أعراض الإصابة بالدودة الشريطية

أعراض الإصابة بالدودة الشريطية

تعد الدودة الشريطية إحدى الطفيليات المعوية التي تصيب الإنسان، وتتميز هذه الدودة بشكلها الشريطي الملتوي الذي يلتصق بجدار الأمعاء. وتعيش هذه الدودة في أمعاء الإنسان حيث تتغذى على العناصر الغذائية التي يمتصها الجسم. تنتقل الإصابة بالدودة الشريطية إلى الإنسان عادةً عن طريق تناول لحوم حيوانات مصابة بهذه الدودة، أو عن طريق مياه ملوثة تحتوي على يرقات الدودة.

تسبب الإصابة بالدودة الشريطية عدة أعراض تتفاوت في حدتها بين المصابين، وقد تكون بعض الأعراض خفيفة وغير ملحوظة بينما يمكن أن تكون أخرى أكثر شدة وتتسبب في مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل سريع. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الأعراض التي قد تظهر على المصابين بالدودة الشريطية.

1. أعراض الجهاز الهضمي

تعتبر الأعراض المعوية من أكثر الأعراض شيوعًا عند المصابين بالدودة الشريطية. وهذه الأعراض تشمل:

• آلام في البطن: يعاني المصابون من آلام متقطعة في البطن، وقد تكون هذه الآلام خفيفة أو شديدة وتظهر عادةً في منطقة أسفل البطن.

• الإسهال أو الإمساك: الدودة الشريطية قد تؤثر على حركة الأمعاء، مما يتسبب في تغيير طبيعة البراز بين الإسهال والإمساك. هذا التغيير في حركة الأمعاء قد يكون مصحوبًا بآلام في البطن أو شعور بعدم الراحة.

• انتفاخ البطن: يسبب وجود الطفيل في الأمعاء انتفاخًا في البطن مما يؤدي إلى شعور بالامتلاء أو ثقل في المعدة. هذا الانتفاخ قد يكون مصحوبًا بتقلصات أو غازات.

• فقدان الشهية: قد يعاني المصاب من فقدان الشهية للطعام، وهذا قد يكون نتيجة تأثير الدودة على امتصاص المغذيات من الأطعمة التي يتناولها المصاب.

2. أعراض عامة غير محددة

بالإضافة إلى الأعراض المعوية، قد يعاني المصاب من بعض الأعراض العامة التي تشير إلى وجود عدوى في الجسم:

• التعب والإرهاق: يشعر المصابون بالدودة الشريطية بالتعب المستمر والإرهاق حتى بعد النوم لفترات طويلة. قد يكون هذا بسبب نقص العناصر الغذائية الأساسية في الجسم نتيجة لتغذية الدودة الشريطية.

• فقدان الوزن غير المبرر: يمكن أن يؤدي إصابة الجسم بالدودة الشريطية إلى فقدان الوزن بشكل غير مبرر، حتى وإن كان الشخص يتناول كميات كافية من الطعام. يحدث هذا نتيجة لانخفاض امتصاص الجسم للغذاء بسبب وجود الدودة.

• الصداع: يعاني بعض المصابين من صداع مستمر، وهو قد يكون ناتجًا عن تأثير الدودة على صحة الجهاز العصبي أو عن التسمم الناتج عن وجود السموم الناتجة عن الطفيلي في الجسم.

3. التعرض لالتهام الديدان

في بعض الحالات، قد تكون هناك بعض الأعراض الأكثر تطورًا أو تدل على انتقال الإصابة إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الأنسجة العضلية أو الأنسجة الأخرى:

• اليرقات في الأنسجة: في حالات نادرة، قد تهاجر اليرقات من الدودة الشريطية إلى أماكن أخرى في الجسم، مثل العضلات أو الأنسجة تحت الجلد. هذا قد يتسبب في ظهور تورمات مؤلمة أو التهابات في أماكن متفرقة في الجسم.

4. تأثيرات في الجهاز العصبي

عندما تهاجر اليرقات إلى الدماغ أو الجهاز العصبي المركزي، قد تتسبب في مجموعة من الأعراض العصبية التي قد تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا:

• النوبات: تتسبب اليرقات في الدماغ في حدوث نوبات صرع لدى بعض المصابين. وهذا يشير إلى خطورة تطور العدوى إلى مرحلة متقدمة.

