أضرار الملح الصيني وتأثيراته الصحية

الملح الصيني، المعروف أيضًا باسم “ملح الإلجيوم” أو “الملح الخارق”، هو مركب كيميائي يُستخدم بشكل واسع في بعض البلدان كبديل للملح العادي (كلوريد الصوديوم) في الطهي وتتبيل الطعام. ورغم أنه يُروَّج له أحيانًا بسبب نكهته القوية وقدرته على تحسين طعم الأطعمة، فإن استخدامه يحمل مخاطر صحية كبيرة أثبتتها دراسات علمية وأبحاث طبية. يحتوي الملح الصيني على مكونات كيميائية تختلف عن الملح العادي، منها مركبات تحتوي على اليود والبروميد، وأحيانًا معادن أخرى صناعية قد تكون ضارة عند تناولها بكميات كبيرة.

في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أضرار الملح الصيني على الصحة، مركباته الكيميائية، آثاره السلبية على الأجهزة الحيوية في الجسم، بالإضافة إلى تحذيرات الأطباء وخبراء التغذية حول استخدامه.

التعريف بالملح الصيني ومكوناته

الملح الصيني عبارة عن خليط من الأملاح المعدنية يتم تصنيعه صناعياً ليُستخدم في تحسين النكهة. أشهر مكوناته:

• اليود: يُضاف أحيانًا للوقاية من نقص اليود في الجسم، لكنه قد يكون مضافًا بشكل زائد عن الحد.

• البروميد (Br-): مادة كيميائية مضادة للتكتل تُستخدم لمنع تكتل الملح، لكنها سامة وتسبب مشاكل صحية خطيرة.

• مركبات أخرى مثل كبريتات الصوديوم ومواد صناعية مختلفة قد تُضاف لتحسين الملمس أو الطعم.

على عكس ملح الطعام العادي، الذي يتكون أساساً من كلوريد الصوديوم (NaCl)، يحتوي الملح الصيني على مواد كيميائية إضافية قد تسبب أضرارًا صحية عند تراكمها.

أضرار الملح الصيني على الصحة العامة

1. التسمم بالبروميد وتأثيره السلبي

يعد البروميد الموجود في الملح الصيني من أخطر مكوناته، وهو مركب غير عضوي يمكن أن يتراكم في الجسم ويؤثر على الجهاز العصبي، الكبد، والغدة الدرقية. الجرعات العالية من البروميد قد تؤدي إلى:

• اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي مثل الصداع المزمن، الدوخة، والارتباك.

• مشاكل في التركيز والذاكرة.

• اختلالات هرمونية تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، وقد تؤدي إلى خمول الغدة أو فرط نشاطها.

• في حالات التسمم الشديد، يمكن أن يسبب البروميد مشاكل تنفسية وجلطات.

هذا التسمم يُعرف باسم تسمم البروميد وهو مرض مزمن يصعب علاجه، لأنه لا يتم إخراج البروميد بسهولة من الجسم.

2. تأثير الملح الصيني على القلب والأوعية الدموية

رغم أن الملح الصيني يحتوي على نسبة من الصوديوم، إلا أن مركباته الصناعية تؤثر على صحة القلب بشكل مختلف عن ملح الطعام العادي. بعض الدراسات أظهرت أن استهلاك الملح الصيني قد يؤدي إلى:

• ارتفاع ضغط الدم بسبب التداخل مع آليات توازن الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم.

• زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية نتيجة تراكم المواد السامة في الدم.

• اضطرابات في نظم القلب بسبب تأثير البروميد على الجهاز العصبي.

هذه التأثيرات تؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى الأشخاص الذين يستهلكون الملح الصيني بانتظام.

3. الأضرار على الجهاز العصبي

المواد الكيميائية في الملح الصيني، خاصة البروميد، لها تأثير سام على الجهاز العصبي. تؤدي إلى أعراض مثل:

• التهيج العصبي والقلق.

• فقدان التركيز والذاكرة.

• اضطرابات النوم والأرق.

• قد تتفاقم إلى أعراض أشد مثل الاكتئاب أو حتى الهلوسة في حالات التسمم الشديد.

