فحص هشاشة العظام وطرق التشخيص

كيفية فحص هشاشة العظام

تعتبر هشاشة العظام من الأمراض التي تؤثر على هيكل الجسم العظمي، مما يزيد من خطر الكسور والإصابات التي قد تحدث نتيجة لأدنى ضغوط أو حركات غير متوقعة. يتمثل مرض هشاشة العظام في انخفاض كثافة العظام وقوة تحملها، ما يجعلها أكثر عرضة للكسر. يطلق على هذا المرض “القاتل الصامت” بسبب غياب الأعراض في مراحله المبكرة، مما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية لتفادي مضاعفاته.

تشخيص هشاشة العظام

يعد فحص هشاشة العظام خطوة أساسية لتحديد مدى تقدم المرض والوقاية من الكسور المستقبلية. هناك عدة طرق لفحص هشاشة العظام وتقييم كثافة العظام، وتختلف هذه الطرق من حيث الدقة وسهولة الإجراء، ويمكن تحديد الطريقة الأنسب بناءً على عوامل متعددة مثل العمر والجنس والتاريخ الطبي للمريض.

1. فحص كثافة العظام باستخدام جهاز الـ DEXA (Dual Energy X-ray Absorptiometry)

يعد جهاز الـ DEXA أو كما يُسمى أحيانًا “مقياس كثافة العظام”، هو الأكثر شيوعًا واستخدامًا في تشخيص هشاشة العظام. يعتمد هذا الفحص على تقنية الأشعة السينية لتحديد كثافة المعادن في العظام. يتم إجراء الفحص عادة على الفقرات القطنية (أسفل الظهر) وعظم الفخذ، حيث تكون هذه المناطق أكثر عرضة للإصابة بالكسور. يعتبر فحص DEXA دقيقًا جدًا في قياس كثافة العظام، وهو يعتبر المعيار الذهبي لتشخيص هشاشة العظام.

كيفية إجراء الفحص:

• يُطلب من المريض الاستلقاء على طاولة خاصة أثناء الخضوع للفحص.

• يتم توجيه جهاز الأشعة السينية إلى منطقة الفخذ أو العمود الفقري.

• لا يستغرق الفحص أكثر من 10 إلى 15 دقيقة.

• الفحص غير مؤلم ولا يحتاج إلى تحضير خاص.

نتائج الفحص:

• يتم تحليل نتائج الفحص بناءً على مقياس يسمى “T-score”، الذي يقارن كثافة عظام الشخص مع متوسط كثافة العظام لدى الأشخاص الأصحاء من نفس الجنس والعمر.

• إذا كانت القيمة بين -1 و-2.5، فهذا يشير إلى أن الشخص يعاني من هشاشة عظام خفيفة أو بداية هشاشة عظام.

• إذا كانت القيمة أقل من -2.5، فإن الشخص يعاني من هشاشة عظام متقدمة.

2. فحص العظام باستخدام الأشعة السينية التقليدية

على الرغم من أن الأشعة السينية التقليدية لا تقدم دقة عالية في قياس كثافة العظام مقارنة بجهاز DEXA، إلا أنها يمكن أن تكون أداة مفيدة في الكشف عن الكسور أو التشوهات التي قد تحدث بسبب هشاشة العظام. عند فحص الشخص الذي يعاني من أعراض ألم أو صعوبة في الحركة، يمكن استخدام الأشعة السينية للكشف عن وجود كسور في العظام.

استخدام الأشعة السينية في فحص هشاشة العظام:

• قد يتم اكتشاف الكسور الناتجة عن هشاشة العظام في مناطق مثل العمود الفقري أو الفخذ.

• لكن الأشعة السينية التقليدية لا تكشف عن هشاشة العظام في مراحله المبكرة، لذلك فهي تعتبر أداة مكملة وليست تشخيصًا رئيسيًا.

