أعراض البواسير عند النساء

أعراض البواسير عند النساء

تعد البواسير من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم، وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بها بسبب عوامل عدة تتعلق بالحياة اليومية والتغيرات الهرمونية. وعلى الرغم من أن البواسير يمكن أن تؤثر على أي شخص بغض النظر عن الجنس، فإن النساء قد يعانين بشكل خاص من أعراض هذه الحالة بسبب الحمل، الولادة، والتغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الدورة الشهرية.

تستعرض هذه المقالة بشكل مفصل أعراض البواسير عند النساء، الأسباب المحتملة للإصابة بها، والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة، فضلاً عن أساليب الوقاية والعلاج المتاحة.

1. تعريف البواسير

البواسير هي أوردة متورمة أو منتفخة في منطقة الشرج أو أسفل المستقيم. يمكن أن تكون البواسير داخلية (تتكون داخل المستقيم) أو خارجية (تتكون تحت الجلد حول فتحة الشرج). وتعد هذه الحالة من الحالات التي تؤدي إلى شعور غير مريح ويمكن أن تتسبب في نزيف أثناء حركة الأمعاء، بالإضافة إلى الألم والحكة.

تتراوح البواسير من بسيطة إلى شديدة حسب حجم التورم والمضاعفات المرتبطة بها. وفي حالات البواسير الشديدة، قد يتطلب العلاج التدخل الطبي أو الجراحي.

2. أعراض البواسير عند النساء

تختلف أعراض البواسير من امرأة لأخرى حسب نوع البواسير (داخلية أو خارجية) ودرجة شدتها. يمكن تلخيص أعراض البواسير الأكثر شيوعًا عند النساء كما يلي:

2.1. النزيف الشرجي

يُعتبر النزيف من أبرز الأعراض المرتبطة بالبواسير. يظهر النزيف عادة أثناء أو بعد حركة الأمعاء. يتميز النزيف الناتج عن البواسير بلونه الأحمر الفاتح، ويمكن أن يظهر على ورق التواليت أو في المرحاض. في حال حدوث نزيف متكرر أو شديد، يجب مراجعة الطبيب فورًا للتحقق من السبب وتحديد العلاج المناسب.

2.2. الألم والحرقان

الشعور بالألم والحرقان هو من الأعراض المزعجة التي قد تواجهها النساء المصابات بالبواسير. إذا كانت البواسير خارجية، يمكن أن يكون الألم شديدًا خاصة عند الجلوس أو أثناء حركة الأمعاء. في حالة البواسير الداخلية، قد يشعر الشخص بالألم نتيجة التورم أو الالتهاب.

2.3. الحكة في منطقة الشرج

من الأعراض الشائعة للبواسير أيضًا الحكة الشديدة في منطقة الشرج. يحدث ذلك نتيجة للتهيج الناجم عن الإفرازات المخاطية الناتجة عن البواسير أو نتيجة للخدش الذي يؤدي إلى زيادة التهيج. يمكن أن تؤدي الحكة المستمرة إلى المزيد من الالتهاب والألم.

2.4. وجود كتلة أو تورم في منطقة الشرج

قد تشعر النساء المصابات بالبواسير بوجود كتلة مؤلمة في منطقة الشرج. تكون هذه الكتل عادةً نتيجة للبواسير الخارجية التي تبرز خارج فتحة الشرج. في بعض الحالات، قد تكون هذه الكتل ناعمة أو صلبة وقد تسبب ضغطًا أو ألمًا عند الجلوس أو المشي.

2.5. الشعور بعدم إفراغ الأمعاء بشكل كامل

في حالات البواسير الداخلية، قد تعاني النساء من شعور بعدم القدرة على إفراغ الأمعاء بشكل كامل بعد التبرز، مما يؤدي إلى إحساس بالامتلاء أو الحاجة إلى التبرز مجددًا. هذا الشعور يمكن أن يسبب إزعاجًا مستمرًا وقد يدفع الشخص لمحاولة التبرز بشكل متكرر.

2.6. تسرب الإفرازات المخاطية

في بعض الحالات، قد يحدث تسرب للسوائل المخاطية من الشرج، مما يؤدي إلى تهيج الجلد المحيط به. قد يكون هذا التسرب مرتبطًا بالبواسير الداخلية التي تفرز المخاط نتيجة التورم.