هذه الأعراض تحدث بشكل تدريجي وتزداد سوءاً مع الاستهلاك المستمر للملح الصيني.

4. تأثير الملح الصيني على الغدة الدرقية

البروميد يمنع امتصاص اليود بشكل فعال، ما يسبب خللاً في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تعتمد على اليود. يؤدي هذا إلى:

• قصور الغدة الدرقية، مما يسبب التعب المزمن، زيادة الوزن، وبرودة الأطراف.

• تضخم الغدة الدرقية (الدراق) في بعض الحالات.

• اضطرابات هرمونية تؤثر على التوازن العام في الجسم.

على عكس الملح المعالج باليود العادي، الذي يحمي من مشاكل الغدة الدرقية، فإن الملح الصيني قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الغدة.

5. أضرار على الكبد والكلى

المواد السامة في الملح الصيني تحتاج إلى تصفية من الدم، ما يزيد العبء على الكبد والكلى. مع مرور الوقت، يسبب الاستهلاك المزمن:

• تلف خلايا الكبد، مما قد يؤدي إلى التهابات مزمنة أو تليف كبدي.

• إجهاد الكلى وارتفاع خطر الفشل الكلوي بسبب تراكم الأملاح المعدنية الصناعية.

6. اضطرابات في الجهاز الهضمي

تناول الملح الصيني قد يسبب تهيجًا في الجهاز الهضمي يؤدي إلى:

• حموضة المعدة.

• اضطرابات في الامتصاص الغذائي.

• زيادة خطر الإصابة بقرحة المعدة والاثني عشر.

الفرق بين الملح الصيني وملح الطعام العادي

تحذيرات الأطباء وخبراء التغذية

أجمعت العديد من الجهات الطبية والصحية حول العالم على ضرورة تجنب استخدام الملح الصيني، خاصة في الطعام الذي يُستهلك يومياً. فقد أثبتت التجارب السريرية أنه يسبب مشاكل صحية خطيرة، خاصة مع الاستخدام المستمر، ويؤدي إلى تراكم مواد سامة داخل الجسم.

• حذرت منظمة الصحة العالمية من استخدام أي نوع من الأملاح الصناعية غير الخاضعة للرقابة الصحية.

• أوصت الجمعيات الطبية بضرورة الاعتماد على ملح الطعام المكرر والمعالج باليود ضمن الحدود المسموح بها دولياً.

• نصحت بقراءة ملصقات المنتجات والتأكد من مصدر الملح المستخدم، والتوجه نحو الخيارات الطبيعية الآمنة.

البدائل الصحية للملح الصيني

مع تفاقم أضرار الملح الصيني، يجب التركيز على بدائل صحية وآمنة من أجل الحفاظ على الصحة العامة، منها:

• ملح الطعام العادي المعالج باليود: الخيار الأفضل لصحة الغدة الدرقية والوقاية من أمراض نقص اليود.

• الملح البحري الطبيعي: يحتوي على معادن طبيعية مفيدة، بشرط استخدامه بكميات معتدلة.

• الأعشاب والتوابل الطبيعية: يمكن استخدامها لتتبيل الطعام بدلاً من الاعتماد المفرط على الملح.

الخلاصة

الملح الصيني، على الرغم من شهرة استخدامه في بعض الأسواق، يشكل تهديداً حقيقياً للصحة بسبب مكوناته الصناعية السامة وخاصة البروميد. أضراره تمتد لتشمل الجهاز العصبي، القلب، الكبد، الكلى، والغدة الدرقية، مما يجعل استهلاكه خطرًا على المدى البعيد. تعتمد السلامة الصحية على استخدام ملح الطعام الطبيعي والمعالج بشكل صحيح، مع تقليل الاستهلاك العام للصوديوم، والابتعاد عن المنتجات المشكوك في جودتها. الحرص على هذا الجانب يقي من مشاكل صحية مزمنة، ويضمن التوازن الغذائي والصحي للجسم.

المراجع

• منظمة الصحة العالمية (WHO). “Salt intake and health risks.” WHO Guidelines, 2022.

• دراسة بعنوان: “تأثيرات البروميد على الجهاز العصبي والغدة الدرقية” – مجلة الكيمياء الطبية، 2020.