3. فحص محتوى المعادن في العظام باستخدام الموجات فوق الصوتية

تستخدم تقنية الموجات فوق الصوتية (التي تعتمد على الموجات الصوتية) في بعض الحالات لتحديد كثافة العظام. تُستخدم هذه التقنية بشكل أساسي لفحص الكاحل أو الكعب، وقد تكون خيارًا جيدًا للكشف المبكر عن هشاشة العظام في الأشخاص الذين لا يمكنهم الخضوع لفحص DEXA.

كيفية إجراء الفحص:

• يتم وضع جهاز الموجات فوق الصوتية على المنطقة المستهدفة (عادةً كعب القدم).

• يرسل الجهاز الموجات الصوتية عبر العظم لقياس كثافة المعادن فيه.

دقة الفحص:

• توفر هذه التقنية نتائج سريعة، ولكنها قد لا تكون دقيقة مثل فحص DEXA. تستخدم في المقام الأول كأداة مساعدة في التشخيص المبكر.

4. فحص مستويات الكالسيوم وفيتامين د في الدم

قد يطلب الأطباء أيضًا فحص مستويات الكالسيوم وفيتامين د في الدم، حيث يُعتبر نقص هذه العناصر الغذائية من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. يُستخدم هذا الفحص بشكل رئيسي للكشف عن الأسباب المحتملة لنقص كثافة العظام أو التحقق من ما إذا كانت هناك اضطرابات في امتصاص المعادن.

كيفية إجراء الفحص:

• يتم سحب عينة دم من المريض وتحليلها في المختبر لتحديد مستويات الكالسيوم وفيتامين د.

نتائج الفحص:

• مستويات منخفضة من الكالسيوم وفيتامين د قد تشير إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.

5. فحص الفقرات القطنية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي في بعض الحالات لفحص العظام والأنسجة المحيطة بها، ويمكنه اكتشاف التغيرات في العظام التي قد تشير إلى هشاشة العظام. يمكن أن يوفر هذا الفحص صورة مفصلة عن الفقرات القطنية والعظام الأخرى.

كيفية إجراء الفحص:

• يتم وضع المريض داخل جهاز الرنين المغناطيسي، ويُستخدم المجال المغناطيسي لإنشاء صور مفصلة للعظام والمفاصل.

• يتميز هذا الفحص بقدرته على تقديم تفاصيل دقيقة حول الأنسجة الرخوة والعظام.

عوامل الخطر لهشاشة العظام

قبل إجراء فحوصات هشاشة العظام، قد يأخذ الأطباء في الاعتبار مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض. هذه العوامل تشمل:

• السن: يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام مع التقدم في السن.

• الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنة بالرجال.

• الوراثة: إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة بهشاشة العظام، فإن خطر الإصابة بالمرض يكون أعلى.

• نقص فيتامين د والكالسيوم: نقص هذه العناصر الغذائية يعزز من خطر الإصابة.

• الحياة الساكنة: قلة النشاط البدني تساهم في تقليل كثافة العظام.

• التدخين وتناول الكحول: هذه العوامل تضعف العظام وتزيد من مخاطر الإصابة.

علاج هشاشة العظام

على الرغم من أن هشاشة العظام لا يمكن علاجها بشكل كامل، إلا أن التشخيص المبكر يسمح باتخاذ تدابير للحد من تدهور صحة العظام. تتضمن العلاجات الشائعة:

• الأدوية: هناك العديد من الأدوية التي تساعد في زيادة كثافة العظام أو تقليل فقدانها.

• ممارسة التمارين الرياضية: يمكن أن تساهم التمارين الرياضية مثل المشي، رفع الأثقال، وتمارين التوازن في تقوية العظام.

• التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د يعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة العظام.

الخلاصة

فحص هشاشة العظام هو خطوة حاسمة في الوقاية من الكسور والإصابات المرتبطة به. يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات مثل جهاز DEXA، الأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى فحوصات الدم. يتعين على الأفراد الذين هم في خطر الإصابة أو الذين يعانون من أعراض مشابهة إجراء الفحوصات بشكل دوري لضمان الحفاظ على صحة عظامهم.