أضرار الخزامى للحامل

أضرار شرب الخزامى للحامل

يُعتبر الخزامى أو اللافندر من الأعشاب العطرية المعروفة بفوائدها المتعددة في التهدئة والاسترخاء وعلاج التوتر، ويستخدم في الطب الشعبي منذ قرون. ورغم أن العديد من النساء الحوامل يلجأن إلى الأعشاب الطبيعية لتخفيف الأعراض الشائعة أثناء الحمل مثل الغثيان، الأرق، والتوتر، إلا أن استخدام الخزامى في فترة الحمل يثير الكثير من الجدل في الأوساط الطبية والصحية. فبينما يرى البعض أنه آمن في بعض أشكاله، فإن شرب شاي الخزامى أو استهلاك زيته داخليًا يمكن أن يُسبب آثارًا سلبية محتملة على صحة الأم والجنين. في هذا المقال، سيتم التطرق بشكل موسع ومفصل إلى أضرار شرب الخزامى للحامل وتأثيره على المراحل المختلفة من الحمل، مع توضيح الأسباب الفسيولوجية والبيولوجية لهذه التأثيرات، واستعراض التحذيرات الطبية المتعلقة باستخدامه، مدعومة بالمرجعيات العلمية.

التركيب الكيميائي لنبتة الخزامى وتأثيره على الجسم

الخزامى (Lavandula angustifolia) يحتوي على مركبات فعالة مثل لينالول (Linalool) وليناليل أسيتيت (Linalyl acetate)، وهي مواد تُعرف بتأثيرها المهدئ على الجهاز العصبي. إلا أن هذه المركبات قد تُسبب تأثيرات هرمونية أو عضوية غير مرغوب فيها، خصوصًا في جسم المرأة الحامل الذي يمر بتغيرات هرمونية كبيرة تؤثر على استجابته للمواد الفعالة. كما أن بعض هذه المركبات قد تؤثر على مستقبلات الأستروجين والبروجستيرون، وهما من الهرمونات الحيوية للحفاظ على الحمل واستقراره.

أضرار شرب الخزامى للحامل في الثلث الأول من الحمل

الفترة الأولى من الحمل هي أكثر المراحل حساسية، إذ يتم فيها انغراس البويضة الملقحة في بطانة الرحم وتبدأ عمليات التكوين الأولى للأعضاء. يُحذر في هذه المرحلة من تناول أي مواد تؤثر على التوازن الهرموني أو تُحفز عضلات الرحم.

• التحفيز الرحمي: يُعتقد أن شرب الخزامى قد يؤدي إلى تحفيز طفيف في عضلات الرحم نتيجة تأثيره على التروية الدموية والمستقبلات العصبية، مما قد يزيد من خطر الإجهاض أو النزيف في الأشهر الثلاثة الأولى.

• تأثيرات على انغراس الجنين: المركبات الفعالة في الخزامى قد تؤثر على بطانة الرحم، مما يعيق تثبيت الجنين بشكل صحيح.

• التداخل مع الأدوية الهرمونية: بعض الحوامل يستخدمن علاجات تدعم الحمل المبكر، مثل البروجستيرون، والخزامى قد يُضعف من تأثير هذه العلاجات.

التأثيرات السلبية لشرب الخزامى خلال الثلث الثاني من الحمل

في هذه المرحلة يكون الجنين قد بدأ بالنمو السريع، ويزداد ضغط الرحم على الأعضاء الداخلية، كما تحدث تغيرات هرمونية جديدة لدى الأم. رغم أن خطر الإجهاض يقل، إلا أن الخزامى قد يحمل أضرارًا أخرى:

• هبوط ضغط الدم: يُعرف عن شاي الخزامى أنه قد يُخفض ضغط الدم، وهذا قد يكون خطرًا في حال كانت الحامل تعاني أصلًا من انخفاض الضغط، مما يؤدي إلى الدوخة، التعب، وقلة التروية الدموية للجنين.

• تهيج المعدة والجهاز الهضمي: يحتوي الخزامى على زيوت عطرية قد تُسبب تهيجًا في بطانة المعدة، خاصة إذا تم شربه بتركيز عالٍ أو على معدة فارغة.

• ردود الفعل التحسسية: في بعض الحالات، يمكن أن تُعاني الحامل من تحسس اتجاه مكونات الخزامى، مما يؤدي إلى طفح جلدي، حكة، أو حتى تورم في الحلق والجهاز التنفسي.

