أعراض اضطراب الشخصية الحديّة

أعراض واضطرابات الشخصية الحديّة: فهم الأبعاد النفسية والسلوكية

تعد اضطرابات الشخصية الحديّة (Borderline Personality Disorder) من بين الاضطرابات النفسية الأكثر تحديًا، حيث تؤثر بشكل ملحوظ على القدرة على التعامل مع الآخرين، وتؤدي إلى تقلبات عاطفية وسلوكية تتداخل مع جميع جوانب الحياة الشخصية والاجتماعية. يتسم هذا الاضطراب بتقلبات حادة في المزاج والعلاقات الشخصية، ويصاحبه شعور عميق بالفراغ الداخلي وعدم الاستقرار النفسي. في هذا المقال، سنتناول الأعراض الرئيسية لاضطراب الشخصية الحديّة، أسباب ظهوره، والطرق المتبعة في العلاج.

1. الأعراض الرئيسية لاضطراب الشخصية الحديّة

يظهر اضطراب الشخصية الحديّة من خلال مجموعة متنوعة من الأعراض التي تؤثر على التفكير، والعواطف، والسلوكيات. من أبرز هذه الأعراض:

التقلبات العاطفية الحادة

يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من تقلبات عاطفية شديدة ومتغيرة بسرعة، حيث قد ينتقلون من مشاعر الفرح العارمة إلى الاكتئاب أو الغضب المفاجئ. قد تستمر هذه التغيرات لفترات قصيرة، مما يجعل الشخص يشعر بعدم الاستقرار العاطفي.

الخوف الشديد من الهجر

يعاني مرضى اضطراب الشخصية الحديّة من خوف شديد من أن يُتركوا أو يُهملوا، حتى لو كانت العلاقة غير قريبة أو مستقرة. هذا الخوف قد يدفعهم إلى تصرفات متطرفة مثل التعلق الشديد أو التقلبات الحادة في العلاقات الشخصية.

سلوكيات مدمرة أو اندفاعية

قد يظهر الشخص سلوكيات مدمرة أو غير مسئولة مثل القيادة بسرعة، أو تناول المواد المخدرة، أو الانغماس في علاقات عاطفية غير صحية. هذه السلوكيات غالبًا ما تحدث بشكل مفاجئ نتيجة لضغوط عاطفية، مما يزيد من خطر تعرض الشخص للضرر.

الشعور بالفراغ الداخلي

من أبرز الأعراض الشعورية هو الشعور المستمر بالفراغ الداخلي أو عدم الإحساس بالهوية الشخصية. يعاني المريض من صعوبة في تحديد من هو، وقد تتغير أفكاره عن نفسه بشكل متكرر.

التفكير القطبي

غالبًا ما يعاني مرضى اضطراب الشخصية الحديّة من تقلبات شديدة في كيفية رؤية الآخرين. في لحظات من الاستقرار، قد يراهم الشخص على أنهم “مثاليون”، بينما في لحظات أخرى، قد ينقلب شعوره تجاههم ليصبح “مخيبًا” أو “مؤذيًا”.

الاندفاعية والتصرفات المؤذية

قد يظهر الشخص سلوكيات غير متوقعة أو مؤذية، مثل التسبب في إيذاء النفس أو الانتحار، كرد فعل على التوترات العاطفية. هذه التصرفات تعد جزءًا من محاولة السيطرة على الانفعالات الداخلية المزعجة.

2. الأسباب والعوامل المساهمة في اضطراب الشخصية الحديّة

لا يزال السبب الدقيق لاضطراب الشخصية الحديّة غير واضح تمامًا، لكن هناك عدة عوامل قد تساهم في ظهوره، تشمل:

العوامل البيولوجية والجينية

تشير الدراسات إلى أن الاضطراب قد يكون ناتجًا عن خلل في كيمياء الدماغ، حيث تلعب المواد الكيميائية مثل السيروتونين دورًا في تنظيم المزاج والسلوك. كما أن وجود تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية قد يزيد من احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب.

العوامل البيئية والنشأة

من العوامل التي يُحتمل أن تسهم في ت