أطعمة خطيرة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
من المعروف أن الغذاء الذي نتناوله له تأثير كبير على صحتنا العامة. هناك العديد من الدراسات العلمية التي تشير إلى أن بعض الأطعمة قد تكون عاملاً مساهماً في تطور مرض السرطان. السرطان هو مرض مزمن يبدأ في الخلايا عندما تتغير بنية أو وظيفة هذه الخلايا بشكل غير طبيعي. تعتبر العوامل الوراثية، والتعرض للمواد المسرطنة، والتلوث البيئي، وأسلوب الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، من أهم العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان. وفي هذا المقال، سنتناول الأطعمة التي يمكن أن ترفع من احتمالية الإصابة بهذا المرض الخطير.
1. اللحوم المعالجة
تعد اللحوم المعالجة مثل النقانق، والسجق، واللحوم المدخنة، واللحوم المعلبة من الأطعمة التي تعتبر خطيرة بالنسبة لصحة الإنسان. تحتوي هذه اللحوم على مستويات عالية من المواد الحافظة مثل النترات والنتريت، والتي يتم استخدامها لزيادة مدة صلاحية اللحوم وتحسين لونها. وتشير الدراسات إلى أن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تتحول إلى مواد مسرطنة عند دخولها الجسم.
تُظهر الدراسات أن تناول كميات كبيرة من اللحوم المعالجة يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن اللحوم المعالجة تنتمي إلى الفئة 1 من المواد المسببة للسرطان، ما يعني أنها مادة مسرطنة للبشر. علاوة على ذلك، تحتوي اللحوم المعالجة أيضًا على مستويات مرتفعة من الدهون المشبعة، والتي يمكن أن تسهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والبنكرياس.
2. اللحوم الحمراء
اللحوم الحمراء مثل لحم البقر، ولحم الضأن، ولحم الخنزير يمكن أن تكون أيضاً مسببًا لزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، خاصة سرطان القولون والمستقيم. يرتبط تناول اللحوم الحمراء بارتفاع مستويات مادة الهيم الحديدية في الدم، التي يمكن أن تعزز تكاثر الخلايا السرطانية في القولون. بالإضافة إلى ذلك، فإن اللحوم الحمراء تحتوي على مركبات قد تتفاعل مع الأحماض الأمينية والبروتينات لتكوين مواد مسرطنة، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من اللحوم الحمراء يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بسرطان المعدة والقولون والمريء. لذلك، يوصي العديد من الأطباء بتقليل تناول اللحوم الحمراء واختيار مصادر أخرى للبروتين مثل الدواجن أو الأسماك.
3. الأطعمة المقلية
الأطعمة المقلية، وخاصة تلك التي تحتوي على زيوت نباتية مهدرجة، تعتبر من الأطعمة الخطيرة التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان. أثناء عملية القلي، تتعرض الدهون إلى درجات حرارة مرتفعة، مما يؤدي إلى تكوين مواد ضارة مثل الأكريلاميد، وهو مركب كيميائي يُنتج عندما يتم قلى الطعام على درجات حرارة عالية. أكدت الدراسات العلمية أن الأكريلاميد يمكن أن يكون مسرطنًا للبشر.
تتواجد مادة الأكريلاميد بشكل خاص في الأطعمة التي تحتوي على النشويات مثل البطاطس المقلية، ورقائق البطاطس، والكعك المحمص. بالإضافة إلى الأكريلاميد، تحتوي الأطعمة المقلية أيضًا على مستويات عالية من الدهون المشبعة، التي تساهم في زيادة الوزن، وهو عامل رئيسي في تطور أنواع عديدة من السرطان مثل سرطان الثدي والمعدة.
4. السكريات المضافة والمشروبات الغازية
تعد السكريات المضافة والمشروبات الغازية من العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان. تحتوي المشروبات الغازية على كميات ضخمة من السكريات، التي تتسبب في زيادة الوزن والسمنة. السمنة هي أحد العوامل الرئيسية التي ترفع من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، بما في ذلك سرطان المريء، وسرطان القولون، وسرطان الكبد.
علاوة على ذلك، تحتوي العديد من المشروبات الغازية على مواد إضافية مثل الكافيين والألوان الصناعية، التي قد تساهم في حدوث التهابات في الجسم. التهابات الأنسجة هي عامل آخر يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بالسرطان.
