أسيزابين لعلاج الاضطراب الثنائي

دواء أسيزابين (Asenapine) لعلاج الاضطراب الثنائي القطب: التجارب والتقييمات

يعتبر دواء أسيزابين (المعروف تجاريًا باسم “سابريس” أو “Saphris”) أحد الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطراب الثنائي القطب (Bipolar Disorder)، وهو أحد اضطرابات المزاج التي تتسم بتقلبات شديدة بين فترات من الهوس والاكتئاب. يُستخدم أسيزابين في حالات الاضطراب الثنائي القطب خاصة لتحسين التوازن العاطفي ومنع الانتكاسات. لكن كما هو الحال مع العديد من الأدوية النفسية، يمكن أن تختلف ردود الفعل والتجارب بين الأفراد، حيث يواجه البعض آثارًا جانبية غير متوقعة قد تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية. في هذا المقال، سنستعرض تجارب المرضى الذين تناولوا هذا الدواء، بالإضافة إلى فعاليته وتقييمات المستخدمين له.

دواعي استعمال دواء أسيزابين (Saphris)

يُستخدم دواء أسيزابين بشكل رئيسي لعلاج الاضطراب الثنائي القطب (Bipolar Disorder) وكذلك لعلاج بعض الحالات الأخرى مثل الفصام (Schizophrenia). يعمل أسيزابين عن طريق التأثير على المواد الكيميائية في الدماغ التي تُعرف بالنواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يساعد في تخفيف أعراض الاضطراب النفسي وتحقيق التوازن بين الحالات المزاجية المختلفة.

التجارب الشخصية للمرضى مع دواء أسيزابين (Saphris)

إن تجارب المرضى مع أسيزابين تكشف عن حقيقة أنه لا توجد استجابة موحدة لهذا الدواء. تختلف ردود الفعل من شخص لآخر، وهو ما يعكس التنوع الكبير في الأعراض الجانبية والتأثيرات الناتجة عن استخدامه.

إحدى التجارب الشخصية التي تم الإبلاغ عنها تشير إلى حالة تعرضت لمشاكل خطيرة أثناء استخدام دواء أسيزابين. تروي إحدى المرضى تجربتها قائلةً: “بدأت تناول دواء سابريس بعد فترة إقامة في المستشفى لمدة أربعة أيام بسبب الاكتئاب. لم أتلق أي معلومات حول التحذيرات أو التفاعلات المحتملة مع الأدوية الأخرى. في البداية، بدا كل شيء على ما يرام؛ لم أشعر بتحسن أو تدهور. لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تغيرات غير مريحة في جسدي وعقلي. في الربيع التالي، لاحظت أنني أستطيع البقاء مستيقظة لمدة 24 ساعة دون أن أشعر بالتعب، ومع مرور الصيف، شعرت وكأنني سوبر وومن، حيث أصبحت قادرة على البقاء مستيقظة لثلاثة إلى أربعة ليالٍ دون الشعور بالتعب أو النعاس.”

وتتابع المريضة قائلةً: “شرحت هذه الأعراض للطبيب النفسي، فقرر أن يضاعف الجرعة الموصوفة من سابريس. للأسف، كانت النتائج كارثية؛ فقد تعرضت لحوادث سيارات متعددة خلال تلك السنة، جميعها كانت من دون تفسير منطقي رغم عدم شعوري بأي تأثير مخدر أو مهلوس. في النهاية، مع حلول نوفمبر، حاولت الانتحار. قضيت تسعة أيام في وحدة العناية المركزة، ولم أتمكن من فهم لماذا قمت بذلك. استمرت الأعراض الجانبية للدواء في الظهور، ما دفعني لإيقاف تناوله بنفسي. بعد عام، اختفت جميع الأعراض الجانبية.”

تعتبر هذه التجربة واحدة من العديد من القصص التي تم الإبلاغ عنها من قبل مستخدمي دواء سابريس، حيث أشار العديد منهم إلى وجود تأثيرات جانبية خطيرة ومفاجئة قد تترك آثارًا نفسية وجسدية مؤلمة.

التقييمات وفعالية الدواء

عند تقييم فعالية دواء أسيزابين لعلاج الاضطراب الثنائي القطب، نجد أن العديد من المرضى الذين تناولوا الدواء أعطوا تقييمات متفاوتة. في الحالة التي تم الإشارة إليها سابقًا، قام المريض بتقييم فعالية الدواء بـ 1 من 10، وهو تقييم منخفض للغاية يعكس الإحباط الكبير الذي شعر به هذا الشخص بسبب الأعراض الجانبية المدمرة التي تعرض لها.

وفيما يتعلق بالفعالية العامة للدواء، تشير بعض الدراسات والآراء الطبية إلى أن أسيزابين قد يكون فعالًا في السيطرة على أعراض الاضطراب الثنائي القطب، خاصة في فترات الهوس، ولكن يجب أن يتم وصفه بحذر وتحت إشراف طبي دقيق. يعاني بعض المرضى من آثار جانبية قوية، مثل القلق المفرط، زيادة الوزن، والدوخة، والتي يمكن أن تؤثر على جودة حياتهم بشكل كبير.

تاريخ الموافقة على الدواء

تمت الموافقة على دواء أسيزابين من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 20 أبريل 2017 لعلاج الاضطراب الثنائي القطب. وتستمر الدراسات السريرية حول تأثيراته الجانبية المحتملة وفعاليته على المدى الطويل في تقديم مزيد من المعلومات الطبية حول هذا الدواء.

عدد مرات وصف الدواء

من الملاحظ أن دواء أسيزابين يتم وصفه بشكل متكرر في حالات الاضطراب الثنائي القطب، حيث يتراوح عدد مرات وصفه من قبل الأطباء إلى حوالي أربع مرات بناءً على سجلات المرضى. إلا أن تكرار وصفه قد يكون مرتبطًا بتقييم الطبيب للحالة الصحية لكل مريض، ويجب أن يتم بناءً على حاجة الفرد ودرجة شدة الأعراض.

الآثار الجانبية

أهم الآثار الجانبية التي أبلغ عنها المرضى عند تناول أسيزابين تشمل الدوخة، والنوم المفرط، وزيادة الوزن، وفي بعض الحالات، تأثيرات نفسية سلبية مثل الاكتئاب، والتهيج، والقلق. في حالات نادرة، قد يحدث شعور بالهلوسة أو اضطرابات عقلية قد تزداد سوءًا إذا لم يتم مراقبة الحالة بشكل جيد.

علاوة على ذلك، هناك تقارير تفيد بأن بعض المرضى قد يعانون من تغيرات في عادات النوم والمزاج بشكل مفاجئ، الأمر الذي قد يسبب لهم صعوبة في التعامل مع ضغوط الحياة اليومية. يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب في حال حدوث أي تغيرات غير متوقعة في الحالة النفسية أو الجسدية أثناء العلاج.

خلاصة

يعد دواء أسيزابين خيارًا علاجيًا شائعًا لمرضى الاضطراب الثنائي القطب، إلا أن تجارب المرضى تثبت أنه قد يتسبب في آثار جانبية غير مرغوب فيها تؤثر على جودة الحياة. يجب على المرضى أن يكونوا على دراية تامة بالإرشادات الطبية المتعلقة باستخدام الدواء، وأن يتابعوا حالتهم الصحية مع الطبيب بشكل دوري لتجنب حدوث أي مشاكل صحية أو نفسية. رغم فعاليته في علاج بعض أعراض الاضطراب الثنائي القطب، إلا أن استخدامه يجب أن يكون تحت إشراف دقيق نظرًا لتأثيراته الجانبية المحتملة.