أضرار الكرياتين لكمال الأجسام: تأثيراته على الجسم واستخداماته الصحيحة
الكرياتين هو أحد المكملات الغذائية التي يتم استخدامها بشكل شائع في مجال كمال الأجسام والرياضات التي تتطلب قوة عضلية عالية. يتميز الكرياتين بقدرته على زيادة القدرة على التحمل وتحسين الأداء الرياضي، لكن رغم فوائده العديدة، فإن له بعض الأضرار التي قد تؤثر على صحة الجسم إذا تم استخدامه بشكل غير صحيح أو بشكل مفرط. سنتناول في هذا المقال الأضرار المحتملة للكرياتين على الجسم، مع التطرق إلى تأثيراته الجانبية وكيفية استخدامه بشكل آمن وفعّال.
1. ما هو الكرياتين؟
الكرياتين هو مركب طبيعي يتواجد بشكل رئيسي في العضلات، ويُعتبر مصدرًا رئيسيًا للطاقة في خلايا العضلات. يُخزن حوالي 95% من الكرياتين في العضلات الهيكلية، بينما يُخزن الباقي في الدماغ والكلى والكبد. يتم إنتاج الكرياتين في الجسم من الأحماض الأمينية مثل الأرجينين، والجلايسين، والميثيونين. كما يمكن الحصول على الكرياتين من بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والأسماك.
عند ممارسة التمارين الرياضية، خاصة التمارين التي تعتمد على القوة، يُساعد الكرياتين على توفير الطاقة السريعة المطلوبة للعضلات، مما يعزز من القدرة على أداء التمارين بشكل أفضل. لهذا السبب، فإن الرياضيين وكمال الأجسام يستخدون الكرياتين بشكل مكمل غذائي لتحسين الأداء وزيادة الكتلة العضلية.
2. فوائد الكرياتين:
قبل الحديث عن الأضرار، من المهم فهم الفوائد التي يقدمها الكرياتين عند استخدامه بشكل مناسب. تشمل هذه الفوائد:
-
زيادة القوة العضلية: الكرياتين يساعد في زيادة قوة العضلات وتحسين الأداء الرياضي، خاصة في الأنشطة التي تتطلب قوة عضلية مفاجئة مثل رفع الأثقال.
-
تحسين القدرة على التحمل: يعزز الكرياتين قدرة العضلات على العمل لفترات أطول، مما يساعد في تحسين الأداء في التدريبات الرياضية.
-
زيادة الكتلة العضلية: يعمل الكرياتين على زيادة حجم العضلات بسبب احتباس الماء داخل الخلايا العضلية، ما يؤدي إلى تضخم العضلات وتحسين مظهرها.
-
تعزيز الشفاء بعد التمرين: يُساعد الكرياتين في تسريع عملية تعافي العضلات بعد التمرين المكثف، مما يقلل من الشعور بالتعب والألم العضلي.
3. أضرار الكرياتين على الجسم:
رغم الفوائد التي يقدمها الكرياتين، إلا أن استخدامه المفرط أو غير الصحيح قد يؤدي إلى بعض الأضرار الصحية. يمكن تلخيص أبرز أضرار الكرياتين في النقاط التالية:
أ. احتباس الماء وزيادة الوزن:
أحد التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعًا للكرياتين هو احتباس الماء داخل الخلايا العضلية. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل مفاجئ، حيث يحتفظ الكرياتين بالماء داخل العضلات، مما يزيد من حجمها. هذه الزيادة في الوزن ليست نتيجة لزيادة الدهون، بل للماء المخزن، إلا أن هذا الاحتباس يمكن أن يكون غير مريح للعديد من الرياضيين.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي احتباس الماء إلى شعور بالثقل أو التورم في الجسم، وهو ما قد يكون غير مرغوب فيه لبعض الأشخاص الذين يفضلون الحفاظ على وزن ثابت.
ب. مشاكل في الكلى:
الكرياتين يُستقلب في الكلى، وقد أظهرت بعض الدراسات أن تناول جرعات كبيرة من الكرياتين قد يسبب ضغطًا إضافيًا على الكلى. هذا قد يؤدي إلى مشاكل صحية خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى بشكل مسبق.
توجد بعض الدراسات التي تشير إلى أن تناول الكرياتين لفترات طويلة وبجرعات مرتفعة يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى، على الرغم من أن هذه الدراسات لا تقدم أدلة قاطعة على ذلك. لذلك، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى أو من لديهم تاريخ عائلي من أمراض الكلى بتجنب تناول الكرياتين أو استشارة الطبيب قبل استخدامه.
