أعراض التهاب المهبل وعلاجه

أعراض التهاب المهبل: الأسباب والتشخيص والعلاج

يعد التهاب المهبل من الأمراض الشائعة التي تصيب النساء في مختلف مراحل حياتهن، وهو حالة تحدث عندما يصاب المهبل بالتهاب نتيجة لأسباب عدة. يمكن أن يؤثر هذا الالتهاب على راحة المرأة وجودة حياتها اليومية، وقد يؤدي إلى أعراض مزعجة تؤثر على النشاطات اليومية والتفاعل الاجتماعي. ولذلك، يعد التشخيص المبكر والعلاج الفعال أمرًا بالغ الأهمية.

ما هو التهاب المهبل؟

التهاب المهبل هو حالة مرضية تحدث عندما يصاب المهبل بالتهاب أو تهيج. يمكن أن يكون هذا الالتهاب ناتجًا عن مجموعة من العوامل المختلفة مثل العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية، وكذلك بسبب التغيرات الهرمونية أو التفاعل مع مواد كيميائية معينة مثل الصابون أو منتجات النظافة الشخصية.

تتفاوت أعراض التهاب المهبل من امرأة إلى أخرى، حيث يمكن أن تكون خفيفة في بعض الحالات، بينما قد تكون شديدة في حالات أخرى. من الضروري أن تعرف النساء الأعراض المرتبطة بالتهاب المهبل لكي يتمكنَّ من التوجه إلى الطبيب في أقرب وقت ممكن لتشخيص الحالة والحصول على العلاج المناسب.

الأعراض الرئيسية لالتهاب المهبل

تتعدد الأعراض التي قد تظهر على المرأة نتيجة الإصابة بالتهاب المهبل، ويمكن أن تشمل الأعراض الجسدية والنفسية على حد سواء. وفيما يلي عرض لأهم الأعراض التي تشير إلى التهاب المهبل:

1. الإفرازات المهبلية غير الطبيعية

تعد الإفرازات المهبلية غير الطبيعية من الأعراض الأساسية لالتهاب المهبل. قد تختلف هذه الإفرازات في اللون والملمس، ويمكن أن تكون:

• بيضاء أو رمادية مع رائحة كريهة، وقد تكون علامة على وجود عدوى بكتيرية مثل التهاب المهبل البكتيري.

• سميكة ومتكتلة، مع رائحة خميرة، قد تشير إلى وجود عدوى فطرية.

• خضراء أو صفراء، مع رائحة كريهة قوية، وهي علامة على وجود عدوى تناسلية قد تكون مرتبطة بالأمراض المنقولة جنسيًا.

2. الحكة والتهيج

يشعر العديد من النساء المصابات بالتهاب المهبل بحكة أو تهيج في المنطقة المهبلية. قد يكون هذا الحكة شديدًا لدرجة أنها تؤثر على القدرة على الراحة أو التركيز. وتزداد شدة هذه الحكة في بعض الأحيان بعد التبول أو الجماع.

3. الألم أو الحرقان عند التبول

في حالات التهاب المهبل، قد تشعر المرأة بألم أو حرقان أثناء التبول. يحدث هذا عادة بسبب التهيج الناتج عن الالتهاب، ويمكن أن يصبح أكثر وضوحًا عند التبول بعد فترة من الاحتكاك أو الضغط على المهبل.

4. الألم أثناء الجماع

يمكن أن يؤدي التهاب المهبل إلى الشعور بألم أثناء الجماع، وهو ما يعرف باسم “عسر الجماع”. قد يكون هذا الألم ناتجًا عن التهيج أو الجفاف في المهبل، مما يؤدي إلى احتكاك مزعج أثناء العلاقة الجنسية.

5. نزيف غير طبيعي

قد يعاني بعض النساء المصابات بالتهاب المهبل من نزيف غير طبيعي، وهو قد يحدث بين فترات الحيض أو بعد الجماع. على الرغم من أن النزيف ليس دائمًا مرتبطًا بالتهاب المهبل، إلا أنه يمكن أن يكون إشارة إلى وجود مشكلة صحية تتطلب التدخل الطبي.

6. تورم في منطقة المهبل أو الفرج

قد تظهر أعراض أخرى مثل تورم الفرج أو المهبل بسبب الالتهاب. يمكن أن يؤدي التورم إلى الشعور بالضغط أو الانزعاج، وقد تلاحظ المرأة أن المنطقة المحيطة بالمهبل قد تصبح أكثر حساسية للمس.

7. رائحة كريهة أو غير معتادة

من أبرز الأعراض التي قد تشير إلى التهاب المهبل هي رائحة غير طبيعية أو كريهة تنبعث من المهبل. تعتمد الرائحة على نوع العدوى التي يعاني منها الشخص، وقد تكون نتيجة لعدوى بكتيرية أو فطرية.