• الدوار أو فقدان التوازن: قد يشعر بعض المصابين بالدودة الشريطية بالدوار أو يفقدون توازنهم نتيجة تأثير الطفيل على الجهاز العصبي.

• التغيرات النفسية: قد تتسبب الإصابة في حالات نادرة في حدوث تغيرات في المزاج أو سلوك غير طبيعي. يمكن أن تشمل هذه التغيرات القلق، والاكتئاب، وصعوبة التركيز.

5. ظهور قطع من الدودة في البراز

من الأعراض المميزة للإصابة بالدودة الشريطية ظهور قطع أو أجزاء من الدودة في البراز. هذه الأجزاء تكون عبارة عن قطع صغيرة من جسم الدودة وتُعرف باسم “الحلقات” وتظهر بشكل مرئي. قد تكون هذه الحلقات بيضاء أو شاحبة اللون، وتكون من الممكن ملاحظتها بسهولة أثناء التبرز. هذه الأعراض تعد مؤشرًا قويًا على وجود العدوى بالدودة الشريطية.

6. أعراض إضافية في حالة العدوى الشديدة

إذا لم تتم معالجة العدوى بالدودة الشريطية في مراحلها المبكرة، فإنها قد تتطور وتؤدي إلى أعراض أكثر خطورة ومضاعفات صحية. تشمل هذه المضاعفات:

• انسداد الأمعاء: قد يؤدي نمو الدودة الشريطية داخل الأمعاء إلى انسداد الأمعاء بالكامل أو جزئيًا، مما يتسبب في آلام شديدة وإعاقة لعملية الهضم.

• الالتهابات البكتيرية الثانوية: يمكن أن تتسبب الإصابة في التهابات بكتيرية ثانوية نتيجة تآكل أو تلف الأنسجة في الأمعاء، مما يفتح المجال للبكتيريا لتتكاثر.

• تسمم الدم (الإنتان): في حالات نادرة، قد تنتقل العدوى إلى الدم مما يسبب تسممًا عامًا في الجسم. ينتج عن ذلك أعراض حادة تشمل الحمى الشديدة، انخفاض ضغط الدم، والشعور بالإعياء الشديد.

7. تشخيص الإصابة بالدودة الشريطية

يشمل تشخيص الإصابة بالدودة الشريطية عادةً إجراء فحوصات طبية دقيقة، والتي قد تتضمن:

• فحص البراز: يمكن اكتشاف أجزاء من الدودة الشريطية في البراز، وهو من أبسط الطرق لتشخيص العدوى.

• الفحوصات المخبرية: قد يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوصات مخبرية للتأكد من وجود طفيليات في الجسم، مثل اختبار الدم أو فحص الأنسجة.

• الأشعة السينية أو التصوير المقطعي: قد تُستخدم الأشعة السينية أو التصوير المقطعي في حالات خاصة للكشف عن وجود الطفيليات في الأنسجة الأخرى غير الأمعاء.

8. علاج الدودة الشريطية

تُعالج الإصابة بالدودة الشريطية عادةً باستخدام أدوية مضادة للطفيليات، مثل أدوية “برازيكوانتيل” و”نيكلوساميد”. يجب أن يتم العلاج تحت إشراف الطبيب المختص لتحديد الجرعة المناسبة والمدة اللازمة للعلاج. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء جراحة لإزالة الدودة إذا كانت العدوى شديدة أو تسبب مضاعفات خطيرة.

9. الوقاية من الإصابة بالدودة الشريطية

للتقليل من خطر الإصابة بالدودة الشريطية، يجب اتخاذ التدابير الوقائية التالية:

• غسل اليدين جيدًا: يعد غسل اليدين بعد استخدام المرحاض أو التعامل مع الطعام من الإجراءات الأساسية للوقاية.

• الحرص عند تناول اللحوم: ينبغي التأكد من طهي اللحوم جيدًا وتجنب تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة بشكل كافٍ.

• شرب الماء النظيف: يجب تجنب شرب الماء الملوث أو غير المعقم.

• الفحص الدوري: يجب على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي تنتشر فيها الديدان الشريطية إجراء فحوصات دورية للكشف المبكر عن العدوى.

إن الإصابة بالدودة الشريطية ليست مرضًا بسيطًا، بل تتطلب اهتمامًا دقيقًا وعلاجًا سريعًا لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤثر على صحة الإنسان.