ج. مشاكل في الجهاز الهضمي:
من الأضرار الأخرى التي قد تنتج عن تناول الكرياتين هي مشاكل في الجهاز الهضمي. قد يعاني بعض الأشخاص من الغازات، والانتفاخات، أو الإسهال نتيجة لاستهلاك الكرياتين، خاصة إذا تم تناوله بجرعات عالية أو إذا تم دمجه مع مشروبات تحتوي على سكريات.
هذا يحدث غالبًا عندما يتم تناول الكرياتين بشكل مفرط أو عندما يُستهلك دون شرب كمية كافية من الماء، مما يؤدي إلى تهيج الأمعاء. لذلك، يُنصح بشرب كميات كبيرة من الماء أثناء استخدام الكرياتين لتقليل هذه التأثيرات الجانبية.
د. الآثار النفسية:
رغم أن الكرياتين يُعتبر آمنًا بشكل عام عند استخدامه بشكل معتدل، إلا أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنه قد يكون له تأثيرات نفسية سلبية على بعض الأشخاص. يمكن أن يعاني بعض الأفراد من تقلبات في المزاج أو زيادة في التوتر والقلق نتيجة لاستخدام المكملات بشكل مفرط.
من غير المعروف تمامًا ما إذا كانت هذه التأثيرات تتعلق بالكرياتين نفسه أو بالعوامل الأخرى المرتبطة باستخدام المكملات الغذائية في مجال كمال الأجسام، مثل التوتر الناتج عن التدريب المكثف أو توقعات الأداء.
هـ. تأثير على توازن المعادن في الجسم:
الكرياتين قد يؤثر على توازن المعادن في الجسم، خاصة إذا تم تناوله بشكل مفرط. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في مستويات البوتاسيوم أو الصوديوم في الدم، وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات في توازن السوائل في الجسم. هذا التأثير قد يؤدي إلى تشنجات عضلية أو شعور بالدوار في بعض الحالات.
4. كيفية استخدام الكرياتين بشكل آمن:
لا شك أن الكرياتين يمكن أن يكون مفيدًا للغاية في تحسين الأداء الرياضي وزيادة الكتلة العضلية إذا تم استخدامه بشكل مناسب. لتقليل المخاطر المحتملة والتأكد من الاستفادة القصوى من الكرياتين، يجب اتباع بعض الإرشادات:
-
الجرعة المناسبة: من المهم تناول الكرياتين بجرعات مناسبة. الجرعة المثالية تتراوح عادة بين 3 إلى 5 جرامات يوميًا. يمكن أن تبدأ بعض الأشخاص فترة تحميل خلال الأيام الأولى بتناول 20 جرامًا يوميًا، موزعة على 4 جرعات صغيرة، قبل تقليص الجرعة إلى 5 جرامات يوميًا بعد ذلك.
-
شرب كميات كافية من الماء: بما أن الكرياتين يسبب احتباس الماء في العضلات، من المهم شرب الكثير من الماء طوال اليوم لتجنب الجفاف. يُنصح بتناول 3 إلى 4 لترات من الماء يوميًا.
-
استشارة الطبيب: إذا كنت تعاني من مشاكل صحية مثل أمراض الكلى أو القلب، فمن الأفضل استشارة الطبيب قبل بدء استخدام الكرياتين. الطبيب يمكنه أن يقدم نصائح متخصصة بناءً على حالتك الصحية.
-
تجنب الجرعات الزائدة: يجب تجنب تناول جرعات كبيرة من الكرياتين أو استخدامه لفترات طويلة دون استراحة. لا يتطلب الجسم أكثر من 5 جرامات يوميًا، وبالتالي فإن تناول جرعات أكبر لا يترتب عليه فوائد إضافية، بل يزيد من المخاطر المحتملة.
5. الخلاصة:
الكرياتين هو أحد المكملات الغذائية الفعّالة التي تُستخدم لتحسين الأداء الرياضي وزيادة الكتلة العضلية، لكنه ليس خاليًا من الأضرار. يمكن أن يتسبب في مشاكل صحية إذا تم استخدامه بشكل غير صحيح أو مفرط. التأثيرات السلبية مثل احتباس الماء، مشاكل الجهاز الهضمي، واضطرابات في توازن المعادن قد تحدث في بعض الحالات.
من أجل الحصول على أقصى استفادة من الكرياتين وتقليل الأضرار المحتملة، يجب استخدامه بشكل مدروس وبالجرعات المناسبة، مع مراعاة الحاجة إلى استشارة الطبيب في حال وجود أي مشاكل صحية سابقة.

