أطعمة لجرثومة المعدة
تُعد جرثومة المعدة، أو ما يُعرف علمياً باسم Helicobacter pylori، من أكثر أنواع البكتيريا انتشاراً في العالم، وتُصنَّف على أنها مُمْرضة قادرة على العيش والتكاثر في بيئة المعدة الحمضية، مما يجعلها من الأسباب الرئيسية للإصابة بقرحة المعدة، والتهاب جدار المعدة المزمن، وحتى بعض أنواع سرطان المعدة في المراحل المتقدمة. وبينما تعتمد معالجة هذه الجرثومة على المضادات الحيوية القوية، إلا أن النظام الغذائي يلعب دوراً محورياً في تحسين فعالية العلاج وتقليل حدة الأعراض.
يُسهم تناول بعض الأطعمة في الحد من تكاثر هذه الجرثومة أو خلق بيئة غير مناسبة لبقائها، في حين تؤدي أطعمة أخرى إلى تفاقم الأعراض وإضعاف الغشاء المخاطي للمعدة.
في هذا المقال المطول، سيتم تناول الأطعمة المفيدة والمضرة في حالة الإصابة بجرثومة المعدة، مع تحليل علمي لتأثير كل نوع غذائي، بالإضافة إلى جدول يوضح الأطعمة الموصى بها وتلك التي يجب تجنبها.
أولاً: الأطعمة المفيدة لمرضى جرثومة المعدة
1. الزبادي (اللبن الرائب)
يحتوي الزبادي الطبيعي على البروبيوتيك، وهي كائنات حية دقيقة نافعة تعمل على تعزيز التوازن البكتيري في الجهاز الهضمي. تشير دراسات عدة إلى أن البروبيوتيك قد تساعد في تقليل أعداد جرثومة المعدة وتحسين فعالية المضادات الحيوية، كما تساهم في إعادة بناء البطانة المخاطية للمعدة.
2. البروكلي
يحتوي البروكلي، وخاصة الجزء الصغير الذي يُشبه البذور (البراعم)، على مركب يُعرف بـ السلفورافان (Sulforaphane)، وهو مركب نباتي ثبت علمياً أنه يمتلك خصائص مضادة لجرثومة المعدة. هذا المركب يعمل على تثبيط نشاط البكتيريا وتقليل الالتهابات الناتجة عنها.
3. العسل الطبيعي
العسل، وخصوصاً العسل الخام غير المعالج، يحتوي على مركبات مضادة للبكتيريا مثل بيروكسيد الهيدروجين وبعض البوليفينولات. دراسات مخبرية أظهرت أن العسل يمكن أن يثبط نمو جرثومة المعدة عند استخدامه كعامل مساعد مع الأدوية.
4. الثوم النيء
الثوم يحتوي على مركبات قوية مثل الأليسين التي تملك نشاطاً مضاداً للبكتيريا. تشير دراسات إلى أن تناول الثوم الطازج يمكن أن يساعد في تقليل نمو جرثومة المعدة وتحسين أعراض الالتهاب المعوي.
5. الشاي الأخضر
يعد الشاي الأخضر غنياً بمضادات الأكسدة مثل الكاتيشين، والتي قد تثبط نمو جرثومة المعدة وتقلل من التهابات المعدة. كما أن له دوراً مهماً في تقوية جهاز المناعة، مما يساعد الجسم على مقاومة العدوى.
6. الزنجبيل
الزنجبيل معروف بخصائصه المضادة للالتهاب والمساعدة على تهدئة المعدة. بعض الدراسات أظهرت أن الزنجبيل يخفف من الغثيان ويحسن حركة الأمعاء، كما أن له تأثيراً في تخفيف التهاب المعدة الناتج عن جرثومة المعدة.
7. الكركم
الكركم يحتوي على مركب الكركومين الذي يتميز بخصائص مضادة للميكروبات والالتهابات. بعض التجارب السريرية بينت أن الكركومين قد يكون فعالاً في تقليل نشاط جرثومة المعدة ودعم العلاج الطبي.
8. التوت البري (Cranberry)
يحتوي التوت البري على مركبات تمنع التصاق البكتيريا بجدار المعدة، وهو ما يُعد خطوة أساسية في تكاثر جرثومة المعدة. تناول عصير التوت البري الطبيعي قد يساهم في الوقاية من العدوى أو الحد من شدتها.
9. زيت الزيتون
يمتلك زيت الزيتون خصائص مضادة للبكتيريا وقد أظهرت تجارب مخبرية أنه يقتل أنواعاً متعددة من البكتيريا بما في ذلك جرثومة المعدة.