مخاطر تناول الخزامى في الثلث الأخير من الحمل

الثلث الثالث هو المرحلة التي يستعد فيها الجسم للولادة، ويبدأ الرحم بالتهيؤ للانقباضات التمهيدية. وتُعد هذه المرحلة حساسة لاستخدام أي مواد تُحفز تقلصات عضلية أو تؤثر على الجهاز العصبي.

• تحفيز الانقباضات المبكرة: بعض الدراسات تشير إلى أن شرب الخزامى قد يؤدي إلى زيادة نشاط الرحم، مما قد يرفع من احتمال حدوث ولادة مبكرة أو انقباضات كاذبة.

• تأثير مهدئ مفرط: الخزامى معروف بتأثيره المهدئ، ولكن شربه بكثرة في هذه المرحلة قد يُسبب خمولًا مفرطًا للأم، ويؤثر على الوعي والاستجابة السريعة، خصوصًا إذا كانت تستخدم أدوية أخرى لها تأثير مهدئ.

• تأثيره على حليب الأم: رغم عدم وجود دراسات كافية، إلا أن بعض الباحثين يحذرون من تأثير الخزامى على هرمون البرولاكتين، ما قد يؤثر لاحقًا على إنتاج الحليب.

التأثيرات الهرمونية للخزامى واحتمالاته في التشوهات الخلقية

تشير بعض الأبحاث إلى أن الخزامى يمتلك خصائص مشابهة لهرمون الأستروجين، مما يجعله مصنفًا ضمن ما يُعرف بـ “مُضطربات الغدد الصماء النباتية”. وهذه المواد قد تؤثر على التوازن الهرموني للجنين، خصوصًا إذا كانت الأم تستهلك كميات كبيرة من هذه المواد بشكل مستمر.

• التأثير على تطور الأعضاء التناسلية للجنين: تم ربط بعض أنواع الزيوت العطرية، ومنها الخزامى، بحدوث اضطرابات في تطور الأعضاء التناسلية لدى الذكور عند التعرض المزمن لها.

• إعاقة نمو الجهاز العصبي: بعض الدراسات الحيوانية أظهرت أن المركبات العطرية المركزة قد تُعيق تطور الجهاز العصبي للجنين.

الجدول التالي يوضح أبرز أضرار شرب الخزامى للحامل حسب المرحلة الزمنية للحمل:

تحذيرات طبية واستخدامات غير آمنة للخزامى أثناء الحمل

رغم أن الاستخدام الموضعي (مثل استخدام زيت الخزامى في التدليك الخارجي بتركيز منخفض) قد يُعتبر آمنًا لبعض النساء بعد استشارة الطبيب، فإن الاستخدام الداخلي عن طريق الشرب يُعد مخاطرة كبيرة خاصة خلال الحمل. تحذر الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد من استخدام أي نوع من الأعشاب الطبية دون الرجوع إلى المختصين، وخصوصًا الأعشاب ذات التأثير الهرموني أو المهدئ.

كما لا يُنصح باستخدام مكملات الخزامى أو زيوته العطرية عن طريق الفم نظرًا لصعوبة التحكم في تركيز المادة الفعالة، مما يجعل من الصعب تحديد الجرعة الآمنة.

توصيات عامة للحامل بشأن الأعشاب الطبية

1. استشارة الطبيب أولًا: يجب عدم استهلاك أي عشبة خلال الحمل دون الرجوع إلى الطبيب أو الأخصائي.

2. الابتعاد عن الزيوت العطرية داخليًا: رغم أنها تبدو طبيعية، فإن الزيوت المركزة قد تكون سامة أو مُحفزة للرحم.

3. عدم الانخداع بالوصفات الشعبية: الكثير من الوصفات المتداولة على الإنترنت قد تفتقر للأسس العلمية وتُسبب ضررًا جسيمًا.

4. متابعة التغيرات الجسدية: في حال تم تناول أي نوع من الأعشاب وشعرت الحامل بأعراض غير معتادة، فيجب التوجه للطبيب فورًا.

المصادر العلمية

• Tisserand, R., & Young, R. (2014). Essential Oil Safety: A Guide for Health Care Professionals. Elsevier Health Sciences.

• Ernst, E. (2002). Herbal medicinal products during pregnancy: are they safe? BJOG: An International Journal of Obstetrics & Gynaecology, 109(3), 227–235.