدفق البول ويزيد من خطر العدوى.
-
أمراض الجهاز المناعي: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مثل مرضى السكري أو أولئك الذين يتلقون علاجًا كيميائيًا، هم أكثر عرضة للإصابة.
-
استخدام القسطرة البولية: قد تزيد القسطرة البولية من خطر التهابات المسالك البولية التي قد تتطور إلى التهاب حوض الكلى.
-
الجنس الأنثوي: النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب حوض الكلى نظرًا للبنية التشريحية للمسالك البولية التي تسهل دخول البكتيريا.
تشخيص التهاب حوض الكلى
عندما يشتبه الطبيب في التهاب حوض الكلى بناءً على الأعراض، يتم إجراء بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص وتحديد مدى انتشار العدوى. تشمل الفحوصات التي قد يتم إجراؤها:
-
تحليل البول: يساعد تحليل البول في تحديد وجود البكتيريا أو خلايا الدم البيضاء، مما يشير إلى وجود التهاب. قد يتطلب الأمر أيضًا زراعة البول لتحديد نوع البكتيريا المسببة.
-
تحليل الدم: يمكن أن تكشف اختبارات الدم عن وجود عدوى في الجسم، وقد يُظهر اختبار كريات الدم البيضاء ارتفاعًا ملحوظًا.
-
الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: في بعض الحالات، قد يتم استخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية للكشف عن وجود حصوات في الكلى أو انسداد في المسالك البولية.
-
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم في حالات معينة لتقييم شدة الالتهاب أو لتحديد المشاكل الهيكلية في الكلى.
علاج التهاب حوض الكلى
يعد العلاج الفوري لالتهاب حوض الكلى أمرًا بالغ الأهمية لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة مثل الفشل الكلوي أو تلوث الدم. يعتمد العلاج على شدة الحالة، وقد يشمل:
-
المضادات الحيوية: يُعالج التهاب حوض الكلى عادةً باستخدام المضادات الحيوية التي تُعطى عن طريق الفم أو في بعض الحالات عبر الوريد في المستشفى. يعتمد نوع المضاد الحيوي المستخدم على نتائج تحليل البول.
-
الأدوية المسكنة للألم: قد يتم وصف مسكنات الألم لتخفيف الألم والتقلصات الناتجة عن العدوى.
-
الإجراءات الجراحية: في حال كان هناك انسداد في المسالك البولية مثل الحصوات أو تضخم البروستاتا، قد يحتاج المريض إلى جراحة لإزالة الانسداد.
-
المراقبة في المستشفى: في الحالات الحادة أو عندما يصاحب المرض أعراض شديدة مثل التسمم أو الجفاف، قد يتطلب الأمر دخول المريض إلى المستشفى لتلقي العلاج المكثف.
الوقاية من التهاب حوض الكلى
الوقاية من التهاب حوض الكلى تعتمد بشكل أساسي على الوقاية من التهابات المسالك البولية. من الطرق التي يمكن من خلالها تقليل خطر الإصابة:
-
شرب كميات كافية من الماء: يساعد تناول الماء بكثرة في تعزيز التبول وتطهير المسالك البولية من البكتيريا.
-
التبول بشكل منتظم: من المهم عدم تأخير التبول لفترات طويلة، حيث يمكن أن يساعد التبول المنتظم في منع تراكم البكتيريا في المسالك البولية.
-
النظافة الشخصية الجيدة: يجب الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية لتقليل خطر دخول البكتيريا إلى المسالك البولية.
-
تجنب استخدام القسطرة البولية لفترات طويلة: إذا كانت القسطرة ضرورية، يجب أن يتم استخدامها بأقصى قدر من العناية والاهتمام.
-
اتباع نظام غذائي صحي: يساعد النظام الغذائي المتوازن في دعم صحة الجهاز المناعي وبالتالي تقليل فرص الإصابة بالعدوى.
الخاتمة
التهاب حوض الكلى هو حالة صحية خطيرة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل سريع وفعال. من خلال التعرف على الأعراض المبكرة لهذا المرض، يمكن تقليل خطر تطور العدوى والتعامل معها بسرعة. يشمل العلاج تناول المضادات الحيوية ومراقبة الحالة بشكل دقيق. الوقاية تتمثل في الحفاظ على نظافة المسالك البولية، شرب كميات كافية من الماء، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية.