10. الأطعمة المخمرة
مثل مخلل الملفوف (sauerkraut)، الكيمتشي، والميزو، إذ تحتوي هذه الأطعمة على بكتيريا مفيدة تعزز صحة الجهاز الهضمي وتدعم المناعة ضد الميكروبات الضارة مثل H. pylori.
ثانياً: الأطعمة التي يُنصح بتجنبها عند الإصابة بجرثومة المعدة
1. الأطعمة الحارة والغنية بالتوابل
الفلفل الحار، البهارات القوية، والصلصات الحارة تهيج بطانة المعدة وتزيد من حدة الأعراض مثل الحرقة والألم.
2. الكافيين والمشروبات الغازية
القهوة والشاي الأسود والمشروبات الغازية تحتوي على الكافيين الذي يزيد من إفراز حمض المعدة، مما يؤدي إلى تهيج بطانة المعدة.
3. الأطعمة المقلية والدهنية
تبطئ الأطعمة الغنية بالدهون عملية الهضم وتزيد من الحمل على المعدة، مما يطيل بقاء الطعام فيها ويزيد من فرصة نمو الجرثومة.
4. الشوكولاتة
تحتوي على مركبات قد تؤثر على العضلة العاصرة للمريء وتزيد من الارتجاع الحمضي، كما أنها تحتوي على كافيين وسكريات قد تغذي الجرثومة.
5. اللحوم المعالجة
مثل اللانشون والنقانق واللحوم المدخنة، إذ تحتوي على النترات والمواد الحافظة التي تهيج بطانة المعدة وتضعف المناعة.
6. الأطعمة المملحة بشكل مفرط
تناول كميات كبيرة من الملح قد يسهم في إضعاف الغشاء المخاطي للمعدة، مما يجعلها أكثر عرضة للضرر من جرثومة المعدة.
ثالثاً: دور النظام الغذائي في تعزيز فعالية العلاج الدوائي
العلاج القياسي لجرثومة المعدة يُعرف باسم “العلاج الثلاثي”، ويشمل نوعين من المضادات الحيوية إلى جانب مثبط لمضخة البروتون (PPI). لكن فاعلية هذا العلاج قد تتأثر بعدة عوامل، من ضمنها النظام الغذائي للمريض.
عند دمج النظام الغذائي الصحي مع العلاج الطبي، يمكن تقليل الأعراض الجانبية للأدوية مثل الغثيان والانتفاخ، كما تزداد نسبة الاستجابة للعلاج وتقل فرص الانتكاس.
رابعاً: جدول الأطعمة الموصى بها والممنوعة
| الفئة | الأطعمة الموصى بها | الأطعمة التي يجب تجنبها |
|---|---|---|
| البروتينات | الأسماك المشوية، الدجاج منزوع الجلد | اللحوم المصنعة، اللحوم المقلية |
| الخضراوات | البروكلي، الجزر، الكوسا، السبانخ | البصل النيء، الفلفل الحار، الطماطم النيئة |
| المشروبات | الماء، الشاي الأخضر، عصير التوت البري | المشروبات الغازية، القهوة، الكحول |
| الدهون | زيت الزيتون، المكسرات النيئة بكميات معتدلة | الدهون المهدرجة، الزبدة، المقليات |
| الفواكه | الموز، التفاح، الكمثرى، البطيخ | الحمضيات مثل البرتقال والليمون |
| الحبوب | الشوفان، الأرز البني، الخبز الكامل | الخبز الأبيض، المعجنات الغنية بالسكر |
| مكملات غذائية | البروبيوتيك، الزنك، فيتامين C | يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها |
خامساً: نصائح غذائية إضافية
-
يُنصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة لتقليل الضغط على المعدة.
-
تجنب الاستلقاء بعد الأكل مباشرة، وانتظر على الأقل ساعتين قبل النوم.
-
الابتعاد عن التدخين، لأنه يُضعف الغشاء المخاطي للمعدة ويزيد من مضاعفات الإصابة.
-
يجب الالتزام بأخذ العلاج كاملاً حسب تعليمات الطبيب، وعدم التوقف عنه عند الشعور بالتحسن.
المراجع
-
Suerbaum, S., & Michetti, P. (2002). Helicobacter pylori infection. New England Journal of Medicine, 347(15), 1175–1186.
-
Goderska, K., Agudo, E., & Alarcon, T. (2018). Helicobacter pylori treatment: antibiotics or probiotics?. Applied Microbiology and Biotechnology, 102(1), 1–7.