3. أسباب الإصابة بالبواسير عند النساء

تتعدد الأسباب والعوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالبواسير عند النساء. بعض هذه العوامل يرتبط بتغيرات في النظام اليومي أو تغييرات فسيولوجية تحدث أثناء فترات معينة من الحياة.

3.1. الحمل والولادة

يعد الحمل من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالبواسير عند النساء. خلال فترة الحمل، يحدث زيادة في حجم الدم وضغط على الأوردة في منطقة الحوض نتيجة للنمو المستمر للجنين. يؤدي هذا الضغط إلى تضخم الأوردة في الشرج، مما يسبب ظهور البواسير. بالإضافة إلى ذلك، فإن الولادة الطبيعية قد تؤدي إلى الضغط على منطقة الشرج خلال عملية الدفع، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالبواسير.

3.2. تغيرات هرمونية

تلعب التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة دورًا مهمًا في زيادة احتمالية الإصابة بالبواسير. تتعرض النساء لهذه التغيرات بشكل خاص أثناء الدورة الشهرية، الحمل، وبعد انقطاع الطمث. الهرمونات مثل البروجستيرون تسبب استرخاء الأنسجة، مما يمكن أن يسهم في ضعف جدران الأوعية الدموية في منطقة الشرج.

3.3. الإمساك المزمن

من العوامل المهمة التي تزيد من خطر الإصابة بالبواسير هو الإمساك المزمن. فالإمساك يؤدي إلى الإجهاد الشديد أثناء التبرز، مما يسبب ضغطًا إضافيًا على الأوردة في منطقة الشرج. يمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى تورم الأوردة وتسبب في حدوث البواسير.

3.4. قلة النشاط البدني

النساء اللواتي يعانين من نمط حياة غير نشط، مثل الجلوس لفترات طويلة أو عدم ممارسة الرياضة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالبواسير. قلة الحركة تؤدي إلى ضعف الدورة الدموية في منطقة الحوض، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالبواسير.

3.5. الوزن الزائد والسمنة

الوزن الزائد يمكن أن يزيد من الضغط على الأوردة في منطقة الحوض والمستقيم. النساء اللواتي يعانين من السمنة قد يواجهن مشكلة أكبر في الوقاية من الإصابة بالبواسير، وذلك بسبب زيادة الضغط الذي يمارسه الوزن الزائد على هذه الأوردة.

3.6. الشيخوخة

مع تقدم العمر، تصبح الأنسجة والأوعية الدموية أكثر عرضة للضعف. هذا الضعف يمكن أن يؤدي إلى تورم الأوردة في منطقة الشرج، مما يزيد من احتمال الإصابة بالبواسير عند النساء المسنات.

4. الوقاية والعلاج

4.1. الوقاية

هناك عدة أساليب يمكن أن تساعد في الوقاية من الإصابة بالبواسير أو الحد من تفاقم أعراضها. أهم هذه الأساليب تشمل:

• شرب كميات كافية من الماء: يساعد الحفاظ على رطوبة الجسم في منع الإمساك، مما يقلل من احتمالية الإصابة بالبواسير.

• التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة يساعد في تنظيم حركة الأمعاء ويمنع الإمساك.

• ممارسة التمارين الرياضية: تساعد التمارين الرياضية المنتظمة على تحسين الدورة الدموية وتجنب السمنة.

• تفادي الجلوس لفترات طويلة: من المهم تجنب الجلوس لفترات طويلة وخاصة على المرحاض، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الضغط على منطقة الشرج.

4.2. العلاج

• العلاج المنزلي: يمكن علاج بعض الحالات البسيطة من البواسير باستخدام العلاجات المنزلية مثل استخدام كمادات باردة أو حمامات المقعدة. كما يمكن استخدام مراهم مضادة للبواسير التي تحتوي على مكونات تخفف من الالتهاب والألم.

• الأدوية: إذا كانت الأعراض شديدة، يمكن أن يصف الطبيب أدوية مضادة للالتهابات أو مسكنات للألم لتخفيف الأعراض.

• الإجراءات الطبية: في الحالات المتقدمة، قد يكون من الضروري اللجوء إلى إجراءات طبية مثل ربط البواسير أو العلاج بالتخثير أو الجراحة لإزالة البواسير.