أضرار عملية الليزك: المخاطر والآثار الجانبية التي يجب أن تكون على دراية بها
تعد عملية الليزك (LASIK) واحدة من أشهر العمليات الجراحية لتصحيح مشاكل الرؤية مثل قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم. تمثل هذه العملية ثورة حقيقية في عالم طب العيون، حيث تقدم بديلاً فعالاً للنظارات أو العدسات اللاصقة، مما يسمح للعديد من الأشخاص بالتمتع بحياة أكثر راحة من خلال تحسين جودة رؤيتهم. وعلى الرغم من نتائجها المذهلة التي شهدت تحسنًا كبيرًا في جودة الرؤية لملايين المرضى حول العالم، إلا أن عملية الليزك ليست خالية من المخاطر والأضرار التي يجب أن يكون الشخص على دراية بها قبل اتخاذ قرار الخضوع لهذه العملية.
ما هي عملية الليزك؟
عملية الليزك هي إجراء جراحي يتم فيه استخدام شعاع الليزر لتعديل شكل القرنية، وهي الجزء الشفاف في مقدمة العين، بهدف تحسين قدرة العين على تركيز الضوء بشكل صحيح على الشبكية. تعتمد عملية الليزك على تقنية تسمى “التقشير الضوئي” باستخدام ليزر فمتوثانية لإعادة تشكيل القرنية. العملية سريعة وآمنة في الغالب، إلا أنها قد تنطوي على بعض الآثار الجانبية التي تحتاج إلى عناية واهتمام.
أضرار عملية الليزك
1. جفاف العين
من أبرز الأضرار التي قد تحدث بعد عملية الليزك هو جفاف العين، وهي حالة تتمثل في انخفاض إنتاج الدموع أو تباينها عن المعدل الطبيعي. يحدث ذلك بسبب تأثير العملية على الغدد المسؤولة عن إفراز الدموع. يعاني الكثير من المرضى من أعراض الجفاف بعد العملية، والتي تتضمن حرقانًا أو شعورًا بوجود جسم غريب في العين، مما يؤدي إلى عدم الراحة خلال الأيام الأولى بعد العملية.
قد تكون هذه الحالة مؤقتة وتختفي خلال أشهر قليلة، ولكن في بعض الحالات النادرة قد تستمر لفترة أطول. لذلك، قد يُوصى باستخدام قطرات مرطبة للعين أو علاج آخر لتخفيف الأعراض.
2. التوهج والهلوسة الضوئية
من بين الآثار الجانبية الشائعة الأخرى هي الإصابة بالتوهج أو الهالات حول الأضواء. قد يشعر المريض بعد العملية بوجود هالات حول الأضواء الساطعة، خاصة في الليل أو في ظروف الإضاءة الضعيفة. يحدث ذلك بسبب التغيرات التي طرأت على شكل القرنية بعد العملية، مما يسبب تشويشًا في الرؤية.
يعتبر هذا الأثر الجانبي مزعجًا لبعض المرضى، خاصة أولئك الذين يقودون السيارات في الليل، ويمكن أن يستمر لفترة طويلة بعد العملية. في بعض الحالات النادرة، قد تستمر هذه الأعراض لعدة أشهر أو حتى سنوات.
3. التغيرات في الرؤية أو اضطرابات الرؤية
تتضمن بعض الأضرار المحتملة حدوث تغييرات في الحدة البصرية، مثل عدم وضوح الرؤية أو رؤية مزدوجة. يمكن أن يكون ذلك نتيجة لتغيير شكل القرنية أو وجود خلل في عملية إعادة تشكيلها بعد العملية.
تظهر هذه التغيرات عادةً في الأسابيع أو الأشهر التي تلي الجراحة، ولكنها قد تختفي تدريجيًا مع مرور الوقت. إذا كانت المشكلة مستمرة أو لم تتحسن مع مرور الوقت، قد يكون من الضروري اللجوء إلى إجراءات تصحيحية إضافية.
4. العدوى والتهابات العين
مثل أي عملية جراحية، فإن عملية الليزك تتطلب اهتمامًا دقيقًا في مرحلة ما بعد الجراحة لتجنب العدوى والتهابات العين. قد تتسبب العدوى في حدوث ألم شديد أو احمرار العين أو إفرازات غير طبيعية.
