6 أطعمة تسبب الإصابة بالسرطان
يشهد العصر الحالي تطورًا علميًا هائلًا في مجالات متعددة، ومنها مجال الصحة والطب. مع تقدم هذه الدراسات، أصبح من الممكن تحديد العديد من العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السرطان. من بين العوامل التي لها تأثير بالغ على صحة الإنسان هي نوعية الطعام الذي يتناوله. فعلى الرغم من أهمية الطعام في تزويد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها للبقاء بصحة جيدة، إلا أن بعض الأطعمة قد تتسبب في زيادة خطر الإصابة بالسرطان إذا تم تناولها بشكل مفرط أو غير مدروس.
السرطان هو مجموعة من الأمراض التي تتميز بنمو خلايا غير طبيعي وغير منضبط في الجسم. وتختلف أسباب الإصابة بالسرطان، من العوامل الوراثية إلى العوامل البيئية، لكن التغذية تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من السرطان أو تسببه. في هذا المقال، سنتناول ستة أطعمة ثبت علميًا أنها قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
1. اللحوم المصنعة
تشمل اللحوم المصنعة مثل النقانق، واللانشون، والمرتديلا، والسجق، واللحوم المدخنة. تحتوي هذه اللحوم على مواد حافظة مثل النترات والنتريتات التي تُستخدم لتحسين اللون والطعم وزيادة فترة الصلاحية. وقد أظهرت دراسات عديدة أن استهلاك اللحوم المصنعة بكميات كبيرة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. تعتقد وكالة الأبحاث الدولية السرطان (IARC) أن اللحوم المصنعة تشكل خطرًا من الدرجة الأولى للإصابة بالسرطان. حيث تؤدي النترات والنتريتات إلى تكوين مركبات نيتروزية في الجسم، التي قد تؤدي إلى تلف الحمض النووي وتحفيز نمو الأورام.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي اللحوم المصنعة على مستويات عالية من الدهون المشبعة والأملاح التي قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتراكم الدهون في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
2. المأكولات المقلاة
الأطعمة المقلية مثل البطاطس المقلية، والدجاج المقلي، والوجبات السريعة الأخرى تحتوي على مستويات عالية من الدهون المشبعة والمتحولة. بالإضافة إلى ذلك، عند قلى الطعام في درجات حرارة مرتفعة، ينتج عنها مواد كيميائية ضارة مثل الأكريلاميد، الذي ثبت أنه يتسبب في زيادة خطر الإصابة بالسرطان. تتشكل مادة الأكريلاميد عندما تتعرض الأطعمة النشوية للحرارة العالية خلال الطهي، خاصة في درجات حرارة فوق 120 درجة مئوية.
تشير الدراسات إلى أن الأكريلاميد قد يؤدي إلى تغييرات جينية في الخلايا البشرية، مما قد يسهم في تطور السرطان. لذلك، يُنصح بتجنب الإفراط في تناول الأطعمة المقلية والتوجه إلى أساليب طهي صحية مثل الشوي أو الطهي بالبخار.
3. الأطعمة التي تحتوي على مواد كيميائية مضافة
تحتوي بعض الأطعمة المصنعة على مواد كيميائية مضافة مثل الأصباغ والمواد الحافظة والمستحلبات التي قد تكون ضارة بالصحة على المدى الطويل. بعض هذه المواد الكيميائية قد تكون مسببة للسرطان أو قد تساهم في ظهور الأورام. على سبيل المثال، تُستخدم بعض المواد الحافظة مثل البنزالدهيد والإيثيلين ديامين التي يمكن أن تضر الخلايا وقد تؤدي إلى طفرات جينية.
البحث العلمي أظهر أن استهلاك الأطعمة المعبأة التي تحتوي على مواد كيميائية مضافة يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بأنواع معينة من السرطان. لذا يُنصح بالابتعاد عن الأطعمة ذات المكونات غير الطبيعية أو المعالجة واختيار الأطعمة الطازجة والطبيعية.
4. الأطعمة الغنية بالسكر
الأطعمة الغنية بالسكر، مثل المشروبات الغازية، والحلويات، والعصائر المحلاة، والمخبوزات، تعد من بين الأطعمة التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. السكر الزائد في النظام الغذائي يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وهي من العوامل الرئيسية التي تسهم في الإصابة بالسرطان. الدراسات أظهرت أن السمنة قد تساهم في الإصابة بعدد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان المريء.
علاوة على ذلك، يؤدي استهلاك كميات كبيرة من السكر إلى زيادة مستوى الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين. ارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم يمكن أن يعزز نمو الخلايا السرطانية. لذلك، يُنصح بتقليل استهلاك السكر المضاف والتركيز على تناول الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والخضروات.
5. الوجبات السريعة والأطعمة الدهنية
الوجبات السريعة، مثل البرجر، والبيتزا، والبطاطا المقلية، تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، والصوديوم، والسكريات، والكربوهيدرات المكررة. استهلاك هذه الأطعمة بكثرة يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، خصوصًا أنواع السرطان التي تتعلق بالجهاز الهضمي، مثل سرطان المعدة وسرطان القولون.
تحتوي الوجبات السريعة أيضًا على العديد من المواد الكيميائية المضافة مثل النكهات الاصطناعية والمواد الحافظة، التي قد تؤثر سلبًا على صحة الإنسان على المدى الطويل. علاوة على ذلك، تعزز الوجبات السريعة من مشكلة السمنة التي بدورها تزيد من احتمال الإصابة بأنواع عديدة من السرطان.
6. الأطعمة المحروقة أو المشوية بشكل مفرط
عندما يتم طهي الأطعمة مثل اللحوم على النار مباشرة أو على درجات حرارة مرتفعة للغاية، قد يحدث تحلل للبروتينات في الطعام ويحدث تكوين مركبات كيميائية ضارة مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) والأمينات غير المتجانسة (HCAs). تشير الدراسات إلى أن هذه المركبات قد تؤدي إلى حدوث طفرات جينية وزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، وسرطان الأمعاء، وسرطان الكبد، وسرطان القولون.
من أجل تقليل هذا الخطر، ينصح بتقليل طهي اللحوم في درجات حرارة عالية جدًا أو تجنب الأطعمة المحروقة تمامًا. يُفضل استخدام أساليب طهي أكثر أمانًا مثل الطهي بالبخار أو في الفرن بدرجات حرارة منخفضة.
خاتمة
بينما تبقى بعض الأطعمة جزءًا من ثقافاتنا الغذائية التقليدية، فإن تناول الأطعمة المفرطة في المواد الحافظة، أو المقلية، أو الغنية بالسكر قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، أبرزها زيادة خطر الإصابة بالسرطان. العلم لا يزال يتطور في مجال العلاقة بين التغذية والسرطان، وما هو واضح أن اختيار الطعام بحكمة والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة يمكن أن يساعد في الوقاية من هذا المرض الخطير.
