أشهر 10 مدن ملاهي مهجورة في العالم
مدن الملاهي هي أماكن تجذب الزوار من مختلف الأعمار لتجربة المتعة والإثارة، حيث يمكنهم الاستمتاع بالألعاب المختلفة، والأنشطة الترفيهية، والعروض المميزة. ومع مرور الزمن، قد يواجه بعضها صعوبات اقتصادية أو مشاكل إدارية تؤدي إلى إغلاقها أو هجرها بالكامل. لكن، يظل تاريخ هذه المدن والأجواء التي تحيط بها، حتى بعد إغلاقها، يشكل موضوعًا مثيرًا للاهتمام للباحثين، المؤرخين، والمستكشفين الحضريين الذين يعشقون التنقيب في الأماكن المهجورة. في هذا المقال، سنتناول أشهر 10 مدن ملاهي مهجورة في العالم، مع تسليط الضوء على تاريخها، الأسباب التي أدت إلى إغلاقها، والأجواء التي تميز كل واحدة منها.
1. مدينة ” ناغاشيما سبا لاند” – اليابان
تعد مدينة “ناغاشيما سبا لاند” واحدة من أشهر مدن الملاهي المهجورة في اليابان، وقد كانت ذات يوم من أكبر وأهم وجهات الترفيه في المنطقة. تقع المدينة في محافظة آيتشي باليابان، وافتتحت في عام 1958، حيث كانت تحتوي على العديد من الألعاب المشوقة مثل الأفعوانيات والمرافق المائية. في أواخر الثمانينات، بدأت المدينة تشهد تراجعًا في عدد الزوار بسبب تطور التكنولوجيا، إضافة إلى زيادة المنافسة من المنتزهات الحديثة.
أغلق المنتزه في أوائل التسعينات، لكن ما جعل “ناغاشيما سبا لاند” تبرز بين المدن المهجورة هو كونها بقيت مغمورة بالأنقاض لفترة طويلة. في الوقت الحاضر، لا تزال الهياكل الرئيسية لألعابها وملامحها القديمة باقية، مما يخلق أجواء غامضة تستهوي المصورين والمستكشفين الحضريين.
2. مدينة “سيفو إنتيرناشونال” – إيطاليا
مدينة “سيفو إنتيرناشونال” هي واحدة من مدن الملاهي المهجورة الأكثر إثارة للدهشة في العالم. تأسست المدينة في أوائل السبعينات وكانت تعرف بتقديم تجربة غير تقليدية، حيث احتوت على ألعاب فريدة من نوعها، مثل لعبة “نفق الزمن” التي كانت تجمع بين المغامرة والخيال العلمي. المدينة افتتحت وسط أجواء من التفاؤل، لكنها لم تلبث طويلاً حتى بدأت تتعرض لأزمة مالية خانقة نتيجة لإدارتها السيئة، وتدهور حالة الألعاب مع مرور الوقت.
تم إغلاق المدينة في عام 1999 بعد أن فشلت المحاولات الأخيرة لإحياء نشاطها. أما اليوم، فإن معظم أجزاء المدينة قد تحولت إلى خرائب ومكانًا مهجورًا يستقطب العديد من المغامرين الذين يرغبون في استكشاف الأماكن المهجورة، لكن تظل السمة الوحيدة الباقية هي ذكريات الماضي المجيدة التي لا زالت محفورة في ذاكرة المدينة.
3. مدينة “أورورو بارك” – بوليفيا
مدينة “أورورو بارك” في بوليفيا كانت واحدة من أروع مدن الملاهي في أمريكا الجنوبية. تأسست في بداية التسعينات وكانت تضم ألعابًا ترفيهية متنوعة ومرافق ترفيهية متطورة. ومع ذلك، لم تتمكن المدينة من جذب العدد الكافي من الزوار بسبب العوامل الاقتصادية والاجتماعية في بوليفيا.
تجدر الإشارة إلى أن المدينة كانت تعاني من مشاكل مالية بسبب عجزها في تحقيق الأرباح المرجوة، كما ساهمت التحديات الاقتصادية الكبرى في المنطقة في عجز مالكيها عن الاستثمار في صيانتها. أغلق “أورورو بارك” في عام 2002، وما تبقى منه اليوم هو مجموعة من المباني المهجورة والألعاب القديمة التي أضحت تثير شعورًا بالحزن والذكريات.
4. مدينة “دوين باني” – الولايات المتحدة الأمريكية
كانت “دوين باني” مدينة ملاهي تقع في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، وافتتحت لأول مرة في عام 1980. كانت المدينة تتميز بتصميمها الفريد الذي جمع بين الرياضات المائية والألعاب الميكانيكية. بالرغم من كونها تحظى بشعبية في بداياتها، فقد كانت المدينة تعاني من سلسلة من الأزمات المالية والإدارية، ما أدى إلى إغلاقها في عام 1997.
ما يجعل “دوين باني” تبرز بين المدن المهجورة هو مجموعة من الألعاب الميكانيكية الضخمة التي لا تزال قائمة حتى اليوم، حيث تظهر بشكل غير مألوف وتثير مشاعر الغرابة لدى الزوار. البعض يعتقد أن هذه المدينة المهجورة تحتوي على طاقة غريبة، ويذهب البعض إلى حد القول بأنها مسكونة.