أسباب التهاب المهبل

تتعدد أسباب التهاب المهبل، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات بناءً على نوع العدوى أو الحالة التي تسببت في الالتهاب. في ما يلي أهم الأسباب المحتملة:

1. العدوى البكتيرية

تعد العدوى البكتيرية واحدة من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب المهبل. يحدث هذا عندما ينمو نوع من البكتيريا غير الطبيعي في المهبل ويؤدي إلى ظهور الأعراض المزعجة. من أبرز أنواع العدوى البكتيرية التي تسبب التهاب المهبل هي التهاب المهبل البكتيري، الذي يحدث عادة بسبب تزايد نمو البكتيريا الميكروبية التي تؤدي إلى إفرازات غير طبيعية ورائحة كريهة.

2. العدوى الفطرية

العدوى الفطرية، وخاصة عدوى الخميرة، هي سبب آخر شائع لالتهاب المهبل. تحدث هذه العدوى عندما يتزايد نمو فطر يسمى المبيضات في المهبل. وتتميز هذه العدوى عادة بإفرازات سميكة بيضاء تشبه الجبن القريش وحكة شديدة في المنطقة المهبلية.

3. العدوى الفيروسية

يمكن أن يؤدي فيروس مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) أو فيروس الهربس البسيط إلى التهاب المهبل. في هذه الحالات، تظهر الأعراض الأخرى مثل البثور أو القروح في منطقة الفرج.

4. الاضطرابات الهرمونية

التغيرات في مستوى الهرمونات يمكن أن تؤدي إلى جفاف المهبل والتهاب الأنسجة المهبلية. يحدث هذا غالبًا في فترة انقطاع الطمث أو خلال فترات الحمل أو الرضاعة. هذا التغير في مستويات الهرمونات يمكن أن يضعف بطانة المهبل ويجعله أكثر عرضة للعدوى.

5. استخدام منتجات النظافة الشخصية

استخدام بعض المنتجات الكيميائية مثل الصابون القاسي أو الدش المهبلي قد يؤدي إلى تهيج المهبل ويزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب المهبل. فالأدوية المضادة للبكتيريا أو العطور التي تحتوي على مواد كيميائية قد تتسبب في اختلال التوازن الطبيعي للبكتيريا في المهبل.

6. الأمراض المنقولة جنسيًا (STIs)

الأمراض المنقولة جنسيًا مثل السيلان و الكلاميديا و التراكوما يمكن أن تؤدي أيضًا إلى التهاب المهبل. تظهر الأعراض غالبًا في شكل إفرازات غير طبيعية من المهبل، وقد يصاحبها ألم عند التبول أو الجماع.

7. الحساسية

يمكن أن تتسبب بعض المواد الكيميائية التي توجد في الملابس الداخلية أو مواد الغسيل أو حتى الواقيات الذكرية في تفاعل تحسسي يؤدي إلى التهاب المهبل. هذا النوع من الالتهاب يمكن أن يتسبب في تهيج واحمرار شديد.

تشخيص التهاب المهبل

تشخيص التهاب المهبل يعتمد على الأعراض التي تقدمها المرأة وعلى الفحص الطبي الذي يجريه الطبيب. في البداية، يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي كامل للمنطقة التناسلية والمهبلية لتحديد سبب الالتهاب. قد يتطلب الأمر أخذ مسحة من المهبل لتحليلها في المختبر من أجل تحديد نوع العدوى (بكتيرية، فطرية أو فيروسية).

علاج التهاب المهبل

يعتمد علاج التهاب المهبل على نوع العدوى أو السبب الذي أدى إلى الإصابة. من أهم خيارات العلاج:

1. المضادات الحيوية

إذا كان الالتهاب ناتجًا عن عدوى بكتيرية، يصف الطبيب مضادات حيوية مثل الميترونيدازول أو الكينولونات للتخلص من البكتيريا الضارة.

2. المضادات الفطرية

في حالة العدوى الفطرية، يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للفطريات مثل الأزول أو الميكونازول، والتي تساعد على تقليل الأعراض والتخلص من الفطر المسبب للعدوى.

3. العلاج الفيروسي

إذا كانت العدوى ناتجة عن فيروس مثل فيروس الهربس البسيط، يتم العلاج باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسكلوفير للحد من الأعراض.

4. العلاج الهرموني

في الحالات التي تكون بسبب انخفاض الهرمونات مثل في فترة انقطاع الطمث، يمكن أن يُستخدم العلاج الهرموني لتعزيز التوازن الهرموني في الجسم.

5. العلاج بالأدوية المضادة للحساسية

إذا كان التهاب المهبل ناتجًا عن حساسية تجاه بعض المواد الكيميائية، يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للحساسية لتخفيف الأعراض.