في كتابه الموسوم بعنوان “أثر القواعد الأصولية في تفسير النصوص القانونية”، يقدم الكاتب بلخير طاهري دراسة متأنية وشاملة تتناول أحدث الاتجاهات في المقارنة بين الشريعة والقانون. تأتي هذه الدراسة في سياق الاهتمام المتزايد بالدراسات المقارنة، التي أصبحت موضوعًا حيويًا يثير النقاش والاهتمام على الساحة العالمية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بميدان القانون وتأثيره على الشريعة.
تبرز أهمية الموضوع في قدرته على إلقاء الضوء على دور أصول الفقه في فهم النصوص القانونية، وهو أمر يعتبر حيويًا للمتخصصين في مجال القانون. ومن خلال مراجعة الكتب المتخصصة في المدخل إلى العلوم القانونية وأصول القانون، يتناول الكاتب العناصر المشتركة بين الشريعة والقانون، خاصة فيما يتعلق بالتفسير الداخلي والخارجي باستخدام المصطلحات القانونية ومفاهيم تفسير النصوص بالمصطلحات الأصولية.
يثني الدكتور “هبة الزحيلي” في تقييمه على قيمة وأهمية هذا الفن في مجال مقارنة الأديان والقوانين الوضعية. يرى أن قواعد فهم النصوص وتفسيرها، وكذلك طرق الترجيح بين الأدلة في حال التعارض، تشكل أساسًا أساسيًا في حل الاختلافات بين شراح القانون في تفسير الأحكام القضائية. ومن خلال رؤيته الفذة، يظهر كيف يمكن استخدام القياس في تفسير القوانين الوضعية، حيث أن ألفاظ القانون لا تشمل بالضرورة جميع الحوادث والوقائع. يلجأ القاضي إلى تطبيق القانون على الحالات المتشابهة، مراعيًا في عمله الوصف الملائم لعلة القياس، بهدف تناسب بين القانون ومصالح الناس.
وفي هذا السياق، يبرز الكاتب أن هذه القواعد لا تتسم بالطابع الشرعي أو الديني بشكل حصري، بل هي قواعد عربية، سواء من حيث الشكل أو المضمون، نصًا وروحًا. وبناءً على ذلك، تظهر أهمية استخدامها في فهم أي نص شرعي أو قانوني صاغ باللغة العربية.
يأتي هذا الكتاب بغلاف كرتوني أنيق، ويتألف من 217 صفحة، تضم محتوى غني وشيق. صدر الكتاب في عام 2008 عن دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، ويندرج ضمن فئة الكتب السياسية، تحديدًا في فرع الدين والسياسة.