أعراض الإصابة بالغدة الدرقية: الأعراض الأكثر شيوعًا والتشخيص والعلاج
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة تقع في الجزء الأمامي من العنق، تحت الحنجرة، وهي مسؤولة عن إفراز الهرمونات التي تتحكم في العديد من وظائف الجسم الحيوية. تتحكم هرمونات الغدة الدرقية في عملية الأيض (التمثيل الغذائي)، كما تساهم في تنظيم الطاقة ودرجة الحرارة. تتعرض الغدة الدرقية لعدة حالات مرضية قد تؤثر على إفراز الهرمونات، مما يؤدي إلى عدد من الأعراض التي قد تختلف حسب نوع الاضطراب.
تتمثل الاضطرابات الشائعة في الغدة الدرقية في فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) وقصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، حيث يعاني المرضى في كل حالة من أعراض مختلفة. يعتمد التشخيص على الفحص السريري، تحاليل الدم، واختبارات التصوير، في حين أن العلاج قد يشمل الأدوية أو الجراحة في بعض الحالات. وفي هذا المقال، سنستعرض خمسة أعراض رئيسية قد تشير إلى الإصابة بمشاكل في الغدة الدرقية.
1. التغيرات في الوزن
تعتبر التغيرات المفاجئة في الوزن من أبرز الأعراض التي قد تشير إلى خلل في وظيفة الغدة الدرقية، سواء كانت زيادة في الوزن أو فقدانه بشكل غير مبرر. في حالات قصور الغدة الدرقية، حيث لا تفرز الغدة كميات كافية من الهرمونات الدرقية، يمكن أن يعاني الشخص من زيادة الوزن بسبب بطء الأيض. من جهة أخرى، في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث تفرز الغدة كميات مفرطة من الهرمونات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الوزن غير المبرر رغم تناول الطعام بشكل طبيعي أو حتى زيادة في كمية الطعام.
قصور الغدة الدرقية قد يسبب زيادة في الوزن بسبب احتباس السوائل في الجسم، وانخفاض مستوى الطاقة الذي يؤدي إلى انخفاض النشاط البدني. في حين أن فرط نشاط الغدة الدرقية قد يعزز من عملية الأيض، مما يتسبب في فقدان الوزن رغم أن الشخص لا يلاحظ تغييرًا كبيرًا في عادات الأكل.
2. التغيرات في معدل ضربات القلب
يعد التغيير في معدل ضربات القلب من الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود اضطراب في الغدة الدرقية. الأشخاص المصابون بـ فرط نشاط الغدة الدرقية قد يشعرون بزيادة في سرعة نبضات القلب، ويعانون من خفقان القلب أو اضطراب في نبضاته. قد يشعر المريض وكأن قلبه ينبض بسرعة غير عادية أو بشكل متسارع، وهو ما يمكن أن يتسبب في شعور بالقلق أو الراحة النفسية المتوترة.
أما في قصور الغدة الدرقية، فقد يحدث تباطؤ في معدل ضربات القلب، ما يسبب شعورًا بالإرهاق والكسل. في بعض الحالات، قد يتطور الأمر إلى بطء شديد في ضربات القلب، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح. هذا التغير في معدل ضربات القلب يعود إلى تأثير الهرمونات الدرقية على الجهاز العصبي المستقل، الذي ينظم عمل القلب.
3. التعب والإرهاق
من الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى اضطراب في الغدة الدرقية هو الشعور بالتعب والإرهاق المستمر. في حالات قصور الغدة الدرقية، يحدث انخفاض في مستوى الطاقة نتيجة انخفاض عملية الأيض، مما يؤدي إلى شعور مستمر بالتعب، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم. الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية قد يشعرون بالركود وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
أما في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، ورغم أن الشخص يعاني من زيادة في الأيض، فإنه قد يشعر أيضًا بالإرهاق بسبب الإجهاد الذي يتسبب فيه النشاط الزائد للجسم. ففرط النشاط يتسبب في استهلاك الجسم للطاقة بشكل سريع، ما يؤدي إلى شعور الشخص بالإرهاق من أقل الأنشطة.
4. التغيرات في البشرة والشعر
التغيرات في البشرة والشعر تعتبر من الأعراض الأكثر وضوحًا التي قد تظهر على الأشخاص المصابين بمشاكل في الغدة الدرقية. في حالات قصور الغدة الدرقية، يصبح الجلد جافًا وخشنًا، ويمكن أن يترافق مع تقصف الأظافر والشعر. قد يفقد الشعر كثافته أو يصبح هشًا وسهل التكسير. هذه التغيرات تحدث بسبب انخفاض مستوى الهرمونات الدرقية التي تؤثر على صحة البشرة والشعر.
من جهة أخرى، في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، قد يعاني الشخص من تساقط الشعر بشكل غير طبيعي أو ظهور شعر رقيق وضعيف. كما قد تصبح البشرة دهنية، وقد يعاني الشخص من ظهور حب الشباب. وتحدث هذه التغيرات بسبب تأثير الهرمونات الدرقية الزائدة على الأنسجة والأنظمة الجلدية.
5. التغيرات في درجة حرارة الجسم
الشعور بالتغيرات في درجة حرارة الجسم قد يكون من أبرز الأعراض التي تشير إلى وجود اضطراب في الغدة الدرقية. في قصور الغدة الدرقية، قد يعاني الشخص من الشعور الدائم بالبرد، حتى في الأماكن الدافئة أو في الطقس المعتدل. يحدث ذلك بسبب بطء عملية الأيض وعدم قدرة الجسم على توليد الحرارة بشكل كافٍ.
أما في فرط نشاط الغدة الدرقية، فقد يعاني الشخص من زيادة في درجة حرارة الجسم والشعور بالحرارة الشديدة أو التعرق المفرط، حتى في درجات الحرارة العادية. هذا بسبب تسريع الأيض وزيادة حرارة الجسم الناتجة عن الزيادة في هرمونات الغدة الدرقية.
التشخيص والعلاج
إذا كنت تشعر بأحد هذه الأعراض أو أكثر، من المهم زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة. يشمل التشخيص عادة فحص مستويات الهرمونات الدرقية في الدم، مثل هرمون TSH (الهرمون المنبه للغدة الدرقية) وهرمونات T3 وT4، بالإضافة إلى فحوصات أخرى مثل فحوصات الأجسام المضادة أو تصوير الغدة الدرقية في بعض الحالات.
العلاج يعتمد على نوع المشكلة. في حالات قصور الغدة الدرقية، قد يوصي الطبيب بتناول هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي لتعويض النقص. أما في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، فقد تشمل العلاجات الأدوية التي تثبط إنتاج الهرمونات أو في بعض الحالات الجراحة أو العلاج باليود المشع لتقليص حجم الغدة.
الخاتمة
تتعدد أعراض اضطرابات الغدة الدرقية ويمكن أن تكون معقدة بعض الشيء في التشخيص والعلاج. يعتبر الوعي بهذه الأعراض أمرًا حيويًا من أجل التشخيص المبكر والحصول على العلاج المناسب. إذا لاحظت أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه، ينبغي عليك استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وبدء العلاج في الوقت المناسب.