5. الأطعمة المعلبة
الأطعمة المعلبة هي واحدة من أكثر الأطعمة التي تحتوي على مواد إضافية ضارة قد ترفع من خطر الإصابة بالسرطان. تحتوي الأطعمة المعلبة على مستويات عالية من الصوديوم (الملح) والمواد الحافظة مثل النترات والمواد الكيميائية الأخرى. هذه المواد قد تسبب تغيرات في الخلايا الطبيعية وتحفز نمو الأورام. بالإضافة إلى ذلك، يتم تعليب الأطعمة في علب تحتوي على مادة BPA (bisphenol A)، وهي مادة كيميائية قد تساهم في حدوث السرطان، خاصة عند تعرضها للحرارة.
تشير بعض الدراسات إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في الأطعمة المعلبة قد ترفع من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا. لذلك، ينصح بتجنب تناول الأطعمة المعلبة قدر الإمكان واستبدالها بأطعمة طازجة ومغذية.
6. الكحول
الكحول هو أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان. تشير الدراسات إلى أن تناول الكحول بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى تلف الخلايا في الجسم وزيادة تكاثر الخلايا السرطانية. الكحول يرتبط ارتباطًا مباشرًا بسرطان الكبد، وسرطان الفم، وسرطان المريء، وسرطان الثدي.
عند استهلاك الكحول، يتحول إلى مادة “أسيتالديهيد” داخل الجسم، وهي مادة مسرطنة تتسبب في تلف الحمض النووي. علاوة على ذلك، يعتبر الكحول من العوامل التي تؤدي إلى زيادة الوزن، مما يزيد من خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان.
7. الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة
الدهون المتحولة هي نوع من الدهون غير الصحية التي تضاف إلى الأطعمة بشكل صناعي لتحسين الملمس وزيادة مدة صلاحيتها. توجد الدهون المتحولة في الأطعمة المعالجة والمعلبة، مثل الوجبات السريعة، والكعك، والبيتزا، والمقرمشات. هذه الدهون يمكن أن ترفع من مستويات الكوليسترول الضار في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان المبيض.
تُعتبر الدهون المتحولة أيضًا من العوامل المساهمة في زيادة التهابات الجسم، وهي حالة يمكن أن تشجع على تطور السرطان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب الدهون المتحولة زيادة الوزن، مما يساهم في المزيد من المخاطر الصحية.
8. الأطعمة الملوثة بالفطريات والسموم الفطرية
الفطريات، أو العفن، التي تنمو على بعض الأطعمة مثل المكسرات، والحبوب، والفواكه، يمكن أن تنتج سمومًا فطرية تُعرف باسم “الأفلاتوكسينات”. هذه السموم هي مواد مسرطنة قوية يمكن أن تسبب سرطان الكبد. تتمثل أحد مخاطر الأفلاتوكسينات في قدرتها على التأثير على الحمض النووي، مما يؤدي إلى الطفرات التي قد تسهم في نشوء السرطان.
للحد من خطر التعرض للأفلاتوكسينات، من المهم تخزين الأطعمة بشكل صحيح، وتجنب تناول الأطعمة التي تظهر عليها علامات العفن.
9. الأطعمة المحمصة والمشوية
عند تحميص أو شوي اللحوم أو الأسماك على درجات حرارة عالية، يتم تكوين مواد مسرطنة تعرف باسم “الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات” (PAHs) و”الأمينات الحلقية غير المتجانسة” (HCAs). هذه المركبات تتشكل عندما تتفاعل الدهون واللحوم مع درجات الحرارة المرتفعة وتنتج مواد سامة.
تعتبر اللحوم المشوية بشكل خاص عامل خطر رئيسي للإصابة بسرطان المعدة والقولون. لتقليل هذه المخاطر، يوصي الخبراء بتجنب الإفراط في الشوي أو التحميص، واستخدام طرق طهي أقل حرارة مثل الطهي بالبخار أو السلق.
الخلاصة
إن الأطعمة التي نتناولها تلعب دورًا كبيرًا في صحة أجسامنا. بعض الأطعمة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان بشكل ملحوظ. لذلك، من الضروري تقليل تناول الأطعمة المصنعة، والمقلية، واللحوم المعالجة، والسكريات المضافة، والدهون المتحولة، واختيار الأطعمة الطازجة والمغذية. اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع يمكن أن يكون من العوامل الوقائية التي تساهم في تقليل احتمالية الإصابة بالسرطان.