5. مدينة “بينيدورم” – إسبانيا
مدينة “بينيدورم” الإسبانية كانت من أبرز مدن الملاهي التي أثرت في السياحة الإسبانية خلال السبعينات. تم إنشاء المدينة في منطقة ساحلية تشهد ازدحامًا سياحيًا كبيرًا، وتمتع زوارها بعدد من الألعاب المائية المثيرة، بالإضافة إلى مجموعة من ألعاب الملاهي المعروفة على مستوى العالم. إلا أن المدينة أغلقت في عام 2003 بعد أن دمرت العديد من الألعاب بسبب تآكل البحر، فضلاً عن تأثير أزمة مالية.
اليوم، أصبحت مدينة “بينيدورم” مكانًا لزيارة الأشخاص الذين يعشقون المغامرة. الغموض المحيط بها والجدران المتداعية يضيفان إلى جاذبيتها كوجهة للتصوير والتوثيق.
6. مدينة “لونغ بور” – الولايات المتحدة الأمريكية
مدينة “لونغ بور” التي تقع في ولاية تكساس الأمريكية كانت واحدة من أكبر مدن الملاهي في جنوب الولايات المتحدة. افتتحت في السبعينات وكانت تقدم مجموعة من الألعاب المائية والتجارب المثيرة. ومع بداية التسعينات، بدأت المدينة تشهد تراجعًا ملحوظًا في عدد الزوار نتيجة للتحولات الاقتصادية والمنافسة من مدن ملاهي أخرى في المنطقة.
تم إغلاق “لونغ بور” في عام 2000، وبعد إغلاقها بدأ العديد من الزوار يلتقطون صورًا للألعاب المتناثرة والمهجورة. على الرغم من عدم إعادتها إلى الحياة، إلا أن “لونغ بور” لا تزال تعتبر من المواقع الأثرية التي تحتفظ بالكثير من الذكريات الماضية.
7. مدينة “كينو” – المكسيك
مدينة “كينو” في المكسيك كانت واحدة من الأماكن الترفيهية التي تركت بصمتها في بداية التسعينات. كانت المدينة توفر لزوارها العديد من الألعاب المتنوعة، إضافة إلى العروض الثقافية التي كانت تجذب الأسر من جميع أنحاء المكسيك. ومع أن المدينة كانت تحظى بشعبية في البداية، إلا أنها تعرضت للعديد من الأزمات المالية والفشل في تجديد الألعاب والمعالم، ما أدى إلى إغلاقها في أوائل الألفية الجديدة.
اليوم، تعتبر “كينو” واحدة من أبرز الوجهات التي تستهوي الزوار والمستكشفين الباحثين عن مغامرات غير تقليدية في المناطق المهجورة.
8. مدينة “سان ريفيرو” – أستراليا
مدينة “سان ريفيرو” تقع في أستراليا وتعد واحدة من أكثر مدن الملاهي المهجورة شهرة في هذا الجزء من العالم. في الثمانينات، كانت المدينة تحظى بشعبية واسعة بفضل ألعابها المتنوعة مثل الدوامات المائية والأفعوانيات الشاهقة. ومع مرور الوقت، بدأت المدينة تواجه مشاكل في صيانة الألعاب التي تضررت بشكل كبير بسبب الظروف المناخية القاسية في المنطقة.
في عام 2003، تم إغلاق المدينة نهائيًا بعد أن ثبت استحالة تجديد الألعاب. ورغم هذا، لا تزال “سان ريفيرو” مكانًا شهيرًا للمستكشفين الحضريين الذين يسعون للبحث في أسرارها القديمة.
9. مدينة “أكوا لاند” – كندا
مدينة “أكوا لاند” التي تقع في كندا كانت من أكثر المدن شعبية في البلاد بفضل الألعاب المائية المثيرة والتصميم الفريد. إلا أن تراجع السياحة بسبب زيادة الأسعار وحالة المدينة الميكانيكية قد أدى إلى إغلاق المدينة في عام 2001. أصبح الموقع اليوم نقطة جذب شهيرة للمصورين والمستكشفين الذين يعشقون الأماكن المهجورة.
10. مدينة “كونكورديا” – الولايات المتحدة الأمريكية
مدينة “كونكورديا” كانت واحدة من المشاريع الترفيهية الكبرى في ولاية كاليفورنيا. أُنشئت في السبعينات، وكانت تعتبر مقصدًا مميزًا للعائلات بفضل ألعابها الجريئة والحديثة وقتها. لكن بعد مرور أكثر من عقد، تعرضت المدينة لأزمة مالية أدت إلى إغلاقها في عام 1992.
اليوم، تعتبر مدينة “كونكورديا” من أكثر الأماكن شهرة بين المغامرين، حيث تتمتع بأجواء غامضة تنطوي على الكثير من الأسرار التي لم يتم الكشف عنها بالكامل.
ختامًا، تبقى مدن الملاهي المهجورة أحد المواضيع المثيرة التي تلتقط الأنفاس وتستقطب عشاق التاريخ والمغامرة. ورغم أن هذه المدن قد أغلقت أبوابها منذ سنوات، فإن آثارها لا تزال حاضرة في ذاكرة العالم، إذ تعكس قصصًا من الماضي وتحمل أسرارًا حول الصعوبات التي واجهتها. تقدم هذه المدن لمحة عن ثقافة الترفيه في فترات زمنية مختلفة، وتبقى شاهدة على التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها العالم.