على الرغم من أن نسبة حدوث العدوى بعد عملية الليزك منخفضة جدًا، إلا أن الإصابة بها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل بصرية خطيرة. لذلك، يجب على المرضى اتباع التعليمات الخاصة بالرعاية بعد العملية بعناية، مثل استخدام قطرات مضادة للبكتيريا أو تجنب فرك العينين.
5. الإضطرابات في قوة الرؤية (الإنكسار)
في بعض الحالات، قد يواجه المرضى تغييرًا غير مرغوب فيه في قوة الرؤية بعد إجراء العملية. يمكن أن يحدث ذلك بسبب التئام القرنية بشكل غير متساوٍ أو بسبب تحرك شريحة القرنية التي تم رفعها أثناء العملية.
قد تكون هذه التغيرات مؤقتة في بعض الحالات، ولكن في بعض الأحيان قد يتطلب الأمر علاجًا إضافيًا أو إجراء عملية تصحيحية أخرى لتحسين الرؤية.
6. ضعف الرؤية في ظروف معينة
تتسبب عملية الليزك في بعض الأحيان في ضعف الرؤية في ظروف معينة، مثل التعرض للضوء الساطع أو أثناء القيادة في الليل. هذه الظاهرة قد تكون مزعجة للبعض، حيث يشعرون بصعوبة في الرؤية بوضوح أثناء تلك الأوقات. تعتبر هذه المشكلة أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر الحاد أو طول النظر.
7. عدم التماثل في تصحيح الرؤية بين العينين
من الأضرار الأقل شيوعًا ولكنها ممكنة هي أن تصحيح الرؤية في كل عين قد لا يكون متماثلًا تمامًا بعد العملية. في بعض الحالات، قد لا تتحقق درجة التصحيح المطلوبة لكل عين، مما يؤدي إلى مشاكل في الرؤية الثنائية أو اضطراب في التوازن البصري بين العينين.
8. تراجع نتائج الجراحة بمرور الوقت
من المعروف أن نتائج عملية الليزك قد تتغير بمرور الوقت. قد يحدث تراجع تدريجي في التصحيح الذي حققته العملية، وهو ما يتطلب أحيانًا إجراءات إضافية. هذا التراجع قد يكون أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين يعانون من درجات عالية من قصر النظر أو في الأشخاص الذين تتغير أعمارهم أو حالاتهم الصحية بعد العملية.
9. خطر الإصابة بضعف النظر الدائم
رغم أن هذا الأثر نادر جدًا، إلا أن هناك احتمالية ضئيلة أن يعاني المريض من ضعف النظر الدائم بعد العملية. يحدث ذلك في بعض الحالات بسبب حدوث مضاعفات غير متوقعة أثناء الجراحة أو نتيجة لعدم الاستجابة الجيدة للعلاج. في هذه الحالات، قد يتطلب الأمر اتخاذ تدابير أخرى لإصلاح الأضرار التي لحقت بالنظر.
10. الحاجة إلى ارتداء نظارات أو عدسات بعد العملية
على الرغم من أن الهدف من عملية الليزك هو تصحيح مشاكل الرؤية بشكل دائم، إلا أن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى ارتداء نظارات أو عدسات طبية بعد العملية، خاصة مع التقدم في العمر. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء جراحة تصحيحية إضافية لتحقيق الرؤية المثالية.
التأثيرات النفسية والاجتماعية
في بعض الحالات، قد يعاني المرضى من تأثيرات نفسية واجتماعية بعد عملية الليزك. قد يشعر البعض بالإحباط إذا لم تتحقق النتائج المثالية التي كانوا يتوقعونها، أو إذا واجهوا صعوبات في التأقلم مع التغييرات التي حدثت في رؤيتهم. لذلك، من المهم أن يكون المرضى على دراية بأن النتائج قد تختلف من شخص لآخر وأن العملية ليست دائمًا خالية من المخاطر.
خاتمة
على الرغم من أن عملية الليزك تعد من الإجراءات الجراحية الشائعة والفعالة لتصحيح مشاكل الرؤية، إلا أن هناك العديد من الأضرار والمخاطر التي قد تنشأ من وراءها. من الضروري أن يكون المريض على دراية كاملة بهذه المخاطر قبل اتخاذ القرار بالخضوع للعملية. يجب على المرضى الاستشارة مع طبيب العيون المختص لتحديد ما إذا كانت العملية مناسبة لهم بناءً على تاريخهم الطبي وحالة عيونهم.
