أضرار حمض الفوليك: جوانب هامة يجب أن تعرفها
يعتبر حمض الفوليك أحد الفيتامينات الأساسية التي يحتاجها الجسم للعديد من الوظائف الحيوية، وهو نوع من فيتامين ب9 القابل للذوبان في الماء. يلعب هذا الفيتامين دوراً مهماً في دعم صحة الخلايا، والوقاية من العيوب الخلقية في الأجنة، وتحسين عملية النمو والتطور بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يساعد حمض الفوليك في إنتاج الحمض النووي (DNA) وتكوين خلايا الدم الحمراء.
لكن بالرغم من فوائد حمض الفوليك العديدة، إلا أن الإفراط في تناوله قد يحمل بعض الأضرار التي يجب أن تكون في عين الاعتبار. في هذا المقال، سنتناول الآثار السلبية التي قد تترتب على استهلاك كميات مفرطة من حمض الفوليك، وكيفية تجنبها.
أضرار حمض الفوليك عند تناوله بكميات مفرطة
1. التسمم بحمض الفوليك
من أبرز الأضرار الناتجة عن تناول كميات كبيرة من حمض الفوليك هو التسمم، وهو يحدث عادة عندما يتجاوز الشخص الكمية الموصى بها من هذا الفيتامين بشكل منتظم. الكميات الموصى بها من حمض الفوليك تختلف باختلاف الفئة العمرية والحالة الصحية، حيث يقدر الحد الأقصى المسموح به للبالغين بـ 1000 ميكروغرام يومياً.
تسمم حمض الفوليك يمكن أن يسبب العديد من الأعراض مثل الغثيان، التقيؤ، وآلام في البطن، بالإضافة إلى شعور عام بالتعب والدوار. في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يؤدي التسمم إلى مشاكل أكثر تعقيداً في الجهاز العصبي.
2. إخفاء نقص فيتامين ب12
من أضرار حمض الفوليك التي قد تكون غير متوقعة هو تأثيره على امتصاص فيتامين ب12. فيتامين ب12 يلعب دوراً مهماً في وظيفة الجهاز العصبي، كما يساهم في تكوين خلايا الدم الحمراء. إذا تم تناول كميات عالية من حمض الفوليك، قد يؤدي ذلك إلى إخفاء أعراض نقص فيتامين ب12، حيث يمكن أن يتسبب حمض الفوليك في تحسين إنتاج خلايا الدم الحمراء بشكل مؤقت، مما يعكس الأعراض السريرية لنقص فيتامين ب12. وبالرغم من أن الشخص قد لا يعاني من أعراض واضحة، إلا أن نقص فيتامين ب12 قد يؤدي إلى مشكلات خطيرة على المدى الطويل، مثل التدهور العصبي وفقر الدم.
3. زيادة خطر الإصابة بالسرطان
أظهرت بعض الدراسات أن تناول كميات كبيرة من حمض الفوليك يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. وعلى وجه الخصوص، تم ربط الاستهلاك الزائد للحمض الفوليك بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. تكمن المشكلة في أن حمض الفوليك يمكن أن يعزز نمو الخلايا السرطانية إذا كانت هناك خلايا سرطانية في الجسم بالفعل. في مثل هذه الحالات، يعمل الفوليك على دعم تكاثر هذه الخلايا بشكل أسرع، مما قد يؤدي إلى تفشي السرطان.
4. مشاكل نفسية وعصبية
من بين الأضرار الأخرى التي قد يتسبب فيها تناول حمض الفوليك بكميات كبيرة هو تأثيره على الصحة النفسية والعصبية. بعض الدراسات تشير إلى أن تناول جرعات كبيرة من حمض الفوليك يمكن أن يؤدي إلى أعراض عصبية، مثل القلق والاكتئاب. هذا قد يكون ناتجاً عن تأثير الفوليك على مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين.
5. اضطرابات في الجهاز الهضمي
كما هو الحال مع أي مكمل غذائي يتم تناوله بكميات كبيرة، يمكن أن يتسبب حمض الفوليك في اضطرابات في الجهاز الهضمي. تشمل هذه الاضطرابات الغازات، الانتفاخ، الإسهال، والتقلصات المعوية. هذه الأعراض تكون عادة ناتجة عن تأثير حمض الفوليك على عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية الأخرى.
6. زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب
تشير بعض الدراسات إلى أن الاستهلاك المفرط من حمض الفوليك قد يترافق مع زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض القلبية. يعود ذلك إلى أن حمض الفوليك يمكن أن يتداخل مع مستويات الحمض الأميني المعروف باسم “الهوموسيستين”. في حالات نقص حمض الفوليك، ترتفع مستويات الهوموسيستين في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن، في حالة تناول حمض الفوليك بكميات مفرطة، يمكن أن يؤثر ذلك سلباً على عملية تنظيم الهوموسيستين، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
7. تفاعلات مع الأدوية
يجب أن يكون الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة حذرين عند تناول مكملات حمض الفوليك. من بين الأدوية التي قد تتفاعل مع حمض الفوليك، الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان مثل الميثوتركسيت، حيث يعمل حمض الفوليك على تقليل فعالية هذه الأدوية. كما أن بعض الأدوية التي تعالج مرض الصرع قد تؤدي إلى تقليل امتصاص حمض الفوليك في الجسم، مما قد يؤدي إلى حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها.
8. زيادة وزن الجسم
في بعض الحالات، قد يؤدي تناول كميات كبيرة من حمض الفوليك إلى زيادة الوزن، حيث أن الفوليك يعتبر أحد الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، وبالتالي يمكن أن يؤثر على عملية امتصاص العناصر الغذائية في الجسم، بما في ذلك الدهون. كما قد يكون تناول الفوليك بكميات مفرطة قد يؤثر على التوازن الهرموني للجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بمرور الوقت.
9. الإصابة ببعض الأمراض العصبية
تشير بعض الأبحاث إلى أن الاستهلاك المفرط من حمض الفوليك قد يرتبط ببعض الأمراض العصبية، مثل مرض الزهايمر والخرف. يعتقد العلماء أن الفوليك الزائد قد يؤثر على خلايا الدماغ ويؤدي إلى تدهور في وظائف الذاكرة والتركيز. قد تكون هذه التأثيرات ناتجة عن تداخل الفوليك مع بعض العمليات البيولوجية في الدماغ، مما يعزز من تلف الخلايا العصبية.
كيفية تجنب أضرار حمض الفوليك
لحماية نفسك من أضرار حمض الفوليك، يجب الالتزام بالجرعات الموصى بها وعدم تجاوزها إلا إذا كان ذلك بناءً على استشارة طبية. من المهم تناول الفوليك وفقاً للاحتياجات اليومية، والتي تختلف حسب العمر والحالة الصحية. بشكل عام، يُنصح بعدم تجاوز 400 ميكروغرام يومياً للبالغين من حمض الفوليك من المكملات الغذائية. وفي حالة الحمل أو الرغبة في تناول مكملات الفوليك، ينبغي استشارة الطبيب لضمان الاستخدام الآمن والفعّال.
الختام
رغم الفوائد العديدة التي يقدمها حمض الفوليك للجسم، إلا أن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى عدد من الأضرار الصحية التي قد تكون غير متوقعة. لذلك، من الضروري أن يتناول الأفراد هذا الفيتامين ضمن الحدود الآمنة لضمان الاستفادة القصوى منه دون تعريض صحتهم لأي مخاطر.
